ترجمات..
زيارة ماكرون إلى إسرائيل.. أهداف متناقضة ولبنان جزء منها
تندرج زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تل أبيب ضمن سلسلة زيارات يقوم بها زعماء ورؤساء مختلف الدول الأوروبية والغربية تضامناً مع إسرائيل بعد هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر التي شنّتها حماس.
ومن المتوقع أن يكون ماكرون أول رئيس غربي يزور مقر السلطة الفلسطينية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله الثلاثاء، وفق ما أعلن مكتب الأخير.
واتخذ النزاع بين الطرفين بعداً عالمياً، إثر قيام حماس باحتجاز مواطنين اسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة غربية رهائن لديها، لكن المخاوف تتزايد مع تهديد اسرائيل بحرب برية واسعة النطاق على قطاع غزة يقابلها تهديد من قبل حماس باستعداد 35 ألف مقاتل للمواجهة.
وبعد لقائه الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ أكد ماكرون "أن مهمتنا تتمثّل بمحاربة هذه المجموعات الإرهابية.. من دون توسيع نطاق النزاع"، و"الهدف الأول الذي يجب أن يكون لدينا اليوم هو تحرير جميع الرهائن من دون أي تمييز".
زيارة متناقضة الأهداف
وفي السياق، يرى الخبير القانوني في المفوضية الأوروبية الدكتور محي الدين شحيمي لـ "جسور" أن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تل أبيب اتخذت طابعاً جديداً يميزها عن سائر الزيارات "نظراً إلى وجود وجهين متناقضين لها" على حد قوله، حيث أنها "تحتوي على شق ظاهري تحدث عنه الاليزيه وأضاء عليه الإعلام الفرنسي، الهدف منه تقديم الدعم الكامل للكيان الاسرائيلي ودب الإرهاب بحسب وجهة نظرهم".
أما الشق الأساسي والتنفيذي لهذه الزيارة، يتابع شحيمي، فيتضمن أربع نقاط رئيسية على مستوى القضية الفلسطينية، ثلاثة منها تتعلق بالطرفين المتصارعين مباشرة ورابعة تتخطى الحدود لتصل إلى لبنان.
ويوضح شحيمي أن "الزيارة تحمل في طياتها أولاً العمل على هدنة إنسانية للمدنيين والدعوة إلى العمل السريع على وقف اطلاق النار، ثانياً العمل على إطلاق سراح الرهائن والأسرى، وثالثاً العمل الفعلي للانطلاق نحو تسوية تؤدي إلى حلّ جذري للقضية الفلسطينية معبرها حلّ الدولتين" مع تأكيده أن ماكرون يتجه نحو "مناقشة الموضوع مع السلطة الفلسطينية كذلك الأمر".
لماذا تحييد الجبهة اللبنانية
في المقابل، يعتبر الخبير القانوني أن النقطة الرابعة مترابطة مع الأحداث الجارية غير أنها "تركّز بشكل أكبر على تحييد الجبهة اللبنانية عن الحرب الدائرة في غزة، ويضيف "في هذا الإطار، تعمل فرنسا منذ أكثر من أسبوع على وساطة كبيرة جداً مع مختلف الأطراف اللبنانية والعربية والدولية إضافة إلى تواصل دائم مع الكيان الاسرائيلي لإبقاء المواجهات على الحدود الجنوبية اللبنانية ضمن قواعد الاشتباك وبالفعل لاحظنا خلال الأيام الماضية أن المواجهات تمدّدت قليلاً ثم أُعيد ضبطها".
ليس هذا فحسب، بل يشير شحيمي إلى أن ماكرون يسعى جدياً لتحييد الجبهة اللبنانية "إنها تدخل ضمن الأولويات بسبب المخاوف من أن تؤدي إلى حرب إقليمية لا تُحمد عقباها".
على مستوى الوضع الإقليمي والعالمي
من جهة ثانية، وعلى مستوى الوضع الاقليمي ومنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، يرى شحيمي أن الأولوية الفرنسية تكمن في "الحد من مخاطر التصعيد الإقليمي وعدم انفلاش رقعة الصراع خارج فلسطين" بالتالي سيتم "الضغط على إيران وأذرعها في المنطقة لمنعها من الإنغماس في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني".
تتلاقى إذاً معظم الدول الغربية وأيضاً العربية على أن إقامة دولتين مستقليتن يبقى الحل الأمثل لإنهاء النزاع المستمر منذ قيام دولة اسرائيل عام 1948، فيما مسلسل استنزاف دم الشعب الفلسطيني مستمر على حقبات متتالية ويبقى الرهان على عامل الوقت لتسريع المفاوضات ومنع المزيد من المآسي.