صحف..
السعودية في وقفة صمود لفلسطين.. حراك لانتزاع الحقوق المشروعة
في قمة تاريخية هي الأولى بين مجلس التعاون الخليجي ورابطة الآسيان، اجتمع قادة وزعماء 16 دولة خليجية وآسيوية في الرياض، الجمعة الماضي، لتدشين خطة عمل مشتركة للفترة 2024 – 2028 ذلك على وقع إستمرار الحرب على قطاع غزة.
القمة عقدت برئاسة ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزارء الامير محمد بن سلمان حيث أكد في افتتاح أعمال القمة، الرفض القاطع لاستهداف المدنيين في غزة بأي شكل وتحت أي ذريعة، مشدداً على أهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ووقف العمليات العسكرية في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام الدائم الذي يكفل الوصول إلى حل عادل لإقامة دولة فلسطينية وفق حدود 1967 بما يحقق الأمن والازدهار للجميع.
إقامة دولة فلسطينية
وما لا يقال عن الأمير محمد بن سلمان في مناصرة القضية الفلسطينية بأنه يعمل منذ فترة طويلة ضمن مسار على حل القضية الفلسطينية وانتزاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة دولتهم المستقلة عاصمتها القدس الشرقية من خلال دور المملكة العربية السعودية في التقارب مع الدول العظمى منها الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية وروسيا والصين وغيرها.
موقف المملكة العربية السعودية واضح تجاه الشعب الفلسطيني حيث شدد ولي العهد السعودي خلال فعاليات قمة مجلس التعاون الخليجي ـ آسيا على ضرورة تهيئة الظروف لعودة الاستقرار والوصول لحل عادل وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 ووقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والبنى التحتية. وأضاف، يؤلمنا ما تشهده غزة اليوم من عنف متصاعد يدفع ثمنه المدنيون الأبرياء، ونؤكد رفضنا القاطع لاستهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال.
مساع سعودية لوقف إطلاق النار
مصادر خليجية دبلوماسية أكدت لـ "جسور"، أنه وإزاء التطورات في غزة، استطاع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان توحيد موقف الدول العربية والإسلامية من خلال القمة الخليج -آسيا، وقمة رابطة العالم الاسلامي وتثبيت موقف موحد إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وضرورة التوصل الى وقف الحرب في قطاع غزة ووقف إطلاق النار والتركيز على الجهود الإنسانية.
وأضاف المصدر الخليجي: المعلومات البعيدة من الإعلام بأن ولي العهد السعودي شرح لروسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول، رؤية السعودية على صعيد الأسباب الجذرية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية وأبلغ ولي العهد السعودي بأنه إذا استمر التصعيد وقتل الابرياء في قطاع غزة ستغرق المنطقة بالحروب والدمار واعتبر أن الحرب في أكرانيا حصدت النزوح والخسائر للجميع وكانت انعكاساتها سلبية جدا على شعوب العالم وحتى الدول التي تشارك في الحرب الاوكرانية – الروسية . وأكد المصدر الخليجي: نصح ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الإدارة الاميركية بعدم التوسع بالحرب وبدء الاتصالات مع أطراف دولية عدة في مسعى لوقف إطلاق النار في غزة.
قلق بشأن غزة
الباحث السياسي الكويتي الدكتور محمد الهاجري، تحدث لـ"جسور" عن أهمية القمة والاجتماعات التي عقدت بين دول الخليج العربي ودول آسيان التي كانت الدول مهتمة بإبراز موقف موحد مما يجري في غزة، وإصدار بيانين: البيان الأول ذكّر في البند الأول منه بالمبادئ العامة التي تحكم علاقات الدول ببعضها مثل الاحتكام للقانون الدولي، واحترام سيادتها، وتسوية النزاعات بالطريق السلمية، وهو يهدف إلى توضيح المبادئ التي تحكم علاقات دول الخليج بدول الآسيان، ويمهد في الوقت نفسه للبيان الثاني الصادرعن القمة بشأن الحرب على غزة .
أما بيان القمة الثاني ففيه إدانة واضحة لما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، كذلك تصدّرت كلمة الأمير محمد بن سلمان إدانته للعدوان على الفلسطينيين في غزة، وهو موقف السعودية الثابت تجاه القضية الفلسطينية . ولفت الدكتور محمد الهاجري، إلى أن البيان الثاني جاء متوافقاً مع رؤية الأمير محمد بن سلمان بشأن نظرته للحرب الدائرة في غزة، التي عبر عنها في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، التي تمثل رؤية المملكة في كيفية التعامل مع الأزمة الحالية، وهي ما بلغته لجميع المسؤولين الغربيين الذين حضروا للرياض حيث أكد البيان ضرورة التوصل فوراً لوقف دائم لإطلاق النار، وإيصال المساعدات والخدمات لأهل غزة، واحترام اتفاقية جنيف بشأن حماية المدنيين خلال الحرب، والإفراج الفوري عن المعتقلين المدنيين من الجانبين، وأخيراً تأكيد أهمية الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لمبدأ حل الدولتين على حدود ما قبل الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 .
ويرى الهاجري أن إدانة البيان الختامي بشكل محايد جميع الهجمات ضد المدنيين، ودعوته كل الأطراف إلى وقف دائم لإطلاق النار تتفقان مع مواقف جميع الدول الأعضاء في آسيان ومجلس التعاون باختلاف توجهاتهم ومواقفهم تجاه القضية الفلسطينية.
إدانة استهداف الأبرياء
ودان البيان الختامي الصادرعن القمة، جميع الهجمات ضد المدنيين ودعوة جميع الأطراف المعنية إلى وقف دائم الإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الإغاثة وغيرها من الضروريات والخدمات الأساسية إلى غزة، دعوة جميع أطراف النزاع إلى حماية المدنيين والامتناع عن استهدافهم والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وخصوصا مبادئ وأحكام اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب والدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن والمعتقلين المدنيين، خصوصا النساء والأطفال والمرضى وكبار السن حث جميع الأطراف المعنية على العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع.
ودعا إلى تضافر الجهود لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار من خلال الاحترام المتبادل والتعاون بين الدول والتكتلات الإقليمية لتحقيق التنمية والتقدم. ودعم مبادرة المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط بالتعاون مع مصر والأردن، وحل النزاع بين إسرائيل وجيرانها وفقا للقانون الدولي.
كما رحب بـ “إطار التعاون بين مجلس التعاون ورابطة الآسيان للفترة (2024-2028) م الذي يحدد التدابير وأنشطة التعاون التي ستنفذ بين الجانبين على نحو مشترك فى المجالات ذات الاهتمام المشترك بما يعود بالمنفعة المتبادلة وتعزيز الروابط بين الجانبين وستستضيف المملكة العربية السعودية المؤتمر الاقتصادي والاستثماري الأول لدول مجلس التعاون ودول رابطة الآسيان في النصف الأول من عام 2024م فى مدينة الرياض.
وعلى صعيد متصل، أعرب الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو، خلال كلمته أمام "قمة الخليج ـ آسيان"، عن قلقه البالغ بشأن تطور الأوضاعفى غزة، وأكد"يجب ألا ننسى أن أساس المشكلة هو احتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينينة.