موانئ دبي تطور ممرا بحريا في القطب الشمالي بالشراكة مع روسيا
أظهرت سجلات لشركة روساتوم الروسية للطاقة النووية أنها أطلقت مشروعا مشتركا مع موانئ دبي العالمية، وهي من أكبر مشغلي الموانئ في العالم، لتطوير شحن الحاويات عبر القطب الشمالي.
وسلطت الأزمة الصحية ثم الحرب في شرق أوكرانيا الضوء على تحديات كبيرة في سلسلة التوريد والإمدادات، حيث يعاني العديد من مالكي البضائع للعثور على حاويات لنقل بضائعهم.
ويقول خبراء إن الخطة تهدف بالأساس إلى إيجاد طرق بديلة وتحدي الطرق والأساليب التقليدية لتوفير أمرين مطلوبين هما الحفاظ على النمو وإعادة بناء الثقة.
وكانت الشركة الإماراتية وشركة روساتوم قد وقّعتا في سان بطرسبرغ صيف 2021 اتفاقية لتطوير ممر العبور القطبي الشمالي كطريق قابل للتطبيق ومستدام بين قارتي آسيا وأوروبا.
وبموجب شروط الاتفاقية، سيؤسس الطرفان مشروعا مشتركا يستثمر في بناء وتشغيل النقل والخدمات اللوجستية على طول ممر العبور الشمالي.
ولا توجد معطيات واضحة حول الكلفة التقديرية لهذا الاستثمار الواعد، لكن البعض يعتقد أنه يكلف الملايين من الدولارات التي سيتم ضخها على مراحل.
وروّج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوة للممر البحري الشمالي باعتباره ممرا جديدا للتجارة، والذي صار ممكنا مع ذوبان الجليد في بحر القطب الشمالي بسبب تغير المناخ.
ويمتد الممر من مورمانسك بالقرب من حدود روسيا مع النرويج إلى مضيق بيرنج بالقرب من ألاسكا. وتُظهر سجلات الشركة الروسية أن المشروع المشترك تم تسجيله في العشرين من أكتوبر الجاري.
وسيكون المشروع مملوكا بنسبة 51 في المئة لوحدة تابعة لشركة روساتوم، مشغل البنية التحتية للممر البحري الشمالي، و49 في المئة للوحدة الروسية التابعة لشركة موانئ دبي العالمية المملوكة لحكومة دبي.
وقال بوتين في تصريحات خلال زيارة إلى الصين الأسبوع الماضي لحضور منتدى الحزام والطريق إن “روسيا منفتحة على الاستثمار الدولي في هذا الممر”.
وذكرت صحيفة كوميرسانت الروسية الاثنين الماضي أن موسكو رفعت توقعاتها إلى 50 في المئة لحجم البضائع التي يمكن شحنها عبر ممر القطب الشمالي بحلول عام 2030.
ويوفر الطريق الشمالي ما يصل إلى 19 يوما من وقت الرحلة بين جنوب شرق آسيا وشمال غرب أوروبا.
وتشير الدراسات إلى أن ثلث تدفقات التجارة العالمية تتم بين القارتين، وسيقلل توفير وقت الشحن بشكل كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ومن المتوقع ألا يمثل طول السفن أو عرضها أو طريقة سحبها مشكلة على طول ممر العبور الشمالي الجديد.
وبحسب البيانات الرسمية الروسية تم نقل رقم قياسي بلغ 33 مليون طن على طول ممر العبور الشمالي في العام 2020، وقد استهدف بوتين بلوغ مستوى 80 مليون طن بحلول العام المقبل.
ولفتح الطريق أمام التجارة المستدامة سيتم تنفيذ برنامج تطوير شامل يتضمن تطوير الموانئ وخطوط النقل على طول الساحل الشمالي لروسيا لدعم النشاط الاقتصادي.
ويرجّح البعض أن يفتح ممر العبور الشمالي إلى جانب الطرق البرية التي تستثمر فيها الشركة الإماراتية عبر قارة آسيا، المزيد من الخيارات لنقل البضائع، مع دبي كمركز للتجارة العالمية.