أهالي بلدات جنوب لبنان يتنفسون الصعداء مع عودة الهدوء الحذر إلى المنطقة
تنفس سكان جنوب لبنان الصعداء مع دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ، وهو ما انعكس إيجابا بعودة الهدوء الحذر إلى المنطقة الحدودية مع إسرائيل.
ودخلت هدنة إنسانية مؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي من صباح الجمعة، بعد 49 يوما من الحرب على القطاع، وانعكاسا لذلك شهدت الجبهة على الحدود اللبنانية هدوءا.
ومنذ اندلاع الاشتباكات على الحدود الجنوبية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في الثامن من أكتوبر الماضي، نزح الآلاف من السكان إلى مراكز إيواء في قضاء صور (جنوب) أو مناطق أخرى أكثر أمنا جنوب لبنان.
ووفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 19 ألف شخص من جنوب لبنان، حتى أواخر أكتوبر الماضي.
ولم يسجل جنوب لبنان، منذ بدء سريان الهدنة في غزة، أي قصف إسرائيلي أو إطلاق صواريخ من لبنان، ما جعل عددا من أهالي وسكان القرى التي كانت تتعرض للقصف يعودون لتفقدها.
وبدأ المئات من الأهالي بالعودة صباحا لتفقد منازلهم، وفي حال وجدوها مدمّرة جراء القصف يكتفون بترتيب أغراضهم لأخذها والعودة إلى مركز الإيواء أو حيث يلجؤون.
وفي بلدة كفركلا في قضاء مرجعيون، عاد حسين فواز (59 عاما) مستفيدا من الهدنة ليجد بيته وقد تضرر بشكل كبير جراء القصف.
وقال “غادرنا حين بدأوا باستهداف المنازل الآمنة، وها هم قد ضربوا المنزل” الذي بدت جدران غرفة الجلوس والأثاث فيه محترقة، فيما تدمرت غرف أخرى بالكامل بينها غرفة نوم لم يبق فيها سوى هيكلي سريرين.
وأضاف فواز “إن شاء الله تتوقف الأمور هنا (مع الهدنة) وتنتهي تماما. هذا ما نريده”. وبالتزامن مع عودة عدد من سكان الجنوب، قام مجلس الجنوب (رسمي) بتوزيع المساعدات الغذائية عليهم. وقال مدير وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور مرتضى مهنا، إن قرار دعوة الناس إلى العودة إلى قراهم ليس بيده.
وأضاف “لا يمكننا أن ندعو سكان الجنوب إلى العودة إلى قراهم لأن القرار ليس بيدنا، هذا القرار يُتخذ من قبل الدولة”.
واختلف المشهد الجمعة جنوب لبنان عن الأيام السابقة، حيث كانت تتعرض أطراف عدد من البلدات الجنوبية (الناقورة، علما الشعب، الضهيرة، وجبلي اللبونة) لقصف إسرائيلي متفاوت.
ومع عودة عدد من النازحين إلى منازلهم في المناطق الحدودية الجنوبية، دعا الجيش اللبناني في بيان إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر.
وحذر الجيش المواطنين من “مخلفات القصف المعادي ولاسيما الذخائر الفسفورية والذخائر غير المنفجرة، وعدم الاقتراب منها وإفادة أقرب مركز عسكري عنها”.
وآخر البلدات التي قصفها الجيش الإسرائيلي بقنابل فوسفورية الخميس، كانت ميس الجبل الحدودية، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.