ضرورة تصنيف الحرس للنظام الإيراني

موسى أفشار

كلما ازيل دخان وذيل الدعوة للحرب بهدف التغطية على الانتفاضة وأوضاع المجتمع المتفجرة، كلما أدرك العالم الدور التخريبي لأفعى الدولة وأخطبوط الإرهاب وتجارة الحرب.

الخليج بوست

كلما ازيل دخان وذيل الدعوة للحرب بهدف التغطية على الانتفاضة وأوضاع المجتمع المتفجرة، كلما أدرك العالم الدور التخريبي لأفعى الدولة وأخطبوط الإرهاب وتجارة الحرب.

وإذا كانت المقاومة الإيرانية في الماضي هي وحدها التي تحدثت عن ضرورة ضرب رأس الأفعى في طهران، فلا يخفى اليوم على أحد أن إشعال الحرب وتصدير الإرهاب حاجة ملحة وحيوية وأصيلة لنظام الملالي والحرس الثوري، الذراع الأساسية لنظام ولاية الفقيه لقمع الانتفاضة في الداخل ومروجي الحرب خارج حدود إيران.

لذا فإن الاستخفاف اليوم بمسألة إدراج الحرس يعتبر فضيحة وتخلفا سياسيا.

وقال الدكتور ليام فوكس، وزير الدفاع البريطاني السابق، لصحيفة التلغراف حول الحاجة إلى تجنيد الحرس بسرعة: “لا ينبغي أن يُنظر إلى بريطانيا على أنها متخلفة”. وقال في كلمته أمام رئيس الوزراء ريشي سوناك يوم الاثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول: “ألم يحن الوقت لنا في هذا البلد أن نسأل مرة أخرى: لماذا تعمل بنوك (النظام) الإيرانية خارج لندن؟” لماذا تعمل الخطوط الجوية الإيرانية خارج مطار هيثرو؟ ولماذا لم نحظر الحرس الإيراني؟”

وطبعا بالنسبة لأصحاب الصفقات ووكلاء سياسة المهادنة مع النظام فإنهم غير مستعدين أبدا لدخول هذا المجال، ولولا شدة الجرائم وإثارة الحروب من قبل الحرس وما كشفته المقاومة الإيرانية عن طبيعة هذا النظام، ما زالوا يسعون إلى تبييض الحرس وفصل رأس وجسم الحرس الإيراني. في حين أن المقاومة الإيرانية أكدت منذ 4 عقود مضت في برنامج الحكومة المؤقتة (الذي تم صياغته عام 1981) على حل لجان وحرس الاستبداد الديني ونزعهم من السلاح وحل كافة المؤسسات وأجهزة النظام الرجعي العاملة في القمع والتجسس ومحاكم التفتيش في ما يسمى بالثورة الإسلامية، وصولا إلى الحرس المناهض للشعب والباسيج وغيرها من المنظمات القمعية.

مريم رجوي: تفكيك وإدراج قوات الحرس في قائمة الإرهاب مطلب ملحّ للشعب الإيراني وشرط ضروري لإحلال السلام في المنطقة

قوات الحرس لنظام الملالي آلة الإرهاب

وأكدت المقاومة الإيرانية بشكل مستمر على دور الحرس الإيراني في قمع وتصدير الإرهاب ومشروع إنتاج القنبلة النووية من خلال نشر الكتب والإيضاحات المستمرة في الاجتماعات والندوات والمؤتمرات الصحفية وطالبت بإدراجه في قوائم الإرهاب. ومنها يمكن الرجوع إلى كتاب “الحرس جيش الأصولية والإرهاب”، و”الإمبراطورية الاقتصادية لفيلق الحرس”، و”معسكرات تدريب الإرهابيين في إيران”، و”كيف يغذي النظام الإيراني الحرب السورية”. في هذه السلسلة المنشورة باللغتين الفرنسية والإنجليزية، نرى بوضوح دور ووظيفة الحرس الإيراني في الإرهاب والترويج للحرب في المنطقة.

وليس من قبيل الصدفة أن يعتبر وكلاء الحكومة ووسائل الإعلام دائمًا مجاهدي خلق بانهم العامل الرئيسي وراء تقديم الحرس للتصنيف، ويشترطون أي علاقة معتهم بالحد من مجاهدي خلق.

في العام الماضي، بعد أن صوت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة على إدراج الحرس كمنظمة إرهابية (لكن مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي رفض تنفيذ ذلك في استرضاء مخز)؛ النظام، الذي كان خائفًا جدًا من الموافقة على هذه القائمة، استهدف المقاومة الإيرانية في هجماته، ومنها ، على شاشة التلفزيون الحكومي (19 يناير2023)، بينما كان يعرض صور ظهور السيدة مريم رجوي في البرلمان الأوروبي، قال: “ولكن من هو الرفيق المفضل للناس الذين هم وقعوا على الاتفاق وما الرأي المنطبق مع أفكارهم في التواصل والاجتماعات؟ انها مريم رجوي!

كما كتبت صحيفة اطلاعات (21 يناير203): “إن طلب إدراج الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية يعد سابقة وتكرر ذكرها منذ سنوات في تصريحات قيادات منظمة مجاهدي خلق”. ” ثم تشير إلى دعوة السيدة مريم رجوي في 23 مارس 2010 لإدراج قوات حرس ولاية الفقيه، وتضيف: “دعت مريم رجوي الحكومات الغربية، وخاصة الحكومة الألمانية، في اجتماع عقد في قصر رئيس البرلمان الألماني بحضور عدد من نواب البرلمان الألماني “تحسين العقوبات الشاملة ضد إيران خاصة في مجال النفط والبنزين ووضع الحرس على قائمة المنظمات الإرهابية”. وشددت على أن “العقوبات ضرورية ولكنها ليست كافية. ويجب أن تكون العقوبات مصحوبة بتغيير في السياسة تجاه المقاومة الإيرانية”.

وفقًا ليام فوكس، بعد 4 عقود من الكشف المستمر وعرض مئات وآلاف الوثائق حول جرائم وإرهاب الحرس الإيراني، والتي تدركها الحكومات الغربية جيدًا، فإن التجنب من إدراج حرس نظام ولاية الفقيه المروج للحروب كمنظمة إرهابية ليس إلا علامة على التخلف.