مؤامرة النظام الإيراني للتأثير على فريق ترامب

تقرير ديلي تلغراف: مؤامرة النظام الإيراني للتأثير على فريق ترامب

موسى أفشار

في كشف جديد، أفادت صحيفة ديلي تلغراف عن مؤامرة من قبل النظام الإيراني للتسلل إلى فريق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السياسي، في محاولة لتحييد التهديد الذي يشكله على حكومتهم

مؤامرة النظام الإيراني

الخلیج بوست

تقرير ديلي تلغراف: مؤامرة النظام الإيراني للتأثير على فريق ترامب

في كشف جديد، أفادت صحيفة ديلي تلغراف عن مؤامرة من قبل النظام الإيراني للتسلل إلى فريق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السياسي، في محاولة لتحييد التهديد الذي يشكله على حكومتهم. توصف هذه المؤامرة في وثيقة سرية توضح خطة إيران الاستراتيجية لتليين موقف ترامب تجاه إيران، في حال عودته إلى السلطة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة لعام 2024.

ووفقًا لصحيفة ديلي تلغراف، تفصّل الوثيقة السرية استراتيجية من خمس نقاط وضعتها السلطات الإيرانية لمواجهة السياسات العدائية المحتملة التي قد يتبناها ترامب ضد إيران. يتكون هذا الملف من 120 صفحة، ويحمل عنوان «إعادة تأثير ترامب على الولايات المتحدة في عام 2024»، معبراً عن القلق من إمكانية أن يتبنى ترامب مرة أخرى «سياسة الضغط الأقصى ضد إيران» إذا استعاد الرئاسة.

ويشير التقرير إلى أن ترامب يُعتبر تهديداً كبيراً من قبل النظام الإيراني بسبب سياساته العدائية السابقة، بما في ذلك فرض عقوبات اقتصادية صارمة واغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني. هذه الإجراءات تركت أثراً عميقاً على النظام الذي يسعى الآن لتقليل خطر المواجهة المحتملة مع الرئيس السابق.

تكشف صحيفة ديلي تلغراف أن الخطة الإيرانية تتضمن جهوداً مكثفة لممارسة الضغط على مئات من المسؤولين الأمريكيين السابقين ومراكز الفكر المرتبطة بالمرشح الجمهوري. وتهدف هذه المبادرة إلى التأثير على الأشخاص المقربين من الدائرة السياسية لترامب، حيث تم إعدادها بتوجيه من الولي الفقیة علي خامنئي، وتم تنفيذها من قبل مؤسسة تُدعى “سرامد” التي ترتبط بشكل وثيق بالقيادة الإيرانية. وتتضمن الوثيقة قائمة تضم حوالي 300 فرد من السياسيين والقضاة وقادة المجتمع المدني الذين يُعتقد أنهم على صلة بالرئيس الأمريكي السابق.

وتنص الوثيقة السرية على: «إن توجيه هؤلاء الأفراد يمكن أن يمنع نجاح المشاريع المناهضة لإيران»، مشددة على نية النظام الإيراني في توجيه شخصيات رئيسية استراتيجياً لإحباط السياسات المحتملة ضد طهران. كما تؤكد على أهمية «إنشاء شبكة من الأفراد القادرين على الترويج غير المباشر لنيات ومصالح إيران، والتحكم في الرأي العام في حال تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة».

ومن بين النقاط المثيرة للاهتمام في الخطة، هي اقتراح استخدام رضا بهلوي، نجل آخر شاه لإيران، كأداة لتعزيز أهداف إيران. ورغم كونه من أشد منتقدي النظام، إلا أن بهلوي يُعتبر وسيلة محتملة مفيدة للدفاع عن قضايا مثل تخفيف العقوبات الأمريكية على إيران، بزعم أنها لصالح الشعب الإيراني. ولم تشر الوثيقة إلى أي ادعاء بأن بهلوي قد يعمل كوسيط لصالح النظام الإيراني، مما يترك هذا الجانب من الاستراتيجية غامضاً بعض الشيء.

تشير صحيفة ديلي تلغراف إلى الطبيعة الدقيقة والمحسوبة لهذه الخطة، مما يوحي بأن إيران تبحث بفاعلية عن سبل إدارة خصومها على الساحة الدولية من خلال النفوذ الخفي بدلاً من المواجهة المباشرة. وتعتبر المؤامرة المزعومة للتسلل إلى الدائرة الداخلية لترامب جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى ضمان بقاء النظام الإيراني من خلال تقليل التهديد الذي يشكله خصمه الأبرز في المشهد السياسي الأمريكي.

ويفضح تقرير ديلي تلغراف هذه الخطة السرية ويسلط الضوء على تكتيكات إيران الدبلوماسية في استعدادها لاحتمال عودة زعيم تعتبره تهديداً مباشراً. ويؤكد التقرير على جهود النظام في استغلال الشخصيات المؤثرة في الولايات المتحدة لتوجيه السياسات لصالحه، في مسعى نهائي لتفادي موجة جديدة من سياسة الضغط الأقصى تحت إدارة ترامب ثانية.