شباب الانتفاضة في إيران يضرمون النار على مقرات للباسيج و مراكز للقمع في طهران ومدن أخرى

مهدي عقبائي

يتواصل تصاعد حالة عدم الاستقرار في إيران مع تكثيف النظام لحملته من الإعدامات. منذ 22 الموافق بدایة الشهرالإيراني آبان وحتى الثامن عشر منه 8 نوامبر، تم تنفيذ 94 حكم إعدام، وخلال فترة رئاسة بزشکیان، سُجل مجموع 441 حالة إعدام. وقد بلغت هذه الحملة ذروتها في 6 نوفمبر عندما تم إعدام ما لا يقل عن 17 سجينًا.

يتواصل تصاعد حالة عدم الاستقرار في إيران مع تكثيف النظام لحملته من الإعدامات. منذ 22 الموافق بدایة الشهرالإيراني آبان وحتى الثامن عشر منه 8 نوامبر، تم تنفيذ 94 حكم إعدام، وخلال فترة رئاسة بزشکیان، سُجل مجموع 441 حالة إعدام. وقد بلغت هذه الحملة ذروتها في 6 نوفمبر عندما تم إعدام ما لا يقل عن 17 سجينًا.

ورد  شباب الانتفاضة على تدابير النظام القمعية بسلسلة من الهجمات المنسقة في عدة مناطق. تم استهدف “لجنة إغاثة خميني”، وهي مؤسسة حكومية في شيراز، معروفة بدورها في شبكة النظام الواسعة للرعاية.

وفي طهران، صعّد شباب  الانتفاضة من تحديهم بإحراق مديرية قمع النساء، المسماة خديجة كبرى، احتجاجًا على معاملة النظام القمعية للنساء. بالإضافة إلى ذلك، تم إضرام النار في قواعد ميليشيا الباسيج، الأداة الأساسية في قمع الاحتجاجات، في طهران ومشهد، مما يسلط الضوء على الإحباط المتزايد ضد العنف المفروض من قبل الدولة.

كما استُهدفت الرموز الرمزية؛ حيث تم حرق لافتات خميني ولافتات تحمل صور خامنئي وسليماني في طهران. وترمز هذه الأفعال إلى رفض الأسس الإيديولوجية للنظام وتدخلاته العسكرية، سواء داخليًا أو في المنطقة. تم تنفيذ أفعال مماثلة في طهران وأصفهان وشيراز، حيث تم تدمير اللافتات التي تمثل وكلاء النظام.

وتُعد هذه الأفعال من العصيان جزءًا مما يُعرف بـ”الجولة الخامسة من عمليات شهر آبان”، ردًا مباشرًا على تزايد إعدامات ومجازر النظام. وتعكس جهود المقاومة المستمرة من قبل الشباب الإيراني استياءً عميقًا من سياسات النظام وحركة متنامية تتحدى شرعية الطبقة الحاكمة.

كما تُظهر هذه المقاومة احتجاجًا أوسع ضد تحويل الصراعات السياسية الاجتماعية إلى حروب انحرافیة ، يستغلها النظام لتحويل الانتباه عن إخفاقاته وتكتيكاته القمعية. مع تطورالوضع في إيران، تظل المجتمعات الدولية متيقظة، معبرة عن قلقها إزاء انتهاكات حقوق الإنسان والدورة المتصاعدة من العنف والقمع.

شعار “جثامین معلقة على المشانق فيما یتم الاعتداء علی النساء في الأسواق” يعكس بعمق المعاناة التي یشهدها الشعب الإيراني تحت حكم النظام الحالي. يعبر هذا الشعار بصورة استعارية عن الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الإيراني، حيث يتم إعدام الرجال بينما تتعرض النساء للقمع الشديد في الأماكن العامة، وهو ما يُظهر الطبيعة القمعية للنظام الذي يستهدف السيطرة الكاملة وقمع أي معارضة.

ويُعد هذا الشعار تصويرًا قويًا للنضال الذي يخوضه الشباب الإيراني ضد سياسات النظام القمعية. ويستخدم الشباب هذه الاستعارة للتعبير عن رفضهم الشديد للظلم والانتهاكات التي يرتكبها النظام، وخصوصًا ضد النساء اللواتي يعانين من تمييز مضاعف، سواء بسبب سياسات النظام الرجعية أو من خلال الإكراه الاجتماعي والاقتصادي الذي يُفرض عليهن.

هذا الشعار يُسلط الضوء أيضًا على استراتيجيات النظام في توجيه الصراعات الاجتماعية نحو مسائل ثقافية وجنسية بطريقة تصرف الانتباه عن قضايا الفساد والفشل الحکومي. وبهذا، يصبح الشعار رمزًا  معبرًا عن تحدي شباب الانتفاضة للقمع وتأكيدهم على الكرامة الإنسانية والحرية كحقوق لا يمكن التفريط فيها.