إيران ..صحيفة حكومية إيرانية: اخشوا ثورة جيش الجياع

موسى أفشار

حذّرت صحيفة “الجمهورية الإسلامية” الحكومية، في افتتاحية عددها الصادر يوم الاثنين 25 نوفمبر، قادة النظام الإيراني من ثورة قادمة قد يقودها ما أسمته بـ “جيش الجياع“. وأشارت الصحيفة إلى التفاوت الطبقي الهائل بين النخبة الحاكمة التي تمثل قلة قليلة، وبين الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني

الخليج بست

حذّرت صحيفة “الجمهورية الإسلامية” الحكومية، في افتتاحية عددها الصادر يوم الاثنين 25 نوفمبر، قادة النظام الإيراني من ثورة قادمة قد يقودها ما أسمته بـ “جيش الجياع“. وأشارت الصحيفة إلى التفاوت الطبقي الهائل بين النخبة الحاكمة التي تمثل قلة قليلة، وبين الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني، مؤكدة أن الأزمة الراهنة ليست نتيجة سياسات حكومة معينة، بل هي نتاج نظام الحكم الإيراني بأكمله.

وجاء في الافتتاحية تحذير صريح للنظام بأن الاستمرار في النهج الحالي سيؤدي حتماً إلى ثورة شعبية ضد النظام الإيراني، أطلقت عليها الصحيفة وصف “ثورة جيش الجياع”. فيما يلي ترجمة ما ورد في الافتتاحية:

العملة الوطنية شرف الأمة ومنذ سنوات، شرف هذه الأمة يُعرض للبيع دون أن تُتخذ أي إجراءات جادة لمنع هذا الانهيار.

لسنا بصدد إلقاء اللوم على حكومة بعينها، لأن الحقيقة واضحة: ضمن هذا الإطار الحالي، لا تستطيع أي حكومة حل المشكلة. إذا أردنا إنقاذ قيمة العملة الوطنية، لا بد من تغيير شامل لهذا الإطار. طالما أن الاقتصاد الإيراني يخضع لهذا النظام القائم، ستزداد الأزمات الاقتصادية سوءاً، وسيتعمق الفقر، وستتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، في ظل انتشار غير مسبوق لأرستقراطية تُغرق المجتمع في وحلها.

قصور الأغنياء وقبور الفقراء”وتتجلى الفوارق الطبقية في أبشع صورها عندما ننظر إلى حياة الأثرياء مقارنة بالطبقات الفقيرة. ففي أحياء شمال طهران وبعض المدن الكبرى، يعيش البعض في قصور فخمة تفوق في بذخها قصور شاه إيران السابق وعائلته. بل إن كلمة “فخمة” تبدو عاجزة عن وصف تلك القصور التي أصبحت تنافس كل ما عرفته البلاد من ترف عبر تاريخها.

أما هذه الطبقة الأرستقراطية، فإلى جانب قصورها في المدن الكبرى، تمتلك فيلات وقصوراً في أرقى المناطق الطبيعية، بعضها لا يُزار إلا نادراً، لكن تكاليف صيانتها وحدها تفوق مصاريف حياة أسرة فقيرة بأضعاف. ولا يتوقف البذخ عند هذا الحد، بل يمتد إلى السيارات الفارهة، الملابس الباهظة، والأطعمة الفاخرة التي تجعل الحديث عنها أشبه بقائمة لا نهاية لها.

وفي مقابل هذا الترف، يقف ملايين الفقراء عاجزين عن تأمين قوت يومهم، بعضهم مضطرون للجوء إلى أساليب مهينة تمس كرامتهم، فيما يحاول آخرون إخفاء معاناتهم عن طريق “صفع وجوههم حتى تبقى حمراء”، كما يقول المثل، في محاولة بائسة للحفاظ على ماء الوجه.

لكن، هل يمكننا تجاهل قول النبي محمد : **”كَادَ الفقرُ أن يكون كُفراً”؟ الفقر يهدد الإيمان، ولا يمكن إنكار ذلك.

من مجتمع العدالة العلوية إلى وادي التفاوت”إن هذا الواقع اللاإسلامي وغير الإنساني يتسع في مجتمع وُعد بأن يكون نموذجاً للعدالة العلوية. فإذا سُئلنا: لماذا زاد التفاوت الطبقي في ظل نظام يُفترض أنه إسلامي؟ بماذا سنجيب؟

هل لدينا الجرأة للاعتراف بأننا لا نفرض الضرائب على الأثرياء، بينما نرهق العمال والموظفين بالاقتطاعات قبل أن تصل رواتبهم الضئيلة؟

هل نملك الشجاعة لنعترف بأن رواتب المسؤولين في النظام الإسلامي فاحشة، بينما لا تكفي رواتب المواطنين العاديين حتى لأيام قليلة من الشهر؟

هل سنعترف بأن الفساد والاختلاس والرشوة والمحسوبية باتت قاعدة وليست استثناءً في المجتمع؟

ثورة الجياع على الأبواب

إن أقل ما يمكن أن يترتب على هذه الفجوة الطبقية الهائلة هو تفشي السخط الشعبي. وستتراكم هذه المشاعر المكبوتة لتصبح بركاناً غاضباً ينفجر في وجه من تسببوا في هذه المظالم.

في يوم ما، سيقود جيش المحرومين والجياع ثورة ضد هذا النظام غير العادل. وهذه الثورة، التي وصفناها بـ”ثورة جيش الجياع”، ستكون كارثية على النظام بأكمله. ألا تخشون من يوم كهذا؟