رسالة مظاهرات باريس؛ انتصار البديل الديمقراطي

حسين عابديني

تُعدّ المظاهرة الحاشدة للإيرانيين الأحرار في ذكرى الثورة المناهضة لنظام الشاه في باريس يوم السبت 8 فبراير 2025 حدثًا مهمًا يستوجب الدراسة من عدة زوايا. قبل كل شيء، حملت هذه المظاهرة رسالة واضحة تؤكد أن تلك الثورة لا تزال حية ومستمرة، كما أنها جسدت حتمية انتصار الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني.

الخليج بست

تُعدّ المظاهرة الحاشدة للإيرانيين الأحرار في ذكرى الثورة المناهضة لنظام الشاه في باريس يوم السبت 8 فبراير 2025 حدثًا مهمًا يستوجب الدراسة من عدة زوايا. قبل كل شيء، حملت هذه المظاهرة رسالة واضحة تؤكد أن تلك الثورة لا تزال حية ومستمرة، كما أنها جسدت حتمية انتصار الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني.

الحشود الغفيرة والصفوف المتراصة للإيرانيين، الذين تجمعوا أولًا في ساحة “دانفر روشرو” وسط باريس قبل أن يجوبوا الشوارع الرئيسية للمدينة بتنظيم متميز وعظمة لافتة، جسّدت هذه الحقيقة بقوة.

الإيرانيون الأحرار، الذين حضروا من ثلاثة أجيال مختلفة، رغم قسوة البرد الشتوي، أضفوا على الأجواء عبقًا من ربيعٍ شعبيٍّ متجدد يعبق بروح الانتفاضة ضد ديكتاتورية الشاه وولاية الفقيه، مصممين على خوض ثورة أخرى.

خلال ساعات من التجمع والمسيرة، أطلق المتظاهرون هتافاتهم بحماس منقطع النظير، مرددين بصوت واحد: «لا لنظام الشاه، لا لنظام الملالي»، و«تحيا الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني»، ليؤكدوا أن إيران تتجه نحو مستقبل حرّ قائم على إرادة الشعب وخياراته الديمقراطية.

هذا المشهد يبعث الحماسة في قلب كل إيراني وطني ومحب للحرية، لأنه يثبت حقيقة لا يمكن إنكارها: رغم محاولات فلول نظام الشاه المقبور لنشر الأكاذيب، ورغم كل محاولات خميني وأعوان الملالي لطمس الثورة، إلا أن ثورة فبراير لا تزال حية ومستمرة. وهذه الحقيقة تجلّت بفضل الدماء التي بذلها جيل الثورة عام 1979 بسخاء، وبفضل قيادة مسعود رجوي، مما جعل ولادة ثورة جديدة، أعمق وأكثر جذرية من ثورة فبراير، أمرًا يلوح في الأفق. إنها الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني!

يمكن رؤية الرسالة السياسية نفسها بوضوح في بيان التضامن مع إيران الحرة، الذي صدر دعمًا لتظاهرات باريس ووقّعه 32 من القادة السابقين في العالم.

وصف هؤلاء القادة رسالة التظاهرات بأنها «لا للدكتاتور، سواء كان الشاه أو خامنئي، نعم للجمهورية الديمقراطية»، وأكدوا في بيانهم:

«لقد طالب الشعب الإيراني بوضوح، من خلال انتفاضاته المستمرة، بإسقاط النظام الحالي. إننا ندين الدكتاتورية الدينية بسبب حكمها القمعي وانتهاكها المستمر لحقوق الإنسان. كما نرفض دكتاتورية الشاه السابق ونعترف بالمعاناة التي تكبدها الشعب الإيراني تحت حكم كلا النظامين».

وأضاف البيان:

«إننا نؤيد برنامج مريم رجوي المكوّن من 10 مواد، والذي حظي عام 2024 بدعم أكثر من 4000 نائب برلماني و137 من القادة السابقين حول العالم، باعتباره خطة شاملة وعملية لمستقبل إيران الحرة. لقد حان وقت التغيير؛ فالشعب الإيراني يستحق الحرية والعدالة والديمقراطية».

برزت الرسالة السياسية لتظاهرات باريس أيضًا في كلمات الشخصيات التي شاركت في هذا التجمع الحاشد للإيرانيين الأحرار.

غي فيرهوفشتات، رئيس وزراء بلجيكا الأسبق، دعا الحكومات الغربية إلى اتباع سياسة حازمة بدلًا من سياسة المهادنة مع نظام الملالي، وطالب بإدراج حرس النظام الإیراني في قائمة المنظمات الإرهابية، والاعتراف بالمقاومة الإيرانية كممثل شرعي للشعب الإيراني.

أما إينغريد بيتانكور، فقالت: «نحن صوت أعضاء المقاومة الإيرانية ووحدات الانتفاضة، أولئك الذين يناضلون داخل إيران، وهم مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل الحرية والكرامة الإنسانية».

كما صرّح جاك بوتو بأن العديد من رؤساء البلديات الفرنسية وقّعوا على بيان دعمٍ لهذه التظاهرة، مضيفًا:

«لقد سُرقت ثورة الشعب الإيراني على يد الملالي، وقام النظام بتصفية صانعي الثورة المناهضة لنظام الشاه، بما في ذلك مذبحة 30 ألف سجين سياسي».

ودعا بوتو حكومة فرنسا والمنظمات الدولية إلى الاحتجاج على الإعدامات الوحشية التي لا تزال مستمرة، ووضع حدٍّ لسياسة الصمت والتساهل تجاه دكتاتورية الملالي.