واشنطن تايمز: إيران في حالة هذيان من القتل والإفلات من العقاب يهدد بتكرار مجزرة 1988

واشنطن تايمز: إيران في حالة هذيان من القتل والإفلات من العقاب يهدد بتكرار مجزرة 1988

نظام مير محمدي

يربط الكاتب بين ثقافة الإفلات من العقاب التي بدأت مع مجزرة عام 1988 وبين الجرأة التي يبديها النظام اليوم في الدعوة العلنية لتكرار تلك الفظائع، موجهاً نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي للتحرك.

واشنطن تايمز: إيران في حالة هذيان من القتل والإفلات من العقاب يهدد بتكرار مجزرة 1988

الخلیج بوست

في مقال مؤثر نشرته “صحيفة واشنطن تايمز“، قدم سجين سياسي إيراني سابق شهادة شخصية مروعة عن تجربته في سجن إيفين، محذراً من أن النظام الإيراني يعيش “حالة هذيان من القتل”، وأن موجة الإعدامات الحالية هي بمثابة “إبادة جماعية جديدة قيد التنفيذ”. ويربط الكاتب بين ثقافة الإفلات من العقاب التي بدأت مع مجزرة عام 1988 وبين الجرأة التي يبديها النظام اليوم في الدعوة العلنية لتكرار تلك الفظائع، موجهاً نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي للتحرك.

ويبدأ الكاتب شهادته من زنزانته في عنبر 209 سيئ السمعة بسجن إيفين، حيث كان يسمع أصداء خطوات أولئك الذين قضوا ساعاتهم الأخيرة فيه قبل إعدامهم في صيف عام 1988. ويشير إلى أنه أُطلق سراحه بفضل الضغط الدولي، مما دفعه لتكريس حياته للدفاع عن العدالة. ويذكر بقلق بالغ أنه قرأ مؤخراً مقالاً على موقع إخباري تابع لـحرس النظام الإيراني بعنوان “لماذا يجب تكرار إعدامات 1988″، والذي وصف تلك المذبحة بأنها “عملية ناجحة”.

ويوضح الكاتب أن هذا التهديد لم يكن مجرد كلام، ففي 27 يوليو، وبعد نشر المقال مباشرة، أعدم النظام السجينين السياسيين مهدي حسني وبهروز إحساني، وهما من أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ، متجاهلاً كل المناشدات الدولية. ويستعرض قضايا أخرى مروعة، مثل قضية الطالب النجم علي يونسي المختفي قسرياً، والطالب إحسان فريدي المحكوم بالإعدام، ومريم أكبري منفرد، الأم لثلاثة أطفال التي تم تمديد حكمها لأنها طالبت بالعدالة لأشقائها الأربعة الذين أعدمهم النظام.

ويؤكد الكاتب أن النظام، في مواجهة أزماته المتصاعدة، يعود إلى حله القديم: القتل الجماعي، تماماً كما فعل الخميني في عام 1988 عندما أصدر فتوى أدت إلى إعدام أكثر من 30 ألف سجين سياسي. ويشير إلى أن الصمت الذي أحاط بتلك الجريمة لعقود قد تم كسره بفضل “حركة مقاضاة” قادتها السيدة مريم رجوي في عام 2016، مما دفع خبراء الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية إلى وصفها بأنها “جريمة ضد الإنسانية” و”جريمة مستمرة”.

ويخلص الكاتب إلى أن الإفلات من العقاب على مجزرة 1988 هو ما شجع القتلة اليوم على التهديد علناً بتكرارها. ومع إعدام 107 أشخاص في يونيو وأكثر من 684 في النصف الأول من العام، يوجه الكاتب تحذيره الأخير داعياً المجتمع الدولي إلى ربط علاقاته مع النظام بتحسين ملموس في حقوق الإنسان، وفتح تحقيق أممي رسمي في مجزرة 1988، ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم في محكمة دولية لإنهاء عصر الإفلات من العقاب.