عرض الصحف العربية..

تقرير عربي: لبنان.. الأزمة الحقيقية لم تبدأ بعد

بيروت

طرحت التطورات السياسية اللبنانية تغيرات جديدة تساهم في الحد من إصرار رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، على تشكيل حكومة تكنوقراط في البلاد، فيما توقعت مصادر أن تنطلق الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس الحكومة الإثنين المقبل.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن الأزمة اللبنانية تتعمق مع تدهور الوضع الاقتصادي بالبلاد، فيما دخلت بعض من الأطراف الدولية على خط الأزمة وسط تأكيدات إعلامية بتواصل عدد من الدبلوماسيين الأجانب مع المتظاهرين أخيراً.

خلافات لبنانية
قالت مصادر سياسية مطلعة إن "أجواء العاصمة اللبنانية لا توحي بالحسم الفعلي في مسألة تكليف رجل الأعمال سمير الخطيب بتشكيل حكومة، وإن مفاجآت اللحظات الأخيرة تبقى واردة".

وذكرت المصادر وفقاً لصحيفة "العرب" اللندنية إن "تحديد رئيس الجمهورية ميشال عون يوم الإثنين المقبل موعداً لبدء الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار شخصية سنية يتم تكليفها بتشكيل الحكومة، يعود إلى أن الكثير من العراقيل ما زالت تهدد بانفراط ما قيل إنه اتفاق بين القوى السياسية حول شخص الخطيب".

ويعبر مراقبون للصحيفة عن اعتقادهم بأن حراك الشارع في لبنان ضروري للضغط على الحكومة المقبلة في تحقيق الإصلاحات والمسارعة في تنفيذ الورقة الاقتصادية التي سبق للحريري أن اقترحها، والحد من ظاهرة الفساد التي باتت من عادات ممارسة الحكم لدى الطبقة السياسية.

ويستبعد المراقبون أن يستطيع الشارع معاندة ما تم الاتفاق عليه بين التيارات السياسية، وإن كانوا يتوقعون استمرار التحركات المدنية والجماهيرية حتى بعد تشكيل الحكومة.

سيناريو الإنقاذ
وأشار الكاتب الصحفي عماد مرمل في مقال له بصحيفة "الجمهورية" اللبنانية إلى أن الخروج من نفق المأزق الحالي في لبنان يتطلب معالجات عميقة وجذرية أبعد من حدود الولادة الحكومية المرتقبة التي قد تمنح البلاد فرصة لالتقاط الانفاس، إلّا أنها لن تكون كافية إذا لم تستثمر بالطريقة الصحيحة.

ونقل مرمل عن مصادر سياسية قولها إنّ "الأزمة الحقيقية لم تبدأ بعد، وأنّ العوارض التي ظهرت حتى الآن ليست سوى رأس جبل الجليد وعَيّنة من الآتي ما لم يُتدارك الوضع اليوم قبل الغد".

ونبهت ذات المصادر الى أنّ "عدم إحداث تحول جذري في سلوك الدولة ونمط مقاربتها للورطة الراهنة سيرتّب تداعيات متدحرجة خلال الأشهر المقبلة".

وطرح الكاتب عدداً من الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل تعزيز فرص النجاة، ومن بينها تجميد الودائع المصرفية لبضع سنوات، مع ترك هامش ضيق للسحوبات، بالإضافة إلى تقنين منظومة التعاطي مع القطاع المصرفي خاصة في التعاطي مع المودعين، والعمل على مكافحة الفساد بجدية وحزم، والوقف الفوري للهدر والنزف المالي في القطاعات الحيوية كالكهرباء والمرفأ وغيرهما.

وأضاف مرمل إلى ضرورة العمل على نقل الاقتصاد من الجانب الريعي إلى الطور الإنتاجي وفق التصور التفصيلي الذي وضعته دراسة "ماكينزي" ومطالبة المجتمع الدولي بضَخ ما بين 10 و15 مليار دولار في لبنان لحل الأزمة الاقتصادية بالبلاد.

روسيا وإيران
وقال الكاتب وليد شقير بنقال بصحيفة "نداء الوطن" اللبنانية إن "هناك خشية روسية من التدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية، موضحاً أن الأزمة السياسية بالبلاد تتصاعد بصورة درامية".

ونبه شقير إلى دور الحراك الشعبي على الصعيد السياسي، موضحاً أن عدداً من الدبلوماسيين الأجانب في لبنان يتواصلون مع قادة الحراك الشعبي للاطلاع على مطالبه ويخرجون بنتيجة أنه سيكون صعباً على رجال الحكم إخراج الناس من الشارع دون تقديم شيء لهم، خصوصاً في الحكومة.

ونبه الكاتب إلى وجود تباينات واضحة على الصعيد الدولي بين عدد من الدول إزاء المعالجات المطلوبة لحل الأزمة اللبنانية، قائلاً إن "موسكو عدّلت موقفها من مطلب حكومة الاختصاصيين المحايدين، بعدما كان وزير خارجيتها سيرغي لافروف اعتبر أنها غير واقعية".

وكشف شقير أن روسيا قلقة من انعكاسات ما يجري في العراق على لبنان من جهة، ومن تأثير استمرار الانتفاضة على الوضع في سوريا من جهة ثانية.

وأوضح أن موسكو قلقة من إمكانية أن تؤدي ثورات الغضب سواء في لبنان أو حتى العراق الآن إلى اتجاهات تقسيمية تؤثر على دول المنطقة، مثلما يمكن أن تؤدي إلى إطالة الأزمة في لبنان إلى تهديد استقرار دول عربية أخرى.