إدانة أممية وغضب أوروبي لمجزرة النجف
عشائر عراقية تنذر الصدر بمواجهته والاغتيال يلاحق قيادييه
في أول تحذير عشائري للصدر بعد مجزرة النجف فقد أنذرته عشائر عراقية بتحميله وآل الصدر مسؤولية اراقة اي دماء تسيل من ابنائها.. بينما اغتيل اليوم ثاني قيادي في مليشيا الصدر خلال 24 ساعة في حين دانت الامم المتحدة وعبر الاتحاد الاوروربي عن الغضب لقتل المتظاهرين في النجف معتبرا ذلك ترهيب وتخريب.
فبعد ساعات من مهاجمة مليشيا سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المتظاهرين في مدينة النجف بالرصاص الحي والاسلحة البيضاء ما اسفر عن مقتل واصابة حوالي 200 منهم فقد عاد المتظاهرون فيها إلى ساحة الاحتجاج فيما شهدت العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب مسيرات تضامن مع محتجي النجف واستنكارا للمجزرة التي ارتكبها انصار الصدر ضدهم.
واليوم اكتفى رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي بالتوجيه بتشكيل لجنة تحقيقية بأحداث النجف.
العشائر للصدر: سنواجه عناصركم القتلة بالقصاص
واليوم الخميس حذرت عشائر محافظة ذي قار الجنوبية وعاصمتها الناصرية التي قدمت اكبر عدد من الضحايا بعد بغداد في حركة الاحتجاج الحالية مقتدى الصدر وعشيرته في النجف وبيت آل الصدر جميعاً من ان يكونوا طرفا في قتل ابناءها وزجهم في قتال و صراع أهلي لمصالح شخصية وسياسية.
ودعته العشائر في بيان صحافي على نصه إلى سحب أتباعه من اصحاب القبعات الزرقاء وعدم التحريض بين أبناء الناصرية وجعل الأمن بيد القوات الرسمية الحكومية التي هي الطرف المسؤول للتصرف مع المتظاهرين "وليس أنتم".
وخاطبت العشائر الصدر قائلة "لذا احتراماً إلى والدك الصدر نرجو احترام كرامة الدم العراقي والابتعاد عن المصالح الشخصية والسياسية وإلا سوف تكون أنت المسؤول الأول عن أي إراقة دماء من أبنائنا في مدينتنا العزيزة وسوف نحمل عشيرتك هذه الدماء وسوف يكون لنا كلمة أخرى".
ووقع البيان زعماء قبائل قبيلة الزيرج وعبوده والبدور وال غزي والحسينات وبني أسد وال أبراهيم وعبادة وخفاجة وبني سعيد وبني ركاب والعساكرة اضافة إلى عشائر اخرى ايدت البيان.
اغتيال ثاني قيادي لمليشيا الصدر
يبدو أن عمليات القتل التي تمارسها مليشيا سرايا السلام التابعة للصدر ضد العراقيين قد بدأت تنعكس عقابا على قادتها الذين تم اليوم اغتيال ثاني مسؤول فيها منهم.
فقد اغتال مسلحون مجهولون الخميس القيادي في مليشيا سرايا السلام حازم الحلفي قرب جسر محمد القاسم غربي مدينة البصرة عندما كان يستقل سيارة نوع بيك اب ذات لوحة تسجيل حكومية تابعة لدائرة الري.
ونقلت وسائل اعلام عراقية عن مصادر امنية في المحافظة قولها ان القتيل هو قيادي في سرايا السرام يدعى حازم ابو سجاد الحلفي ويعمل موظفا في الشركة العامة للصناعات البتروكيمياوية.
والحلفي هو ثاني قيادي في مليشيا سرايا السلام يتم اغتياله خلال 24 ساعة حيث توفي امس القيادي أبو مقتدى الازيرجاوي متأثرا بجراحه اثر تعرضه للاغتيال في محافظة ميسان الجنوبية الثلاثاء الماضي.
إدانة أممية وغضب أوروبي لمجزرة النجف
واليوم دانت الامم المتحدة وعبر الاتحاد الاوروبي عن غضبه لقتل انصار الصدر للمتظاهرين في مدينة النجف واصفا مهاجمتهم بأنه ترهيب.
ودانت الممثلة الأممية الخاصة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت بشدة "العنف والعدد المرتفع للضحايا في #النجف الليلة الماضية. يجب ضمان حماية المتظاهرين السلميين في جميع الأوقات، وليس بعد فوات الأوان".
ومن جانبه قال سفير الاتحاد الاوروبي في بغداد في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" ان الاحداث التي شهدتها مدينة النجف امس "ترهيب وعنف غير مقبول.. وشدد مارتن هوت على ان الترهيب والعنف ضد المتظاهرين على يد عناصر مسلحة والذي تسبب بوفيات ليلة امس في النجف امرٌ غير مقبول".
واكد على ضرورة تحديد "الجُناة ومحاسبتهم".. مشيرا إلى أن "هذه الافعال الشنيعة تخرب تحقيق اي تقدم سياسي". أما السفير البريطاني في العراق ستيفن هيكي فقد عبر عن صدمته لعمليات قتل المتظاهرين في النجف.
وكتب السفير على حساب السفارة بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا "صدمت بسبب استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين يوم امس في النجف. اذ ان من الاولويات الضرورية للحكومة الحالية والحكومة القادمة، انهاء العنف الجاري وحماية المتظاهرين السلميين ومحاسبة مرتكبي الجرائم بما فيهم الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون".
وكان أصحاب القبعات الزرق من انصار الصدر قد هاجموا الليلة الماضية المتظاهرين في ساحة الصدريين بوسط مدينة النجف واحرقوا خيامهم واطلقوا الرصاص الحي ضدهم ما ادى إلى مقتل 13 شخصا واصابة حوالي 180 اخرين بجروح في مجزرة من الواضح انها جرت بتواطؤ مع القوات الامنية التي غابت عن المشهد برغم من نداءات اطلقها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي بأقتراب اصحاب القبعات الزرقاء من ساحة التظاهر حاملين الاسلحة النارية والبيضاء.
وبالترافق مع ذلك فقد كشف الخبير القانوني علي التميمي عن تقديم شكاوى دولية للمحكمة الجنائية الدولية ضد مسؤولين عراقيين بتهمة قتل المتظاهرين.
وقال التميمي في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للانباء أن نقطة تحول خطيرة برزت خلال الايام الاخيرة بطلب جهات دولية احالة المتورطين بقتل المتظاهرين إلى المحاكم الدولية.
وأشار إلى أنّه بالرغم من ان العراق غير منضم إلى اتفاقية روما 1998 الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية، الا ان هناك 25 شكوى قدمت لهذه المحكمة ضد مسؤلوين عراقيين يحملون جنسيات اجنبية.
وأوضح أنه يمكن لمجلس الأمن إحالة هذا الملف إلى هذه المحكمة وفق صلاحياته الواسعة في ميثاق الأمم المتحدة.. مبينا "ان هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وفق المادة 28 من قانون هذه المحكمة.
وقال الخبير القانوني ان الأمم المتحدة تتدخل عندما تعجز قوانين الدول عن حل مشاكلها المتفاقمة.
واليوم أعلن المركز الاعلامي لمجلس القضاء العراقي الأعلى حصيلة عدد الموقوفين عن قضايا جنائية متفرعة عن أحداث التظاهرات. وأشار المجلس في بيان تابعته "إيلاف" إلى أنّه حسب اخر احصاء من الهيئات التحقيقية المختصة بقضايا التظاهرات ولغاية تاريخ 5/2/2020 فقد بلغ عدد الموقوفين عن قضايا جنائية متفرعة عن أحداث التظاهرات 38 موقوفا في حين بلغ عدد الذين تم إطلاق سراحهم 3123متظاهرا.
يذكر أن أكثر من 600 متظاهر قتلوا واصيب 25 الفا آخرين نتيجة استخدام القوات الامنية والمليشيات المرافقة لها العنف المميت ضد المحتجين في العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.