تقرير| «الإرهاب الإسلامي».. كيف صنع ساسة الغرب «الإسلاموفوبيا»؟

قبل عِقدين، لم يكن الغرب يعرف «رُهاب الإسلام»، أو ما يطلق عليه «الإسلاموفوبيا»، فيما أصبحت تلك المصطلحات مألوفة في خطابات رؤساء الدول، واعتاد أشخاص محسوبون على اليمين المتطرف، إطلاق اتهامات لكل من يدين بالإسلام، متحدثين عما يسمى بـ«الإرهاب الإسلامي»، وهو المصطلح  الذي تستخدمه السلطات الأوروبية في توصيف الهجمات والمؤامرات التي تستلهم أساليب تنظيمي «داعش»، و«القاعدة» الإرهابيين.

دعاء إمام

قبل عِقدين، لم يكن الغرب يعرف «رُهاب الإسلام»، أو ما يطلق عليه «الإسلاموفوبيا»، فيما أصبحت تلك المصطلحات مألوفة في خطابات رؤساء الدول، واعتاد أشخاص محسوبون على اليمين المتطرف، إطلاق اتهامات لكل من يدين بالإسلام، متحدثين عما يسمى بـ«الإرهاب الإسلامي»، وهو المصطلح  الذي تستخدمه السلطات الأوروبية في توصيف الهجمات والمؤامرات التي تستلهم أساليب تنظيمي «داعش»، و«القاعدة» الإرهابيين.

 

وكان آخر من أعاد هذا الجدل إلى الساحة، هو وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، بعد تصريحاته بشأن الهجوم الذي استهدف المقر القديم لصحيفة «شارلي إيبدو»، ونفذه رجل من أصول باكستانية، ما اسفر عن إصابة شخصين بجروح خطيرة، قائلًا خلال زيارة لمعبد يهودي قرب باريس، الأسبوع الماضي، إن بلاده في حرب ضد «الإرهاب الإسلامي».

 

الأزهر الشريف يرد 

 

ردًا على تلك المسميات، طالب الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من وصفهم بعقلاء الغرب من مسؤولين ومفكرين وقادة رأي: «بضرورة الانتباه إلى أن إطلاق تلك المصطلحات المضللة لن تزيد الأمر إلا كراهية وتعصبًا، وتشويهًا لمبادئ الأديان السمحة، التي تدعو في حقيقتها لنبذ العنف والحث علي التعايش السلمي بين الجميع».

 

وتابع قائلًا: «إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام أو غيره من الأديان السماوية، هو خلط معيب بين حقيقة الأديان التي نزلت من السماء لتسعد الإنسان، وبين توظيف هذه الأديان لأغراض هابطة على أيدي قلة منحرفة من هذا الدين أو ذاك، مضيفًا أن تلك المصطلحات تزيد من ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتقطع  الطريق على أي حوار مثمر بين الشرق والغرب وترفع وتيرة خطاب الكراهية بين أتباع المجتمع الواحد».

 

وفي يوليو الماضي، فتحت الشرطة البريطانية نقاشًا في شأن احتمالات استبدال «الإرهاب الإسلامي»  بمصطلح آخر، وأدت تلك الخطوة إلى اندلاع موجة من الجدل الواسع، إذ أعربت الجمعية الوطنية لعناصر الشرطة المسلمين في بريطانيا، عن قلقها من استمرار استخدام ذلك المصطلح غير الدقيق الذي يسهم في إرساء مفاهيم سلبية تجاه المسلمين تصفهم بأنهم يشكلون تهديدًا للناس، وذلك في ظل تزايد جرائم الكراهية في البلاد.

 

كذلك نوقش الموضوع في اجتماع عبر شبكة الإنترنت في يونيو الماضي، شارك فيه نحو 70 عضوًا في «المجموعة الاستشارية لمكافحة الإرهاب»، وضم مسؤولين في الشرطة، وعاملين في مجال مكافحة التطرف، وأكاديميين، وبعض ضحايا الهجمات الإرهابية.

 

وأوردت صحيفة «تايمز» البريطانية في تقرير لها  بدائل عن مصطلح «إسلامي»، منها «الإرهاب الذي يدعي الدفاع عن الدين»، و«الإرهابيون الذين يسيئون استخدام الدوافع الدينية».

 

وفي كتاب بعنوان «ما هي الإسلاموفوبيا؟ العنصرية والحركات الاجتماعية والدولة»، لكل من «نارزانين ماسومي» و«توم ميلز» و«ديفيد ميلر»، قالوا إنه على الرغم من النمو الكبير في الكتابة عن ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في السنوات الأخيرة، فإنه لا يزال هناك عدم اتفاق واضح حول تعريفها، وبعد عقدين من دخول المصطلح إلى الاستخدام العام في العالم الناطق بالإنجليزية، إلا أن ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تزال غير معترف بها عالميًّا كشكل من أشكال العنصرية.

 

وتناول الكتاب التحيز السائد ضد المسلمين وصعود صناعة الإسلاموفوبيا في السياسة، مبينًا أن الإعلام، وعالم المدونات، والأوساط السياسية، وفي الشبكات الشعبية، غالبًا ما يكون هدفهم إثارة القلاقل بشأن التهديد المزعوم الذي يفرضه الإسلام وأتباعه.