بترحيب مصري
بريطانيا تقترب من إعلان الإخوان تنظيمًا إرهابيًا
لسبكي
تحركات حثيثة، تدور حاليًا داخل أروقة مجلس العموم البريطاني، تهدف إلى حظر أنشطة جماعة الإخوان "المحظورة عربيًا"، رغم عديد المناشدات والإيضاحات التي قُدمت بشأن ممارسات التنظيم الإرهابي للجماعة، داخل الوطن العربي، وخارجه بما يمثل تهديدًا حقيقيًا، وحاضنة مثالية لكافة التنظيمات التي خرجت من عباءتها، وعملًا بعقيدتها، الأمر الذي قد يعجل بإعلانها "تنظيمًا إرهابيًا"، ما لم تلعب المصالح السياسية والحزبية والانتخابية دورها في تعطيل ذلك.
التحركات البريطانية الأخيرة، قوبلت بترحيب وارتياح في أوساط السياسيين والإعلاميين المصريين، الذين أفردوا لها مساحات عبر برامج الـ"توك شو"، وكذلك الصحف، ومختلف وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي.
البرلمان البريطاني.. وحظر الإخوان
في جلسة مثيرة، عقدها مجلس العموم البريطاني، الخميس الماضي، شدد خلالها أعضاء المجلس على ضرورة حظر تنظيم "الإخوان" الإرهابي، لما يشكله من خطر واضح على أمن المملكة المتحدة.
ودعا النائب في الحزب الوحدوي الديمقراطي الإيرلندي، إيان بيزلي -خلال جلسة في البرلمان يوم الخميس- إلى ضرورة التعامل مع الخطر الذي يشكله تنظيم الإخوان، قائلا: "يجب على الحكومة المضي قدما في حملة حظر الإخوان، الذين ينشرون الكراهية ويهاجمون المسيحيين داخل وخارج البلاد".
وأضاف: "وزير الخارجية السعودي كان هنا الأسبوع الماضي، وقال للنواب: إن بلاده حظرت هذه الجماعة؛ لأنها تحول معتقداتهم إلى أداة لإثارة الكراهية".
وأردف قائلا: "الوزير السعودي أبدى دهشته من أن المملكة المتحدة لم تتخذ بعد إجراءات مماثلة لحظر جماعة الإخوان".
من جانبه، ذكر النائب جوليان لويس أن هذا "يؤكد ويثير مرة أخرى شكوكي في أن التقرير الخاص حول أنشطة جماعة الإخوان في بلدنا، الذي أجري بتكليف من ديفيد كاميرون عندما كان رئيسا للوزراء، لم يعلن بعد. لماذا؟"
ورد عليه بيزلي بالقول: "أشكرك على إثارة هذه النقطة.. هذه منظمة تستغل وتنتهك المعتقدات لمهاجمة المسيحيين وغيرهم.. هذا أمر مخيف وخاطئ".
وأبرز أنه "من الضروري أن يتم كشف وفضح الحقائق الكاملة عن جماعة الإخوان في بلادنا".
وتدخل النائب بوب ستيورات على خط النقاش، وقال: "حين زرت مصر عام 2011، قابلت أعضاء من الإخوان في مقرهم، وقالوا لي آنذاك إنهم لا يملكون نوايا سياسية ولا يريدون حكم البلاد.. لكنهم الآن يعتبرون سببا مباشرا فيما يتعرض له المسيحيين (من هجمات) .. أتفق تماما مع ما جاء على لسانكم بشأن هذه الجماعة".
وقال بيزلي: "في الواقع، شجع النموذج الذي روجت له جماعة الإخوان في العام الماضي، على التحريض على الكراهية ضد المسيحيين وضد المسلمين الذين انضموا للجيش البريطاني، وتحديدهم كأشخاص ليتم استهدافهم وقتلهم".
ارتياح وترحيب إعلامي
بتوصيفات إيجابية عدة، عبرت العديد من المنصات الإعلامية المصرية، عن ارتياحها وترحيبها، للخطوة البريطانية، وإن جاءت متأخرة بعض الشيء، آملين في اكتمالها بحظر الجماعة، وإنجاح عملية حصارها على المستوى الدولي كما المحلي.
فقد عقب الإعلامي "نشأت الديهي"، على الدعوات البرلمانية البريطانية قائلًا: "كلامكم على راسنا بس قديم بالنسبة لنا".
وأكد مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، المذاع عبر فضائية "TeN"، أن بريطانيا والمخابرات البريطانية تمول جماعة الإخوان، وهم من قاموا بتأسيس الجماعة عام 1928، مشددًا على أن هناك عدد كبير من قيادات الإخوان بينهم مرشد الإخوان الحالي إبراهيم منير يقيموا في بريطانيا، غير المطلوبين للعدالة في مصر وغيرها من الدول العربية مثل هاني السباعي، حصلوا على لجوء سياسي في بريطانيا.
وأوضح، أن هناك عدد كبير من الدول العربية والأوروبية في العالم صنفوا الإخوان جماعة إرهابية، بينما بعض الدول الأوروبية حال عدم اقتناعهم بأن الإخوان جماعة إرهابية فهم أحرار وسوف يكتووا بنار الإرهاب، معتبرًا أن دعوات البرلمان البريطاني خطوة جيدة وإن كانت متأخرة، لكن أن تأتي متأخرًا خيرًا من ألا تأتي.
وحذر "الديهي"، بريطانيا من التمادي في حماية وإيواء بعض قيادات الإخوان والجماعات الإرهابية المرتبطين ارتباط وثيق بالقاعدة والإخوان وداعش خطر على الأمن القومي البريطاني أكثر من خطرها على مصر.
أما الإعلامي "محمد الباز"، فذكر عبر برنامجه "90 دقيقة"، المُذاع على فضائية "المحور"، أن بريطانيا ظلت لفترة من الزمن تفتح ذراعيها لكل الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ولكن في هذه الجلسة قالت كلامًا مختلفًا تمامًا عن الجماعة الإرهابية، مشيرًا إلى أن مصر في أوقات سابقة قدمت لبريطانيا كل ما يثبت أن الإخوان جماعة إرهابية.
وأشار إلى أن نواب البرلمان البريطاني أكدوا خلال الجلسة أن الجماعة الإرهابية تحض طوال الوقت على الكراهية، وتحرض على المسيحيين، بل وتحرض ضد المسلمين الذين ينضمون للجيش البريطاني، وتحرض على قتلهم، وتستغل المساجد استغلالًا سيئًا لصالح جماعتهم.
وواصل: إن أعضاء البرلمان أكدوا أن الجماعة الإرهابية تخفي أتباعها وسط الشعوب وتروج لكراهية المسيحيين، كما سلط أعضاء البرلمان الضوء على تطبيق يورو فتاوى، الذي تستعين به جماعة الإخوان الإرهابية لنشر فتاوى يوسف القرضاوي، التي تحرض على إيذاء المسيحيين وضرورة استهداف المسلمين الذين ينضمون للجيش البريطاني، وعليه طالب البرلمان البريطاني بتصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية.
بريطانيا.. وألاعيب الإرهابية
على المستوى السياسي، كشف خالد مصطفى، خبير الشئون الأوروبية، أن الحكومة البريطانية تعاني من الإخوان المتشددين، مضيفا أن الحكومة البريطانية تحاول سن بعض القوانين حتى لا يخرج الإخوان من السجون قبل قضاء مدتهم بالكامل.
وأوضح -في مداخلة هاتفية لبرنامج "الحياة اليوم" الذى تقدمه الإعلامية لبنى عسل- أن بريطانيا بدأت تعاني من ألاعيب الجماعة الإرهابية؛ لأنهم ليس لهم كلمة يلتزمون بها، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية تنظر للإخوان فى بريطانيا على أنهم يرتعون ولا يوجد قانون يحكمهم أو يمنع تحركاتهم الإرهابية.
رغبة ملحة لتوضيح مفهوم "الإسلاموفوبيا"
أما المحلل السياسي والاقتصادي أحمد ياسين، فأشار إلى أن هناك أحداثًا دموية وقعت في لندن أكدت على ضرورة توجه البرلمان البريطاني نحو وضع جماعة الإخوان تحت بند الجماعات الإرهابية ووضعها على القوائم الجماعات المحظورة.
وأضاف ياسين -في مداخلة في برنامج رأي عام مع الإعلامي عمرو عبدالحميد على قناة TeN- هناك رغبة ملحة وتوجه عام لتحديد مفهوم الإسلاموفبيا، خاصة في بريطانيا التي يعيش فيها نحو مليوني مسلم، مشيرا إلى أن رئيسة الحكومة البريطانية السابقة ماي حاولت إضفاء نوع من القانونية على هذا المفهوم إلا أنها اختارت الشخص الخطأ وهو قارئ عاصم الذي لا يحترم حرية الرأي أو التعبير.
تجدر الإشارة إلى أنه يعيش في بريطانيا العديد من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي؛ بينهما: كمال الهلباوي الذي أسس "مسلمون من بريطانيا" بالتعاون مع عدد من قيادات التنظيم، وعزام التميمي مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي، ويضم في إدارته يوسف القرضاوي، وطارق رمضان حفيد مؤسس التنظيم الإرهابي صاحب قضايا التحرش.
كما يقيم في المملكة المتحدة أيمن علي نائب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وإبراهيم الزيات عضو مجلس أمناء مؤسسة الإغاثة الإسلامية، وأنس التكريتي، وإبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية.
وتعاني بريطانيا من اختراق التنظيم الإرهابي؛ حيث يسيطر الإخوان في المملكة المتحدة على أكثر من 39 مؤسسة إعلامية وسياسية وتعليمية، وفق تقارير إعلامية.