تحليل: ترامب أو بايدن؟ أمريكا تنتخب رئيسها وسط توتر وانقسام

واشنطن

يتوجه ملايين الناخبين الأمريكيين الى صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء، للاختيار بين الرئيس دونالد ترامب والمرشح الديموقراطي جو بايدن في انتخابات رئاسية تاريخية تشهدها أمريكا وسط انقسام شديد.
ويأمل بايدن النائب السابق للرئيس باراك أوباما، أن يتمكن أخيراً من الفوز بالرئاسة في محاولته الثالثة.
ومن جهته، يعد الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته الذي خاض حملة غير مسبوقة في حدتها، متسلحاً بطاقته القوية في التوجه إلى الناخبين في الشارع، بتحقيق مفاجأة جديدة كما حصل في 2016.
وقال ترامب مخاطباً حشداً غفيراً من الأنصار ليل أمس الاثنين في تجمع في غراند رابيدز بولاية ميشيغان: "غداً سنصنع التاريخ مرة جديدة"، متوقعاً فوزاً رائعاً جديداً مقبلاً.
وبدوره، قال بايدن قبل ساعات من ذلك في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، أين أطلق حملته الانتخابية قبل 18 شهراً: "عندي شعور بأننا سنحقّق سوياً فوزاً ضخماً غداً"، مشدداً على أنّه إذا انتُخب رئيساً للولايات المتّحدة فسيسعى للسيطرة على وباء كورونا منذ اليوم الأول لتولّيه مفاتيح البيت الأبيض.
وطغت أزمة الوباء على الحملة الانتخابية بعدما تسببت في أكثر من 230 ألف  وفاة في الولايات المتحدة وتفاقمت في الأيام الماضية.
وتقول مناصرة جو بايدن، جاين بيري في بيتسبرغ، أينأ قام نائب الرئيس الأمريكي السابق تجمعاً انتخابياً مساء أمس بحضور المغنية ليدي غاغا "لن أتحمل 4 أعوام إضافية من عهد ترامب".
وفي المقابل تأمل لارا شميت، أن يحقق الرئيس فوزاً كاسحاً، وتقول مبدية قلقها بعدما استمعت إليه في سكرانتون: "لكن إذا أدلي بالأصوات عبر البريد بشكل غير شرعي، فسأصلي".
وفيما تستعد بعض المدن لأعمال عنف، تعطي أمريكا صورة للعالم أنها بلد مقسم إلى كتلتين لم تعودا تتواصلان، وعلى مدى أشهر لوح ترامب متحدثاً عن سيناريوهات كارثية، بشبح "اليسار الراديكالي" المستعد حسب قوله لتحويل أكبر قوة في العالم إلى ما يشبه "فنزويلا على نطاق واسع".
ويكثف الديموقراطيون وفي مقدمهم جو بايدن وباراك أوباما، تحذيراتهم من العواقب التي قد تكون مدمرة للمؤسسات الديموقراطية بعد فوز ترامب بولاية ثانية.
وصوت حوالي 100 مليون أمريكي في التصويت المبكر، إما شخصياً أو عبر البريد، لتجنب الازدحام في مكاتب الاقتراع وسط انتشار الوباء ومنذ أسابيع ، ينتقد دونالد ترامب هذا الخيار معتبراً أنه يشجع على التزوير لكن دليل على ذلك.
وأدلى 5 ناخبين بأصواتهم في ديكسفيل نوتش، القرية الصغيرة البالغ عدد سكانها 12 شخصاً في شمال شرق الولايات المتحدة، في انطلاقة رمزية للانتخابات الرئاسية بحلول منتصف ليل اليوم، مصوتين بالإجماع لصالح المرشح الديموقراطي جو بايدن.
وبتصويتها في منتصف الليل، تتبع القرية الواقعة في غابات نيوهامشير قرب الحدود الكندية، تقليداً معتمداً منذ 1960 أكسبها لقب "الأولى في البلاد".
وباستثناء قرية ميلسفيلد المجاورة التي تصوت كذلك خلال الليل، تفتح معظم مكاتب الاقتراع على الساحل الشرقي للولايات المتحدة في الساعة 6:00 أو 7:00 صباح اليوم الثلاثاء، ويجري الاقتراع بين مرشحين يعتمدان مقاربتين مختلفتين بالكامل.
فمن جهة هناك الملياردير الأمريكي السابق، قطب العقارات الذي انتقل من تقديم برنامج لتلفزيون الواقع إلى اقتحام المعترك السياسي برسالة شعبوية تقوم على أساس "أمريكا أولاً"، ولا يزال يصر على أنه "دخيل" على السياسة رغم أنه أمضى 4أعوام في البيت الأبيض.
ومن جهة أخرى، هناك بايدن المخضرم في السياسة المتحدر من الطبقة المتوسطة والذي أمضى 36 عاماً سناتوراً ثم 8 أعوام نائباً الرئيس أوباما، ويعد ببلسمة جراح أمريكا إذا فاز في "المعركة من أجل روح أمريكا".
وبعد فشلين في 1988 و2008، فرض جو بايدن الذي ينتمي الى التيار المعتدل في الحزب الديموقراطي، نفسه في الانتخابات التمهيدية لمعسكره برسالة بسيطة تقوم على هزيمة دونالد ترامب، واصفاً إياه بـ "أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الحديث".
ويبدو أن نسبة المشاركة ستكون تاريخية، مع إدلاء أكثر من 100 مليون ناخب بأصواتهم حتى الآن، ودعا الديموقراطيون إلى التصويت بكثافة بهذا الشكل بسبب الفيروس، ويترقب الجميع لمعرفة إذا كان الجمهوريون الذي يميلون إلى التصويت في يوم الانتخابات، سيكونون على الموعد في مكاتب الاقتراع.
وقد يعقد التراكم القياسي للاصوات عبر البريد، في بعض الولايات عدة أيام بعد الثلاثاء، فرز الأصوات أو يؤخر إعلان الفائز إذا كانت النتائج متقاربة جداً.
وقال دونالد ترامب: "فور انتهاء الانتخابات، سيكون محامونا جاهزين"، ورفض ترامب التعهد بقبول نتيجة الانتخابات، في سلوك غير مسبوق من رئيس منتهية ولايته.
وللفوز بالرئاسة على المرشح الحصول على غالبية أصوات كبار الناخبين والبالغة 270 من أصل 538، والتي تمنح بشكل نسبي على مستوى الولايات.
وستتجه كل الأنظار مساء اليوم الثلاثاء إلى فلوريدا، إحدى الولايات الحاسمة في الانتخابات، ودون فوز بهذه الولاية التي سبق أن كسبها في 2016، ستكون المهمة شبه مستحيلة على دونالد ترامب للبقاء في البيت الأبيض.