تزامنًا مع الاحتجاجات

اغتيالات شيوخ العشائر تهز الشارع العراقي

وكالات

تحت شعار «نريد وطنًا»، تجمهر أبناء الشعب العراقي يهتفون بالحرية والمساواة، والمطالبة بتحقيق العدالة، وقوبلت تلك الاحتجاجات برد فعل مضاد من قبل قوات الأمن العراقية، محاولةً إجبارهم على فض تلك المظاهرات، لكنهم عادوا من جديد ليعلنوا عن رفضهم والتمسك بمطالبهم، فيما عادت الاغتيالات تطل من جديد على المشهد العراقي.

وشهدت ساحة الطيران بوسط العاصمة بغداد، تجمع عدد من المتظاهرين، بعد صدامهم مع قوات الأمن، ومطالبتهم بالانسحاب من الساحات، وإخلاء ساحة التحرير في أول أيام شهر نوفمبر 2020، إضافةً إلى الصدامات في أقصى الجنوب بمحافظة البصرة، بعد رفض المحتجين مغادرة الساحة التي قررت القوات الأمنية إنهاء الاعتصام فيها، وقامت باستخدام قنابل الغاز لتفريقهم؛ ما تسبب في تسجيل حالات اختناق في صفوفهم، وتسببت في إحراق العديد من الخيام.

وانطلقت مساء الأحد الأول من نوفمبر، مظاهرات مؤيدة لاعتصام البصرة في ساحة اعتصام الحبوبي في مدينة الناصرية جنوبي البلاد، مؤكدين تضامنهم مع احتجاجات البصرة، ورافضين محاولات قوات الأمن إنهاء التظاهرات بالقوة.

وفي يوم السبت 31 أكتوبر، أعادت قوات الأمن العراقية فتح ساحة التحرير في العاصمة بغداد، بعد مضي أكثر من عام على إغلاقها؛ وقامت القوى الأمنية بفك الخيام في الميدان، وأعادت فتح جسر الجمهورية على نهر دجلة، الرابط بين ساحة التحرير والمنطقة الخضراء، حيث توجد معظم السفارات الحكومية والأجنبية.

ويرى البعض أن الاحتجاجات حققت مطالبها بشكل كامل من خلال تشكيل حكومة يترأسها مصطفى الكاظمي، الذي لاقى قبولًا كبيرًا وثقة عن سابقيه.

 

موجة الاغتيالات

تزامنًا مع الاحتجاجات القائمة، شهد العراق موجة من الاغتيالات، إذ لقي زعيم قبيلة بني طي الشيخ «عبد الناصر الطرفي»، مصرعه الأحد 1 نوفمبر، رصاص مسلحين مجهولين في منطقة أبو رمانة، وهو الذي اشتهر بدعمه الاحتجاجات الشعبية في محافظة ميسان جنوبي البلاد.

ويثير مقتل «الطرفي» القلق؛ كونه زعيمًا عشائريًّا بارزًا، وله مواقف سابقة في دعم مطالب الحراك الشعبي في ميسان، وباقي المحافظات العراقية، ولا سيما محاسبة الفاسدين، وهدد بالثأر للقتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات.

واستمر الزعيم العشائري في مهاجمة الميليشيات المسلحة، والتعبير عن إسناده لأجهزة الدولة الأمنية، وقارن أكثر من مرة بين نشاطات الميليشيات ونشاطات تنظيم «داعش» الإرهابي.

ولم تكن حادثة الاغتيال تلك الأولى من نوعها، فقد شهد العراق في 28 أكتوبر الماضي، مقتل أحد شيوخ قبيلة بني كعب «علي فاضل الكعبي» و4 من أفراد عائلته، في قضاء المقدادية بديالى، على يد عصابات تنظيم «داعش».