الانتخابات الأمريكية

هل تأثرت تفضيلات الناخبين المسلمين بأجواء الرسومات المسيئة؟

وكالات

لا يمكن الجزم إذا كان إجراء الانتخابات الأمريكية الرئاسية المرتقبة، في ظل توهج أجواء «الإسلاموفوبيا» التي يعيشها العالم هذه الأيام سيكون في صالح المرشح الديمقراطي «جو بايدن» أو الرئيس الحالي «دونالد ترامب»، ولكن الأكيد أن هذه الانتخابات لن تكون بعيدة عن الأجواء المشتعلة وسببها ما يعرف بـ«الرسومات المسيئة للرسول» وما خلفته من حملات مقاطعة اقتصادية لفرنسا.    

 

مليون ناخب

يوجه كل مرشح من المرشحين الأمريكيين جهوده إلى فئات انتخابية بعينها يراهن على منحه أصواتها وحسم الانتخابات لصالحه، فالمرشح الديمقراطي «جو بايدن» يكثف جهوده على مقابلة المسلمين الأمريكيين إلى جانب الأمريكيين ذوى البشرة السمراء الذين انحازوا لسلفه الديمقراطي باراك أوباما.

وتشير الاحتمالات إلى تفوق «بايدن» على «ترامب» على مستوى الأمريكيين المسلمين الذين يبلغ عدد أصواتهم نحو مليون صوت، إذ يتجاهل الثاني وجودهم من الأساس، فيما يحرص الأول على مقابلتهم ودغدغة مشاعرهم.

وفي لقاء جمعه بهم يوليو الماضي، استدعى «بايدن» الطريقة الأمريكية المعتادة في مغازلة المسلمين، إذ استشهد بالحديث النبوي «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».

ويذكر ذلك بالحفل الكبير الذي عقده «باراك أوباما» فور فوزه بالانتخابات، إذ جاء أول رئيس أمريكي أسود البشرة إلى جامعة القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي، مفضلًا استهلال حديثه بعبارة «السلام عليكم»، ما صفنه مراقبون آنذاك بأنه دغدغة لمشاعر المسلمين.

وطالب بايدن المسلمين الأمريكيين بالانضمام لمعركته الانتخابية لهزيمة «ترامب»، متعهدًا بإلغاء قرار الرئيس الحالي بمنع دخول مواطني بعض الدول المسلمة إلى الولايات المتحدة في أول يوم رئاسة له فور فوزه، كما تعهد بإشراك قيادات مسلمة في إدارته الرئاسية، مع دعمه لحقوق الإنسان وحقوق الأقليات المسلمة حول العالم، بحسب كلامه.

حاول «بايدن» التأليب على «ترامب»، فقال إنه استعان بشخصيات معروفة بميلها للإسلاموفوبيا، لاسيما إقدامه على قرارات ازعجت الأقلية المسلمة على مدار الأربع سنوات الماضية.

وفور الإعلان عن هذا اللقاء قالت صحيفة «ميدل إيست مونتيور» البريطانية: إن المرشح الديمقراطي سيخاطب أكبر لجنة أمريكية للحزب السياسي الأمريكي المسلم، فيما قال وائل الزيات الرئيس التنفيذي للجنة الإسلامية بالحزب، في بيان إن المجتمعات المسلمة بالولايات المتحدة تعمل بشكل غير مسبوق لتشجيع الناخبين المسلمين على المشاركة، معتبرًا أن اهتمام بايدن بهم يشجعهم على المشاركة.

 

دور التنظيم الدولي

في الوقت الذي تسير فيه الأجواء نحو تصويت المسلمين لبايدن، تسعى جماعة الإخوان ممثلة في تنظيمها الدولي ومنظماتها الأمريكية في حشد الأصوات خلفه، إذ ترى الجماعة أن فوزه نجاح لها، إذ مثل ترامب على مدار الأربع سنوات مصدر تهديد لهم، خاصة إنه هدد لأكثر من مرة بإدارج الجماعة على قوائم الإرهاب، لاسيما موقفه المعلن الرافض لجماعات الإسلام الحركي.

وتروج الجماعة ضد ترامب لإزاحته، ما يفتح الباب أمام احتمالية أن تستغل الأجواء المسيطرة على المسلمين على خلفية الرسومات المسيئة للرسول بفرنسا، لحشدهم خلف «بايدن».

ويعيش المسلمون حول العالم وتحديدًا القائمون بدول غير مسلمة أجواء قلقة وشعور بالإهانة والتهميش، منذ قال الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون إن بلاده متمسكة بالرسومات التي جرى بسببها عملية قتل المعلم الفرنسي، الشهر الماضي.

ورغم أن حديث «ماكرون» كان بدافع التمسك بالمبادئ الفرنسية في الحريات، إلا أن مسلمين فسروا ذلك على إنه هجوم عليهم وإهانة لهم ولرسولهم، ما دفعهم لحملات مقاطعة اقتصادية لفرنسا.

وتشير الترجيحات إلى أن ممثلي الإخوان بالولايات المتحدة لن يتهاونوا في استغلال أجواء الإسلاموفوبيا المسيطرة على الغرب حاليًا للترويج للمرشح الديمقراطي والشحن ضد ترامب.