طهران تحرض وكلائها على تهديد امن واستقرار اليمن..

تقرير عربي: الحوثيون يقابلون دعوة الجبير للتهدئة بمزيد من التشدد

صنعاء

قابل المتمردون الحوثيون في اليمن جهود المملكة العربية السعودية في دعم السلام وتهيئة مناخ تسوية للازمة اليمنية بمزيد من التشدد والانغلاق وذلك خدمة للمصالح الايرانية.
وفي هذا الاطار اعتبر قياديون في جماعة "الحوثي" السبت تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجيير الجمعة حول مكانية للتوصل إلى تهدئة للصراع المستمر في اليمن مستفزة، مشيرين أن اليمنيين هم فقط من يقررون مستقبلهم.
وقال عضو المكتب السياسي للجماعة عبدالملك العجري، في تغريدة على "تويتر"، إنه "من الاستفزاز أن تتكلم الأطراف الخارجية عن دور للحوثيين في مستقبل اليمن، وكأنها هبة يتكرمون بها علينا" قائلا بان "اليمنيين وحدهم من يملكون حق تحديد مستقبلهم وأدوارهم".
ويبدو ان المسؤول في جماعة المتمردين يتناسى التدخلات الايرانية المتواصلة في الشان اليمني والرحلات المكوكية لقادة الحوثيين الى طهران لاخذ التعليمات من القيادة الايرانية وبالتحديد من المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي.
وشن عدد اخر من قادة الجماعة المتمردة انتقادات لدعوة الجبير على غرار القيادي البارز علي القحوم، ووزير الاعلام في حكومتهم ضيف الله الشامي.
وتورطت ايران في تسليح المتمردين الحوثيين الذين نفذوا هجمات دامية سواء بصواريخ او طائرات مسيرة استهدفت دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وذلك في محاولة لتخفيف الأزمة التي تعيشها طهران.
ويبدو ان الحوثيين رهنوا مواقفهم وسيادة الشعب اليمني خدمة لاهداف ايران في وقت تسعى فيه الجارة الشمالية لتخفيف التوتر وانهاء المأساة التي يتعرض لها الشعب اليمني.
ويستغل الإيرانيون الساحة اليمنية المشتعلة كساحة لتصفية الحسابات مع السعودية وذلك بتحريض وكلائهم على مزيد تازيم الوضع.

 

ورعت الرياض حوارا بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية بعد توترات ومواجهات مسلحة في عدد من المحافظات الجنوبية من ضمنها عدن، انتهى إلى اتفاق لتقاسم السلطة وتعزيز وحدة الصف اليمني في مواجهة اعتداءات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
لكن السعودية أشارت منذ توقيع الاتفاق بين الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية إلى إمكانية البناء على هذا الاتفاق وتوسيعه ليشمل كل الأطراف اليمنية بما يساعد على إنهاء الأزمة وتسوية النزاع سلميا.
وتقود الرياض تحالفا عسكريا عربيا منذ مارس/اذار 2015 دعما للشرعية في اليمن ضد الانقلاب الذي نفذه الحوثيون بقوة السلاح في 2014.
وأطلقت المملكة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني سراح مجموعة من السجناء اليمنيين ينتمون لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في خطوة قد تدعم جهود إنهاء حرب التي فجرها الحوثيون بانقلابهم على السلطة الشرعية متسببين في مقتل عشرات الآلاف ودفع الملايين إلى شفا المجاعة.
ونقل تلفزيون العربية عن الجبير قوله "هناك إمكانية للتوصل إلى تهدئة تتبعها تسوية في اليمن"، إلا أن التدخلات الإيرانية قد تشوش على الجهود السعودية، حيث سبق لطهران التي تدعم الحوثيين أن انتقدت الاتفاق اليمني الذي رعته السعودية والمعروف باسم 'اتفاق الرياض'.
وتابع أن الحل الوحيد في اليمن سياسي و"الحوثيون هم من بدؤوا الحرب وليس نحن"، مضيفا أن "كل اليمنيين بمن فيهم الحوثيون لهم دور في مستقبل اليمن"، مشيرا إلى أن اليمن "ذو أهمية خاصة بالنسبة للمملكة وتدخل إيران هناك مدمر".
وقال إن إيران تهدد المنطقة برمتها ولم يعد من الممكن تحمل عدوانيتها، مضيفا خلال كلمته بحوار روما "ندعم حملة الضغط القصوى" على طهران، مشددا على ضرورة حرمان الجمهورية الاسلامية من الأدوات التي تهدد بها المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن "إيران تؤمن بمبدأ تصدير الثورة ولا تحترم سيادة الدول"، قائلا إنه "لابد أن نتحلى بالصرامة مع طهران ولا أحد يسعى إلى الحرب".