دهقان في فوهة المدفع

المرشد الإيراني يزج بمستشاره العسكري للترشح للرئاسة

حسين دهقان

وكالات

يستعد النظام الإيراني لحدث هام خلال الأشهر القادمة، متمثل في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 18 يونيو 2021، يأتي هذا في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها، ورفض الشعب الإيراني لسياسته، وفشله في إدارة العديد من مشاكل البلاد، وانهيار الاقتصاد والعملة المحلية، فضلًا عن فشله في احتواء أزمة فيروس كورونا المستجد، التي تفاقمت بشكل كبير في جميع أنحاء إيران.

 

مستشار المرشد والانتخابات

وفي إطار الاستعداد للانتخابات المقبلة، أعلن «حسين دهقان» المستشار العسكري للمرشد «علي خامنئي» 24 نوفمبر 2020، ترشحه للانتخابات الرئاسية، ليكون بذلك أول مرشح  يعلن رسميًّا عن خوضه سباق الانتخابات الرئاسية، وفي تعليقه على إعلان ترشحه، قال «دهقان» الذي كان وزيرًا للدفاع في الولاية الأولى من حكومة حسن روحاني (2013 ـ 2017)، أنه سيقوم بتنفيذ مسار النمو والتنمية للنهضة بالبلاد بأقل تكلفة ممكنة، وسيوفر نظامًا إداريًّا صحيًّا وفعالًا للاستجابة لكل الاحتياجات العاجلة والمتوسطة والطويلة الأجل.

بل وزعم «دهقان» خلال حواره مع التلفزيون الإيراني، أنه يمتلك كل المهارات الفكرية والعقلية والتنفذية التي تمكنه من تحقيق أهداف ومصالح النظام والثورة، والتفاهم والحوار مع العالم الخارجي وفقًا لمبدأ الكرامة، مبينًا أنه ليست لديه نزعة خاصة بشأن ما إذ كان إصلاحيًّا أو أصوليًّا، ولكنه يؤمن بمبدأ الثورة، ومتابعة مطالب الشعب قبل مطالب الحزب والجماعة.

ووفقًا لوسائل إعلام إيرانية، فإن إعلان المستشار العسكري للمرشد عن ترشحه للانتخابات الرئاسية في هذا التوقيت تحديدًا، جاء بعدما حصل «دهقان» على دعم من بعض الأحزاب الإصلاحية، وبعض أعضاء التيار المعتدل الذي يمثله الرئيس الحالي «حسن روحاني»، وذلك بعد وفاة «علي أكبر هاشمي رفسنجاني» مطلع يناير 2017.

 

من هو «دهقان»؟

وتجدر الإشارة أن «دهقان» ذو توجهات إصلاحية، وهو المستشار العسكري للمرشد الإيراني «علي خامنئي»، كما أنه قد تولى العديد من المناصب، منها قائد قوات القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني خلال الحرب مع العراق، والرئيس السابق لمؤسسة الضحايا والمحاربين في عهد الرئيسين «محمد خاتمي، ومحمود أحمدي نجاد»، وأمين ورئيس اللجنة السياسية والدفاعية والأمنية لمجمع تشخيص مصلحة النظامن، إضافة لتوليه منصب نائب وزير الدفاع في فترة الرئيس الراحل «علي أكبر رافسنجاني».

وقد أدرجته الولايات المتحدة في 4 نوفمبر 2019، على لائحة العقوبات الأمريكية مع 9 أشخاص آخرين مقربين من  المرشد خامنئي، وذلك بسبب تورطهم في هجمات في لبنان والأرجنتين، وفقًا لما أعلنته الحكومة الأمريكية.

 

خيارات متنوعة

وفي إطار ذلك، تثار التساؤلات حول حول مدى تأثير ترشح دهقان على مسار الانتخابات الرئاسية، والدوافع الخفية وراء ترشح دهقاني، وهل ترشحه الهدف منه إحكام القبضة العسكرية على إيران، ولذلك، قال فراس إلياس الباحث العراقي المتخصص في الشأن الإيراني، أن ترشح دهقان يأتي كأحدث تطورات الحالة السياسية  في إيران، وعلى ما يبدو أن عملية الترشح هذه تأتي في إطار تنويع خيارات التيار المتشدد والحرس الثوري في المرحلة المقبلة، حيث لابد أن تكون هناك خيارات بديلة يلجأ إليها المرشد، وذلك يتوقف على طبيعة التعاطي مع الإدارة الأمريكية المقبلة.

وأضاف «إلياس» في تصريح أنه ليس هناك دوافع خفية في ظل الحالة الإيرانية، ولكن ما يحكمها اليوم وجود خطوط اقتصادية وسياسية تعاني منها البلاد، وسبق أن ألمح إليها المرشد خلال لقائه بالمجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي في 24 نوفمبر 2020، فضلًا أن البيان الذي أصدره «دهقان» بشان ترشحه، يدل على أنه يمثل خيارا ثالثا للمرشد في حال عدم فوز أي من مرشحى التيار المحافظ، وأبرزهم علي قادري، وعلي شمخاني، فضلًا أن دهقان يرتبط بعلاقات وثيقة مع قيادات التيار المحافظ والحرس الثوري، وأيضا الجيش الإيراني.

توجه خامنئي

وحول إحكام السيطرة العسكرية على البلاد، لفت «إلياس» أن الإجراءات الأخيرة التي قام بها خامنئي والتغيرات على مستوى قيادات الحرس الثوري، يدل أن هناك توجهًا للمرشد بالدفع بالأشخاص الموثوق بهم إلى مواقع المسؤولية، وبالتالي فإن دهقان قد يمثل خيارًا للمرشد في ظل حالة عدم اليقين التي تعيشها إيران، خاصة فيما يتعلق بعلاقاته مع الولايات المتحدة، ولذلك ستحدد الـ6 أشهر المقبلة هل سيكون رئيس إيران من خلفية عسكرية أم سياسية؟