وقفة احتجاجية..
لوحة "خلق آدم" للفنان مايكل أنجلو تستفز إسلاميي السودان

حملة إخوانية تستهدف القراي
أثار إدراج لوحة للفنان الإيطالي الشهير مايكل أنجلو ضمن المنهج الدراسي لكتاب التاريخ للصف السادس أساسي جدلا واسعا في الشارع السوداني وخاصة بين أوساط الإسلاميين ورجال الدين الذين طالبوا بتغيير المناهج الجديدة.
وشن إسلاميون ودعاة محسوبون على نظام الرئيس المعزول عمر حسن البشير حملات تحريض بلغت حد التهديد بالقتل وتحريم تدريس المناهج الأكاديمية والمطالبة بتغييرها، في تصعيد يراه مراقبون أنه يهدف إلى إعادة نشر أيديولوجية الإخوان في مناهج التعليم والتي اتسمت بها طوال ثلاثين عاما من حكم البشير.
وأثارت لوحة "خلق آدم"، التي وضعت في كتاب التاريخ للصف السادس الابتدائي، موجة من الغضب في الشارع السوداني استهدفت مدير المناهج والبحث التربوي عمر أحمد القراي.
ورفض القراي في 29 ديسمبر الماضي حملة شُنت ضده في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المساجد ودور العبادة، ووصفها بأنها جائرة وغير نزيهة وغير شريفة الخصومة.
وأفاد بأن صورة لوحة "خلق آدم" لمايكل أنجلو ليست مُعرفة ولا مشروحة في الكتاب الدراسي، وإنما جاءت ضمن نماذج للوحات فنية عديدة.
وأعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك الأربعاء قرارا بتجميد العمل بمقترحات مطروحة للمناهج التعليمية الجديدة.
وقال حمدوك في بيان "قرر رئيس الوزراء تجميد العمل بالمقترحات المطروحة حاليا من إدارة المركز القومي للمناهج والبحث التربوي والتي أثارت هذا الجدل".
ووفق البيان قرر حمدوك "تكوين لجنة قومية تضم التربويين والعلماء المتخصصين وتمثل كافة أطياف الآراء والتوجهات في المجتمع، لتعمل على إعداد المناهج الجديدة".
وأضاف أن ذلك "حسب الأسس العلمية المعروفة في إعداد المناهج ومراعاة التنوع الثقافي والديني والحضاري والتاريخي للسودان ومتطلبات التعليم في العصر الحديث".
وأكد حمدوك أن "قضية إعداد المناهج هي قضية تحتاج إلى توافق اجتماعي واسع وهي قضية قومية تهم الجميع".
وبدأ الهجوم على القراي منذ أن تولى منصبه قبل نحو عام، حيث حذّرت أصوات محسوبة على الحركة الإسلامية من خطورة وجوده في هذا المنصب لانتمائه إلى الحزب الجمهوري السوداني، والذي تعرض زعيمه محمود محمد طه للإعدام في عهد الرئيس الراحل جعفر النميري بتهمة الردة.
وأفتى مجمع الفقه الإسلامي بالسودان في 29 ديسمبر الماضي بتحريم تدريس كتاب التاريخ للصف السادس الابتدائي، معتبرا أنه "يشتمل على مخالفات خطيرة وعظيمة، منها الإساءة القبيحة للذات الإلهية وتصويرها مجسدة للتلاميذ".
ونفذت العشرات من السودانيات الأربعاء وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية والتعليم في العاصمة الخرطوم، للمطالبة بحذف اللوحة.
وأفادت مصادر صحافية بأن المحتجات، وهن معلمات وداعيات، حملن لافتات مكتوبا عليها "السودان بلد القرآن ومايكل أنجلو لا يمثلني"، و"الدين خط أحمر لا للمناهج الكفرية".
كما رددن هتافات تطالب بإقالة مدير المناهج والبحث التربوي في الوزارة عمر أحمد القراي.
وقالت الداعية السودانية عوضية عبدالقادر مصطفى "نقف ليس من أجل الرغيف (الخبز)، ولا من أجل الغاز، ولكن من أجل ديننا".
وأوضحت أن الهدف من الوقفة الاحتجاجية هو تغيير المناهج التعليمية في السودان، وإعادتها إلى الوضع القديم.
وتابعت "لا نريد أن تتغير أفكار أولادنا ويتغير دينهم، لقد درست منذ الستينات وأعرف لوحات مايكل أنجلو وماذا يريد، هو حر في أن يرسم ما يشاء وفق معتقداته، ولكن لماذا يريدون أن يعتنق أولادنا أفكاره؟".