مقال في صحيفة "بوليتيكو"..
صحفي أمريكي: حادثة الكابيتول.. مشهد مزعج يتحمّله ترامب

أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل مبنى الكابيتول.(أف ب)
تعليقاً على اقتحام الكونغرس الأمريكي الاربعاء، رأى الكاتب ريتش لوري أن المشهد الأخير لدونالد ترامب كان مزعجاً، إذ على الرغم من أن مثيري الشغب يتحمّلون المسؤولية النهائية عن أفعالهم، إلا أن ترامب هو الذي حثّهم على ذلك.
انخرط ترامب في لعبة غريبة وواضحة أظهرت فشلاً في القيادة منذ إعلانه عن فوزه الكبير بالإنتخاباتوقال لوري، في مقال في صحيفة "بوليتيكو"، إن الجميع توقّع التزام رؤساء الولايات المتحدة بالإنتقال السلمي للسلطة، باستثناء دونالد ترامب. وشاهدنا الحصاد المرّ يوم الأربعاء عندما قام أنصاره، وبشكل صادم، باقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن وأربكوا عملية إصدار نتائج الإنتخابات.
وكان اختراق المبنى أثناء تقليد طويل مارسته الحكومات الأمريكية، الهجوم المحلي الأشدّ ضدّ الديمقراطية الأمريكية، ويعني أننا فشلنا في 2021 بنقل السلطة بشكل سلمي. ويتحمّل المُشاغبون المسؤولية النهائية عما حدث لكن ترامب هو الذي دفعهم.
غذّى ترامب أنصاره بأكاذيب مسمومة عن الإنتخابات بما فيها نظريات مؤامرة مجنونة تتبنّاها حركة "كيو" التي تؤمن بأن ترامب يقود حرباً ضدّ عناصر شيطانية داخل الحكومة ومُتحرّشة بالأطفال، والتي لو كانت مزاعمها صحيحة لبرّرت القيام بـ"ثورة".
سرقة الانتخابات
وشجعّهم ترامب على التوجّه إلى واشنطن وحرّضهم، الأربعاء، بواحد من خطاباته المعروفة حول سرقة الإنتخابات، وحثّهم على الزحف نحو الكابيتول لإظهار القوة أمام من وصفهم بالجمهوريين "الضعفاء"، ودفعهم بفخر وصراحة لإستعادة البلد من جديد.
وفي الوقت الذي حصل فيه الخرق الأمني، نشر ترامب تغريدة عن فقدان نائبه مايك بنس، الذي نُقل على عجل من قاعة مجلس الشيوخ، القدرة على تحويل نتائج الإنتخابات لصالحه. وحتى عندما طالب أنصاره بالعودة إلى بيوتهم، كرّر الكلام ذاته، وهاجم نزاهة الديمقراطية الأمريكية.
فشل في القيادة
وانخرط ترامب في لعبة غريبة وواضحة أظهرت فشلاً في القيادة منذ إعلانه عن فوزه الكبير بالإنتخابات. ولم يكن قادراً بسبب غروره على الإعتراف بالهزيمة، ولم ينظر أبعد من مصالحه الشخصية.
ترامب ضلّل أنصاره وقدّم لهم حكايات تُرضيهم عن دفع المكسيك كلفة بناء الجدار على الحدود الجنوبية لأمريكا أو عن الإنتخابات التي يُمكن قلب نتيجتها لو قاتل الجمهوريون بقوة. وأظهر جهلاً بالنظام الدستوري الأمريكي. استخدم قدراته العجيبة على التواصل لخدمة قضية الديماغوجية وإشعال المشاعر بدلاً من التنوير والتهدئة.
ولم يكن على مستوى الرؤساء في الحفاظ على منصب الرئيس منذ دخول جورج واشنطن إليه. كما يُضرب برئاسته المثل لناحية رفض القضاة والجمهوريين، ممن لديهم سلطة، بالتأثير على نتائج الإنتخابات والخنوع له رغم تنمّره عليهم وإزعاجه لهم.
تناقض مؤلم
شهد ظهر الاربعاء، تناقضاً مؤلماً عندما ألقى زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ المنتهية ولايته ميتش ماكونيل خطاباً مُقنّعاً ومصوغاً بعناية حول سبب الخطأ في رفض انتخاب بايدن، بينما كان الرعاع يستعدّون لطرده وزملائه من عملهم.
كان خطاب ماكونيل عملاً فردياً لشخص يهتمّ بالنظام بما يكفي للإعتراف بالهزيمة عندما يقتضي الأمر.