تغريدة من حملة ترامب تركّب رأسه على جسد شخصية ثانوس الشرير الخارق..
ترامب 2020: الرئيس الأمريكي في شخصية شرير "افنجرز" الذي "يمحو الناس من الوجود"
نشر فريق حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانتخابات 2020 مقطع فيديو يصور ترامب بالرجل الشرير ثانوس في سلسلة الأفلام الشهيرة "أفنجرز" أو المنتقمون.
وعولج فيديو "أفنجرز" بحيث رُكبّت رأس ترامب على جسد ثانوس ليعلن أن إعادة انتخابه في 2020 "مسألة لا مفرّ منها"، معطيا -بفرقعة إصبعيه الإبهام والوسطى- إشارة لمحو خصومه السياسيين من الحزب الديمقراطي.
وفي أفلام "أفنجرز"، يريد ثانوس أن يستخدم شره في ارتكاب إبادة جماعية ولإخفاء كل شئ في الوجود تقريبا.
ووصف مبتكِر شخصية ثانوس "أفنجرز" ترامب بالـ "أحمق المغرور" بعد استخدام فريق حملته الانتخابية الشرير الخارق للترويج لمرشحهم.
وقال جيمس ستارلين، الذي ابتكر شخصية ثانوس في حقبة السبعينيات: "في البداية شعرت بانتهاك حقوقي وأنا أرى ذلك الأحمق المغرور يطوّع شخصية من ابتكاري لإشباع غرورٍ طفولي لديه، لكن في نهاية الأمر تلبّسني شعورٌ بأن قائد بلادي والعالم الحر يستمتع بتشبيه نفسه بقاتل جماعي".
وأضاف ستارلين لمجلة هوليوود ريبورتر: "أيّ مرض هذا؟ ما أتعس وأغرب أيامنا هذه. ومن حسن الحظ أن كل الأمور، حتى الكوابيس الوطنية، تأتي إلى نهاية".
وخرج ستارلين بشخصية ثانوس إلى النور عام 1973 عندما ظهر الشرير الخارق لأول مرة في قصة "الرجل الحديدي الذي لا مفر منه".
وظهرت تغريدة على حساب باسم "غرفة عمليات ترامب الحربية"، والتي تقول إنها تخضع لإدارة فريق حملة ترامب 2020، وفي التغريدة ظهر ترامب بوصفه ثانوس في مقطع فيديو وهو يمحو جماعة من السياسيين الديمقراطيين كانوا يعقدون مؤتمرا صحفيا للإعلان عن مواد في مسألة عزل ترامب.
ويحاكي الفيديو مشهدا في فيلم "المنتقمون: لعبة النهاية"، وفيه يقول ثانوس: "لا مفر مني" ويعطي إشارة بإصبعيه الإبهام والوسطى في محاولة لمحو كل مظاهر الحياة في العالم، لكنه سرعان ما يكتشف أن القفاز الذي يرتديه فقد ما به من قدرات.
وتضمنت الردود على تويتر تعليق المؤرخ والمؤلف كيفن كروس: "لقد صنعتم من ترامب شريرا خارقا ووضعتموه في مشهد يخطط لقتل كل مَن في العالم".
وسخر مستخدم آخر لتويتر يدعى أندرو ماسِن قائلا: "محال أن يكون أي ممن شاركوا في عمل هذه التغريدة قد شاهد الجزأين الأخيرين من المنتقمين".
وليس الرئيس الأمريكي أول السياسيين الذين يطوعون الثقافة الشعبية لصالح أغراض سياسية ولن يكون الأخير. ويحاول الساسة من خلال ذلك أن يظهروا أكثر قُربا من قواعد الناخبين مستخدمين في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي في نشر رسائلهم على نطاق واسع.
على أن عملية تسييس الشخصيات المحبوبة والأفلام والأغاني والألعاب قد تكتنفها خطورة الإتيان بنتائج عكسية.
هل يمكن للسياسيين أن يستعيروا من الأفلام والمسلسلات؟
يفرّق أستاذ قانون الملكية الفكرية في جامعة غلاسكو البريطانية، مارتن كرتشمر، بين محاكاة الأسلوب أو الشكل والذي لا يعتبر تعديا على حقوق النشر، وبين المعالَجة على غرار ما فعل فريق حملة ترامب في تغريدتهم والتي يمكن اعتبارها تعديا على حقوق النشر ما لم يكن هنالك استثناء أو دفاع.
وأوضح كرتشمر ، في تصريحات لبي بي سي، أن قوانين حقوق الملكية الفكرية تختلف من بلد لآخر، مشيرا إلى أن "دستور الولايات المتحدة يكفل حق حماية حرية التعبير، كما يكفل حق الدفاع بـ "الاستخدام العادل" فيما يتعلق بالتعدي على حقوق النشر.
ويضيف: "وقد يدّعي ترامب أن الفيديو المشار إليه هو من قبيل المحاكاة الساخرة، وأنه بذلك يدخل في نطاق الاستثناء الخاص بـ 'الاستخدام العادل' الذي ينص عليه الدستور".
وأردف كرتشمر: "ثمة فارق قانوني مهم بين المحاكاة التي تستهدف السخرية من العمل الفني الأصلي، وبين استخدام المحاكاة لغرض آخر منفصل عن العمل الفني الأصلي؛ وهذا النوع الأخير من المحاكاة هو الذي ينتمي إليه فيديو المنتقمين الذي نشرته حملة ترامب".