كنت سفيرا ناجحا وخذلني الصبر
كريم فرمان
ان مهمة السفير جد صعبة وليس كما يتصور البعض انها مجرد وظيفة علاقات عامة وتلبية دعوات وزيارات او حضور...
لا أعتقد أن لبنان كانت تستهزئ بشقيقتها العراق حين دعته إلى شراء التفاح اللبناني مقابل حصول الأخيرة على (الفيول) العراقي لتشغيل محطات الكهرباء اللبنانية.
المثل المصري الشعبي الذي جمع المتعوس على خايب الرَجا، وكلٌ يُمنّي نفسه بأن الآخر سيُخرجه من ورطته ربما لتشابه الأحداث ووحدة السيناريو السياسي الذي جمع هذين البلدين في نظام سياسي فاشل بوجهين لعملة واحدة وهو تبعيّة السلطة الحاكمة ومنظومتها للخارج وإنعدام السيادة وإنفلات السلاح والفوضى السياسية.
لم يجد لبنان غير العراق من بين كل الدول العربية الشقيقة وغير الشقيقة لحل مشاكله وكأن مشاكل العراق غابتْ عن أنظار المسؤولين اللبنانيين في أزمته الخانقة للطاقة ووقوف العراقيين في طوابير طويلة يقضون لياليهم حتى الصباح للحصول على كميات من الوقود تكفي لتشغيل مَركباتهم أو محطات الكهرباء التي تستجدي الغاز من الجارة إيران وبأسعار مُضاعفة من أجل تشغيل أجزاء من تلك المحطات، وفي أحيان كثيرة تتمنّع عليه الجارة بأعذار وحِجج بقطع هذا الغاز والتسبب بإنقطاعات مُزمنة للكهرباء في بيوت العراقيين في هذا الحرّ اللاهب الذي تتجاوز درجة حرارته أكثر من (50) درجة مئوية.
الشقيقة لبنان لم تسأل نفسها لماذا مازال العراق يستورد البنزين من دول قريبة وبعيدة لتوفير إحتياجاته من الوقود للإستهلاك المحلي وهو الذي يُعتبر من أكبر مُصدريّ النفط الخام إلى دول العالم.
إتفاقية ربما ستجمع بين المتعوس الذي يرغب بتصدير تفاحه على خايب الرَجا الذي لازال يتخبّط في فوضى سياسية وإقتصادية مثل طفل فاقد الأهلية وهو يرث ثروة طائلة تتكالب عليه كل نطيحة ومترديّة من أجل إعلان وصايتها عليه.
لكن المشكلة التي ستواجه التفاح اللبناني وهو يدخل الأراضي العراقية أن السلطة في الأخير أعلنت وعلى لسان وزير المالية العراقي أن المواطن ليس شرطاً عليه أن يأكل التفاح يومياً بمعنى أنه من البَطر أن يتمكن العراقي من الإستحواذ أو الإستحصال على تفاحة يومياً حسب إدعاء هذا الوزير لأنه يدخل من باب الترف الذي لاترتضيه السلطة لشعبها. فكيف سيكون مصير أطنان التفاح التي ستدخل العراق؟ وأين سينتهي بها الحال؟.
لم تحاول أن تستنجد لبنان بمن يُساعدها على الإنتشال من محنتها من كل الدول المحيطة بها وغيرها، غير خايب الرَجا العراق ذلك البلد المُتعثر في كل شيء، وربما ينطبق على هذين البلدين المثل العربي (وافق شَنٌ طبقة) فلا زال العراق وشقيقته لبنان يَكفل كُلاً منهم الآخر في تبنّي السياسات الخاطئة وإيجاد تلك المنظومات الفاشلة التي تحكم البلدين وتشابهها أو تطابقها في أداء كُتِبَ له عنوان "مزيداً إلى الهاوية" أو حتى إلى الحضيض...لكن هل يكون التفاح اللبناني بديلاً للـ(فيول) أو الوقود العراقي هو الحلّ في الخروج من الأزمات التي يعاني منها هذين البلدين؟ لا أُريد الإجابة على هذا السؤال لأني مُتأكد من أن جوابه يعرفه الجميع..وقبل كل ذلك جواب مفروغ منه في قلب كل مواطن عراقي ولبناني على حدٍ سَواء.