من يقف وراء اغراء فتيان مغاربة للهجرة الجماعية المحفوفة بالمخاطر

لم يسمع كثيرا من الناس عن مدينة مغربية اسمها الفنيدق متاخمه  لمدينة سبتة المغربية الواقعة تحت السيطرة الاسبانية  الا بعد ان تحولت إلى مسرح لاحداث مؤسفة وغير متوقعة في الايام الماضية.بعد ان تجمع في شوارعها وازقتها المئات من الشباب والاطفال الذين قدموا من مختلف المدن والقرى المغربية سعيا وراء الحلم بالعبور إلى الضفة الاخرى من البحر.

وقد لاحظ المتابع لهذه القضية تواجد  اعداد كبيرة لاول مرة من  القاصرين تحذوهم رغبة في خوض مغامرة الهجرة. وباتت هذه القضية تطرح اسئلة عن دوافع هؤلاء الصغار اليافعين للمجازفة بأرواحهم في رحلة ربما تنتهي بهم في قاع البحر، اي انها رحلة الموت..

وفي تحليلات لنشطاء ومتخصصين في هذا الشان أشاروا إلى أن هذه الظاهرة تعبر عن حالة الإحباط التي تنتاب شريحة من المجتمع المغربي اضافة الى الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تدفعهم للبحث عن فرص افضل خارج المغرب.

ان طموح الهجرة في الواقع لا يقتصر على الشباب والفتيان المغاربة فحسب، وانما هناك من بلدان عدة تشترك في هذا المسلك، من دول افريقية جنوب الصحراء و المغرب العربي، رغم أن بعضها يمتلك ثروات وموارد طائلة.

يقول  أستاذ  متخصص في السياسات العامة في حديث هاتفي لي معه ان الامر المستغرب ان اعداد كبيرة من الأوربيين يخططون للعبور بشكل معاكس للعيش والاستقرار في المغرب وان جلهم يعيشون  على معاشات  تقاعدية هزيلة وليسوا من الاثرياء.

ورغم ان المغرب يشار اليه في التقارير الدولية بانه يحقق معدلات نمو جيدة ونجح من خلال التوجيهات الملكية ومبادرات الحكومة في تجاوز ازمات كبرى وعمل على استيعابها والتخفيف من اثارها السلبية خصوصا تداعيات كورونا واثار الزلزال الاخير  لذلك فان لا بد من التدقيق كيف يتجمع الاف الشباب والقاصريين في توقيت واحد ومكان واحد للإضرار بالسلم الاهلي والتماسك الاجتماعي من اجل خلق قلاقل وتقديم صورة مشوهة عما تقدمه المغرب من مبادرات وجهود أشادت بها  الامم المتحدة والاتحاد الاوربي في تقديم نموذج انساني وتنموي في استيعاب المهاجرين واللاجئين من دول الصحراء والساحل الافريقي في المغرب.

نحن لا ننفي ان هنآك بعض المظاهر السلبية وبطالة وتمنيات شباب يافع يريد تحقيق احلامه المستقبلية الا ان هذا لا يعبر عن الواقع، بالإضافة إلى تورط شبكات الاتجار في البشر، هناك  جهات تسعى لزعزعة استقرار المغرب، جهات تخدم اجندة خارجية ولا تريد للمغرب خيرا ونجاحا وتشتغل على اثارة ازمات وحملات تشويه تستهدف  المملكة من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي و نشر  الإشاعات لبث روح الاحباط واليأس والتحريض على الهجرة الجماعية التي تلحق ضررا اعلاميا بسمعة ورصيد المغرب في الساحة الدولية.

 

و في هدا الإطار لا يسعنا الا أن نشيد  بالمجهودات التي  قامت بها اجهزة الامن والدرك في التعامل مع هذه الظاهرة عبر اجراءات حاسمة كان غايتها الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي...و هدا لا يمنع الجهات المختصة من ضرورة  دراسة و تحليل اسباب هذه الظاهرة وكيفية تجمع تلك الأعداد الكبيرة وأساليب اغراء وتحريض هؤلاء الشباب والقاصرين على هذه المسألة.

بلدنا بخير والمستقبل مع توالي نجاحات المشروع التنموي الذي يشرف عليه ويتابعه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله،  كما أن الأمر يتطلب من الحكومة ان تضع خطط وتنفذ مشاريع تنمية تتوجه نحو ملامسة احتياجات القاعدة العريضة من الشعب وخصوصا شريحة الشباب وخفض معدلات البطالة وإتباع سياسات اجتماعية من شانها ان توسع دائرة الاستثمار الخارجي والذي يستوعب اعداد كبيرة من الباحثين عن عمل لتطمين الفئات الواسعة من المجتمع بان الحكومة تعمل لصالح العموم والعمل على  الاستفادة من الاكتشافات الطاقوية الجديدة وترشيد الموارد والحوكمة، لضمان  مستقبل مشرق وواعد لبلدنا..

مونى اعزري

كاتبة وناشطة ميدانية، وسفيرة النوايا الحسنة

مقالات الكاتب