انهيار نظام إيران في لبنان ونهاية سيطرة حزب الله: صوت الشعب اللبناني
أورنيلا سكر
في السنوات الأخيرة، شهد لبنان تحولات عميقة تعكس تغيّرًا جذريًا في موقف الشعب تجاه نظام إيران وذراعه...
في خطاب متحدٍّ يوم 12 مارس، رفض الولي الفقيه للنظام الإيراني، علي خامنئي، بشكل قاطع عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجراء مفاوضات، كاشفًا عن مخاوفه العميقة من أن أي انخراط دبلوماسي قد يهدد آليات بقاء نظامه. ووصف مبادرة ترامب بأنها “خداع للرأي العام العالمي”، مؤكدًا أن إيران لن تدخل في مفاوضات تحت الضغط، محذرًا من أن الحرب ليست “قضية أحادية الجانب”.
ألقى خامنئي كلمته أمام حشد مختار بعناية من الموالين للنظام، تم تقديمهم بشكل مضلل على أنهم “طلاب”، في محاولة لإعطاء انطباع خاطئ بأن النظام لا يزال يتمتع بشعبية بين الشباب الإيراني. وخلفه، ظهرت لافتة تحمل عبارة: “لا يوجد كنز أثمن من العلم”، في إشارة مبطنة إلى سعي النظام المستمر لامتلاك القدرة النووية، مما يؤكد موقفه المتحدي تجاه المطالب الدولية بنزع السلاح.
أكدت نبرة خامنئي أن أي حوار يمثل تهديدًا مباشرًا لسيطرته على السلطة. وقال: “التفاوض مع هذه الإدارة الأمريكية لن يؤدي إلى رفع العقوبات، بل سيجعلها أكثر تعقيدًا ويزيد الضغط.” كما رفض فكرة أن إيران قد ترضخ للتهديدات العسكرية الأمريكية، مشددًا على أن “أي عمل ضدنا سيُواجه بردّ حاسم.”
جاء خطاب خامنئي ردًا على تصريحات ترامب الأخيرة في مقابلة مع فوكس بيزنس، حيث كشف الرئيس الأمريكي أنه بعث برسالة إلى خامنئي أعرب فيها عن استعداد واشنطن للتفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذرًا من أن إيران أمام خيارين: “إما التفاوض أو مواجهة الحرب.”
لكن خامنئي سخر من هذه التصريحات، واصفًا إياها بمحاولة أمريكية لتقديم نفسها على أنها الطرف الساعي للسلام بينما تصوّر إيران على أنها ترفض الحوار. وأضاف: “هذا يعني أنهم (الأمريكيون) يريدون إظهار أنفسهم كدعاة للسلام بينما ترفض إيران التفاوض. لكن عندما نعلم أنهم لا يلتزمون بوعودهم، فلماذا نفاوض؟”
كما هاجم خامنئي الحملة الدولية المتزايدة للضغط على النظام الإيراني، متهمًا الدول الغربية بالنفاق. وقال: “المستكبرون في العالم يريدون أن يخضع الجميع لهم ويضعوا مصالحهم فوق مصالحهم الوطنية. وإيران هي الدولة الوحيدة التي رفضت هذا الأمر بشكل قاطع.”
على الرغم من نبرة التحدي التي أظهرها خامنئي، أكد مسؤولون في النظام الإيراني بعد ساعات قليلة من خطابه أن إدارة ترامب قد أرسلت بالفعل رسالة عبر وسيط. حيث أعلن عباس عراقجي، مساعد وزير خارجية النظام، أن الرسالة وصلت عبر أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
في ظل تشبّث خامنئي بخطابه العدائي، يزداد النظام الإيراني انقسامًا وضعفًا. فمخاوف الولي الفقيه من المفاوضات لا تعكس قوته، بل تؤكد أن الدخول في أي محادثات من شأنه أن يجرّده من آليات البقاء التي أبقت نظامه قائمًا: القمع الداخلي، العدوان الخارجي، والتصلب الأيديولوجي. ومع تفاقم الضغوط الاقتصادية وتصاعد السخط الشعبي، ستزداد التصدعات داخل المؤسسة الحاكمة، مما يجعل تهديدات خامنئي تبدو أكثر فراغًا من أي وقت مضى.