انهيار نظام إيران في لبنان ونهاية سيطرة حزب الله: صوت الشعب اللبناني
أورنيلا سكر
في السنوات الأخيرة، شهد لبنان تحولات عميقة تعكس تغيّرًا جذريًا في موقف الشعب تجاه نظام إيران وذراعه...
في السنوات الأخيرة، شهد لبنان تحولات عميقة تعكس تغيّرًا جذريًا في موقف الشعب تجاه نظام إيران وذراعه التنفيذية، حزب الله. ما يظهر على منصات التواصل الاجتماعي للبنانيين يكشف عن غضب وإحباط واسعين لا يستهدفان حزب الله فحسب، بل أيضًا نفوذ إيران في البلاد. يهدف هذا المقال إلى استعراض كيف يُعتبر انهيار نظام إيران في لبنان نهاية لهيمنة حزب الله، ولماذا يطالب اللبنانيون بقطع العلاقات مع إيران، بما في ذلك إغلاق سفارتها في بيروت.
وحدتنا الوطنية مرهونة بزوال حزب الله وسلاحه غير الشرعي
من أبرز الانتقادات التي يطلقها اللبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الدور التخريبي لحزب الله وسلاحه غير الشرعي في زعزعة استقرار البلاد. كتب بعضهم: "وحدتنا الوطنية صعبة بوجود حزب الله وسلاحه غير الشرعي الذي يهدد استقرار بلدنا وبسببه كل هذا الدمار والخراب". هذه العبارات تعكس الاعتقاد السائد بأن وجود حزب الله المسلّح، الذي يعمل خارج إطار الدولة، هو السبب الرئيسي للدمار والاضطرابات الأخيرة. حروب الحزب، لا سيما مواجهاته مع إسرائيل، كلّفت لبنان دمار البنى التحتية وتشريد الآلاف، ما أثار غضب الشعب. يرى الكثيرون أن لبنان لن ينعم بالوحدة والاستقرار ما لم يتخلّ الحزب عن سلاحه.
هوية حزب الله الإيرانية: واجب وطني لاستبعاده
من المحاور الأساسية للانتقادات، الارتباط الواضح لحزب الله بإيران. عبارات مثل "#حزب_الله هويته إيرانية لذلك اقصاءه واجب وطني" تُظهر أن اللبنانيين ينظرون إلى الحزب كأداة بيد إيران وليس كقوة وطنية. هذا التنظيم، الذي أُسس في الثمانينيات بدعم مباشر من طهران، ظلّ دائمًا ينفذ سياساتها الإقليمية. بالنسبة للبنانيين، هذا الارتباط يعني خيانة للمصالح الوطنية. يطالبون بإقصاء الحزب أو على الأقل تسليمه سلاحه للدولة وتحوّله إلى حزب سياسي عادي، كما ورد في منشورات مثل "يجب أن يسلّم أسلحته إلى الدولة ويتحوّل إلى حزب مشارك في العملية السياسية بدون حمل السلاح".
هزيمة حزب الله عسكريًا وسياسيًا
مؤخرًا، عزّزت الهزائم العسكرية لحزب الله أمام إسرائيل وفقدانه جزءًا كبيرًا من قدراته العملياتية الاعتقاد بأن "#حزب_الله_انتهى". عبارات مثل "حزب الله انتهى عسكريًا" و"#حزب_الله هم الخاسرون" تشير إلى أن الحزب لم يعد تلك القوة التي كان يدّعي بها مقاومة الأعداء. هذه الانتكاسات لم تقوّض مصداقيته العسكرية فحسب، بل قلّصت دعمه الشعبي بشكل كبير. اللبنانيون، الذين ربما كان بعضهم يؤيدون المقاومة في السابق، يرون الحزب الآن مسؤولًا مباشرًا عن "دمار وخراب #لبنان". هذا التحول في المواقف يشير إلى نهاية حقبة كان فيها حزب الله يسيطر على السياسة اللبنانية بقوة السلاح ودعم إيران.
رفض دعم إيران ومطالبة بإغلاق السفارة
امتدّ الرفض لنفوذ إيران في لبنان ليشمل النظام الإيراني نفسه. كتب مستخدمون: "صحيح ذيل الأفعى في صنعاء ولبنان، لكن رأسها في طهران يا مستر ترامب!!" و"إغلاق السفارة الإيرانية مطلبنا". هذه التصريحات تكشف أن اللبنانيين يرون إيران مصدر مشاكلهم، ويعتقدون أن استمرار تدخّلها يحول دون تحسّن الأوضاع. طلب إغلاق السفارة في بيروت يرمز إلى رغبتهم الجماعية في قطع العلاقات مع طهران كليًا. يشعر اللبنانيون أن إيران، عبر حزب الله، لم تعرّض أمنهم للخطر فحسب، بل عزلتهم إقليميًا، إذ "لا توجد دولة عربية تدعم #حزب_الله".
مستقبل بلا حزب الله وإيران
يحلم اللبنانيون بوطن تكون فيه الدولة المرجع الوحيد للسلطة، بعيدًا عن الجماعات المسلّحة المرتبطة بأطراف خارجية. اقتراحات مثل "اقبعوا السلاح، أقرّوا الميغاسنتر، اطرحوا قانون رفع الحصانة عن الكل للمحاسبة" تعكس رغبتهم في إصلاحات سياسية واستعادة السيادة للدولة. يرون أن حزب الله، بهويته الإيرانية، لم يعد له مكان في مستقبل لبنان، ويجب أن يصبح جزءًا من الماضي. هذا الشعور يتأكد بعبارات مثل "من يريد حزب الله، فليذهب إلى حزب الله الوطنيين، وليس الموالين لإيران"، التي تميّز بوضوح بين الوطنية والولاء لإيران.
خاتمة
انهيار نظام إيران في لبنان ونهاية سيطرة حزب الله هما نتاج سنوات من السياسات التخريبية والتدخلات التي أرهقت الشعب اللبناني. ما يظهر على منصات التواصل الاجتماعي ليس مجرد احتجاج، بل مطلب وطني لاستعادة البلاد من قبضة النفوذ الأجنبي. إغلاق سفارة إيران ونزع سلاح حزب الله يُعتبران خطوتين أساسيتين في هذا الطريق. يقف لبنان على أعتاب تحول كبير، قد ينتشله من ظلال إيران وحزب الله، ويمهّد الطريق نحو مستقبل مستقل ومستقر. صوت الشعب اللبناني عالٍ وواضح: لا نريد نظام إيران ولا ذراعه بعد الآن.