كنت سفيرا ناجحا وخذلني الصبر
كريم فرمان
ان مهمة السفير جد صعبة وليس كما يتصور البعض انها مجرد وظيفة علاقات عامة وتلبية دعوات وزيارات او حضور...
منذ أن تمکن التيار الديني المتشدد في الثورة الايرانية من مصادرة الثورة الايرانية وسرقتها من أصحابها الحقيقيين وتأسيس نظام ولاية الفقيه ذو الطابع الديني البحت، فإن کل مظاهر الفرح والسعادة والتفاٶل قد إنتهت في ظل هذا النظام الذي تمادى في ساديته ودمويته وفي ظلمه وإستبداده على أمل أن يتيح له ذلك إستمرار حکمه الى أطول فترة بل ويبدو إنه لايريد أن يکرر أخطاء سلفه ويسعى لکي يکون أکثر قسوة ودموية منه حتى يضمن إستمرار حکمه القمعي التعسفي.
صحيح إن الشعب الايراني قد عانى الکثير على يد نظام الشاه السابق من مختلف النواحي، ولايريد أبدا أن تعود تلك الايام البائسة ولکن الذي عاناه على يد نظام ولاية الفقيه کان الاسوأ بکثير من عهد النظام الملکي، غير إن الذي يجب الانتباه إليه وأخذه بنظر الاعتبار هو إن الشعب الايراني أثبت وطوال ال44 عاما الماضية من إنه يرفض هذا النظام رفضا قطعا ويسعى بإصرار لإلحاقه بسلفه الشاه لأن کلاهما يمثلان وجهان وجهان لعملة واحدة هي عملة الدکتاتورية والقمع والاستبداد.
نظام الشاه الذي واجه ندا وغريما إستثنائيا متمثلا في المعارضة الإيرانية، لم يتمکن من القضاء على هذه المنظمة التي صارت حاملة لمشعل الحرية وإسقاط وتغيير هذا النظام القمعي حتى جاء ذلك اليوم الذي شهد فيه العالم سقوط نظام الشاه، واليوم، يرى العالم کله کيف إن المعارضة الإيرانية تواصل نفس النضال وتخوض ذات المواجهة ضد نظام رجال الدين المستبدين والذين يظهر بأنهم لايختلفون بشئ عن نظام الشاه من حيث إستبدادهم وقمعهم وممارستهم للظلم، وکما إن نظام الشاه لم يجد من عدو وغريم وند أمامه سوى هذه المعارضة فإن نظام ولاية الفقيه وطوال 44 عاما لم يشکو ويعاني من أي طرف کما شکى وعانى من المعارضة الإيرانية، مع ملاحظة إن المنظمة واجهت أشرس الهجمات وأکثرها ضراوة من النظامين على حد سواء من أجل القضاء عليها وجعها أثرا بعد عين.
نظام ولاية الفقيه الذي لم يکن عهده الاستبدادي إلا بمثابة فترة مظلمة أخرى تمر على الشعب الايراني، ولم يجلب معه الى إيران سوى الحزن والفقر والبٶس والحرمان وکل أنواع الظلم، ولم يعد في عهده الرجعي المتخلف من أي معنى للفرح والبهجة والسرور بل إن هذا النظام اللاإنساني صار يلاحق ويطارد کل المظاهر التي تدل على الفرحة والانشراح والسرور، وإن تصدي ومواجهة المعارضة الإيرانية لهذا النظام قد قطعت أشواطا کبيرة وقربته من نهايته الحتمية ولاسيما بعد أن نجحت المنظمة في أن تکون القوة المٶثرة والمحفزة لإندلاع إنتفاضات عارمة بوجه النظام وکان آخرها إنتفاضة سبتمبر2022، والاحتجاجات التي تبعتها الى جانب نشاطات خلايا وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة، فإنها وبعزم وإصرار الشعب الايراني وغضبه ورفضه للنظام، عاقدة العزم على إنهاء فترة الحزن والظلم هذه والشروع في عهد جديد مفعم بالحرية والديمقراطية والامل في إيران جديدة ينعم فيها الشعب بالخير والرفاه وتصبح عاملا أساسيا في الحفاظ على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية