نهاية "شتاء الملالي" في ظل البديل الشرعي الوحيد!
نظام مير محمدي
في منعطف تاريخي حاسم، وفي ظل أزمات متلاحقة تعصف بكيان نظام ولاية الفقيه وتُنبئ بقرب انهياره، استضافت...
في منعطف تاريخي حاسم، وفي ظل أزمات متلاحقة تعصف بكيان نظام ولاية الفقيه وتُنبئ بقرب انهياره، استضافت العاصمة الأمريكية واشنطن في الخامس عشر من نوفمبر مؤتمر "إيران الحرة ٢٠٢٥". لم يكن هذا المؤتمر مجرد حدث سياسي عابر، بل شكل تظاهرة استثنائية للقوة والتنظيم والشرعية التي تتمتع بها المقاومة الإيرانية، ممثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، كبديل ديمقراطي وحيد قادر على قيادة المرحلة الانتقالية نحو جمهورية علمانية غير نووية.
عُقد المؤتمر تحت شعار "الطريق إلى جمهورية ديمقراطية مزدهرة في إيران"، وجمع حشداً واسعاً من العلماء والخبراء والناشطين الإيرانيين من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، إلى جانب مشاركة دولية رفيعة المستوى. جسدت هذه المشاركة الواسعة إجماعاً متزايداً على أن سياسة المهادنة مع نظام طهران قد فشلت فشلاً ذريعاً، وأن الحل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم يكمن في دعم نضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط هذا النظام.
الكلمة الرئيسية التي ألقتها السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، عن بعد، حددت بوضوح ملامح المرحلة الراهنة والمستقبل المنشود. لقد أكدت أن "حكم الملالي قد وصل إلى المرحلة النهائية من شتائه"، مشيرةً إلى تآكل قاعدته الاجتماعية وتفاقم الأزمات الداخلية التي جعلته أضعف من أي وقت مضى. لقد قدمت السيدة رجوي رؤية متكاملة لإيران الغد، ترتكز على خطة النقاط العشر، التي تضمن انتخابات حرة، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة الكاملة بين الجنسين، وحقوق القوميات، وإعادة السيادة إلى الشعب الإيراني، مؤكدةً أن المقاومة "لا تحارب من أجل الاستيلاء على السلطة، بل هدفها إعادة السيادة إلى شعب إيران".
أحد أبرز مخرجات المؤتمر هو الإجماع العابر للأحزاب والتيارات السياسية الدولية على دعم هذا البديل الديمقراطي. كلمات شخصيات بارزة مثل وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مايك بومبيو، ورئيس مجلس العموم البريطاني السابق جون بيركو، وعضو الكونغرس الأمريكي السابق باتريك كينيدي، لم تكن مجرد مجاملات دبلوماسية، بل كانت شهادات قاطعة على أهلية وجاهزية المجلس الوطني للمقاومة لقيادة التغيير. وصف السيد بومبيو النظام بأنه "ضعيف ومعزول دولياً"، مؤكداً أن البديل الحقيقي لا يحتاج إلى تدخل عسكري خارجي، بل يتجسد في حركة المقاومة المنظمة.
من جهته، وجه السيد جون بيركو رسالة بالغة الأهمية حينما حدد المجلس الوطني للمقاومة بأنه "البديل الأصيل والشرعي"، ورفض بشكل قاطع أي محاولة للعودة إلى دكتاتورية الشاه البائدة. هذا الموقف يحسم الجدل ويفضح المحاولات اليائسة لتقديم بدائل وهمية لا تملك أي رصيد نضالي أو مشروع سياسي سوى الحنين إلى استبداد الماضي.
لقد ركز المؤتمر أيضاً على القوة المحركة للتغيير داخل إيران، والمتمثلة في وحدات المقاومة والجيل الشاب الذي يقود الانتفاضات في الشوارع. هؤلاء الشباب، الذين يتحدون آلة القمع اليومية، هم تجسيد لإرادة شعب قرر أن يأخذ مصيره بيده، وهم الذراع التنفيذي لخارطة الطريق التي يطرحها المجلس الوطني للمقاومة.
في الختام، بعث مؤتمر "إيران الحرة ٢٠٢٥" برسالة واضحة لا لبس فيها: إن التغيير في إيران ليس مجرد احتمال، بل هو حتمية تاريخية يقودها الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. لقد أثبت المؤتمر وجود بديل ديمقراطي قوي ومتماسك، يحظى بدعم شعبي واسع وتقدير دولي متزايد، ويمتلك خطة عمل واضحة لبناء إيران حرة ومزدهرة. على المجتمع الدولي الآن أن يترجم هذا الإقرار إلى سياسات عملية، عبر الاعتراف بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه وإسقاط نظام ولاية الفقيه، ودعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كممثله الشرعي.
*كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني