كنت سفيرا ناجحا وخذلني الصبر
كريم فرمان
ان مهمة السفير جد صعبة وليس كما يتصور البعض انها مجرد وظيفة علاقات عامة وتلبية دعوات وزيارات او حضور...
بقلم: نزار جاف
مرة أخرى، وفي خضم الأجواء المتوترة في المنطقة والمأزق العويص الذي بات فيه نظام الملالي في إيران جراء تدخلاته في المنطقة وإثارته الحروب فيها، بحيث أصبح مصيره إلى حد ما في حكم المجهول، يتم تسليط الأضواء على رضا بهلوي، نجل الشاه الراحل، ويُطرح ليس كوجه معارض لهذا النظام وإنما كبديل، في وقت لا يزال الشعب الإيراني الذي أسقط نظام الشاه في عام 1979 يهتف خلال الانتفاضات التي قام بها ضد النظام الحالي بشعارات ترفض الدكتاتورية سواء أكانت دينية أم ملكية.
السعي لإبراز رضا بهلوي كمعارض للنظام الإيراني والإيحاء بأنه يمثل حلاً للمعضلة الإيرانية، لا سيما بعد أن قاد النهج المشبوه لهذا النظام إلى المنعطف الحالي الذي يهدد أمن المنطقة كلها، في وقت أثبتت الأحداث أن إيران خلال عهد الشاه والعهد الحالي كانت مصدر تهديد لأمن المنطقة، ولعبت دورًا استفزازيًا يسعى لابتزاز بلدان المنطقة بطرق مختلفة. ويكفي أن نذكر أن نظام الشاه كان بمثابة شرطي أميركي للمنطقة، ولم يحرص على أمن واستقرار المنطقة مثلما كان يحرص على سياسات وأجندة تخدم النظام وعلاقاته الدولية.
الترويج لرضا بهلوي ليس بذلك الأمر الذي يجري بعيدًا عن أنظار ومعرفة نظام الملالي، لا سيما أن صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية قد نشرت في 6 تشرين الأول (أكتوبر) 2024 وثيقة سرية للنظام الإيراني، تشير إلى أنَّ "إيران تخطط لإنشاء (شبكة من النخب) في الولايات المتحدة تكون قادرة على التأثير على إدارة ترامب المحتملة." وجاء في الوثيقة: "إن إنشاء شبكة من هؤلاء الأشخاص الذين يمكنهم الترويج بشكل غير مباشر لنوايا ومصالح إيران والسيطرة على الرأي العام في حالة توتر بين إيران والولايات المتحدة أمر حيوي". وأضافت "تلغراف": "تقترح الوثيقة الإيرانية الاستفادة من رضا بهلوي، نجل آخر شاه لإيران". وبطبيعة الحال، ليست هذه المرة الأولى التي يسعى فيها نظام الملالي لاستغلال وجه رضا بهلوي، إذ أن هاشم خواستار، ممثل المعلمين السجناء، كتب في رسالة له من السجن: "في أيار - مايو 2018، عندما جاء رجال المخابرات إلى مزرعتي، سألوني: لماذا لا تتعاون مع الأمير رضا بهلوي؟ هل تريد الآن أن نعطيك رقم هاتف الأمير لتتحدث معه؟ فأجبت: لا".
خلال معظم الانتفاضات الشعبية التي اندلعت بوجه نظام الملالي، خلال الأعوام 2017 و2019 و2022، كان النظام ولا يزال يركز على منظمة مجاهدي خلق ويعتبرها السبب والعامل الرئيسي في إثارة "الفوضى والشغب" كما يصف النظام الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية ضده. ولم يعتبر النظام الإيراني يومًا رضا بهلوي خصمًا له، بل إن الأخير قد قال خلال مقابلة له مع قناة "إيران إنترناشيونال" عام 2018: "أنا على اتصال متبادل مع الجيش (النظامي)، والحرس، والباسيج، لقد أعلنوا استعدادهم وأبدوا رغبتهم في الانحياز إلى الشعب". كما أعلن صراحة في خطاب ألقاه في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أن أمله الوحيد في التغيير يكمن في الحرس والباسيج، وادعى أنه على اتصال ببعض عناصر الحرس والباسيج ممن لهم "مواقع عالية".
ولا بدَّ من التنويه أيضًا بأن رضا بهلوي ومؤيديه يروجون لرؤية شوفينية معادية للعرب والإسلام، وهو ما يساهم في تعميق الخلافات بين الشعب الإيراني والشعوب العربية. وهذه الرؤية تمتد جذورها إلى عهد الشاه المباد ذاته. كما من المفيد أيضًا الإشارة إلى أن رضا بهلوي لا يعترف لحد الآن بوجود قوميات مختلفة داخل إيران، مثل الأكراد والبلوش والعرب وغيرهم، ويصفهم بقبائل وعشائر.