الجنرال رستم قاسمي..

صحيفة دولية: اعتراف قيادي بفيلق القدس بدعم الحوثيين يحرج إيران

"أرشيفية"

الرياض

أثارت تصريحات المساعد الاقتصادي لقائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال رستم قاسمي عن أنشطة مستشارين عسكريين إيرانيين في اليمن دعما لميليشيات الحوثي، جدلا واسعا في طهران.

وتحدث قاسمي بالتفصيل عن طبيعة علاقة بلاده مع المتمردين، قائلا إن الحرس الثوري قدم السلاح للحوثيين في بداية الحرب اليمنية، ودرب عناصر من قواتهم على صناعة السلاح.

ورغم أن قاسمي أشار إلى أن عدد المستشارين الإيرانيين في اليمن يحسبون على الأصابع وقدموا استشارات عسكرية محدودة، لكنه في المقابل اعترف بأن كل ما يمتلكه اليمنيون من أسلحة هو بفضل المساعدة الإيرانية.

ويبدو أن تصريحات قاسمي التي أدلى بها في حوار بث في "روسيا اليوم" أحرجت بشكل كبير الحكومة الإيرانية، التي لطالما نفت تقديمها أي دعم عسكري للجماعة المتمردة في اليمن.

وسارعت وزارة الخارجية الإيرانية إلى إصدار بيان لتبرير ما كشفه قاسمي، قائلة إن "التصريحات المنشورة في هذه المقابلة تتعارض مع الوقائع ومع سياسات الجمهورية الإسلامية في اليمن".

وحاولت إيران الاتفاف على ما جاء على لسان المسؤول بفليق القدس بالقول إن دعمها لليمن "هو دعم سياسي، وإن الجمهورية الإسلامية تدعم المسار السلمي للأزمة اليمنية وجهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي لهذه الحرب المدمرة".

لكن مراقبين قللوا من أهمية تبريرات الحكومة الإيرانية التي لن تجد آذانا صاغية لها، خاصة وأن جميع الدلائل تشير إلى دعم إيراني عسكري وسياسي كبير لميليشيات الحوثي.

ونجحت إيران على مدى السنوات الماضية في إيصال أسلحة نوعية للحوثيين، ما مكّنهم من مواصلة الحرب طول هذه المدّة وتوسيع دائرة تهديدهم لتشمل العمق السعودي، عبر الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة المفخخة واستهداف حركة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

وأضاف قاسمي "قدمنا استشارات عسكرية محدودة، وكل ما يمتلكه اليمنيون من أسلحة هو بفضل مساعداتنا، نحن ساعدناهم في تكنولوجيا صناعة السلاح، لكن صناعة السلاح تتم في اليمن، هم يصنعونه بأنفسهم، هذه الطائرات المسيّرة والصواريخ صناعة يمنية".

ونفى المسؤول بالحرس الثوري أن تكون بلاده في الوقت الراهن قادرة على إرسال السلاح أو المساعدات الإنسانية إلى اليمن، وقال "للأسف لم نتمكن بسبب الحصار المطبق على اليمن، ولا يمكن الآن إرسال أي مساعدات إلى اليمن"، وهو ما يشكل دليلا على نجاح الإجراءات التي اتخذها التحالف العربي بقيادة السعودية لمنع تدفق السلاح إلى اليمن.

ويعتبر الحوثيون وإيران أنّ ما يفرضه تحالف دعم الشرعية اليمنية من رقابة صارمة على منافذ اليمن البرية والبحرية والجوية لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الدّاخل اليمني "حصارا"، ويقولون إنّه السبب الرئيسي في الوضع الإنساني السيء بالبلد.

وقدمت السعودية مبادرة لإنهاء القتال في اليمن وإعادة الاستقرار تشمل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح الخطوط الجوية والبحرية، لكن الحوثيين طالبوا برفع الحصار بشكل كامل ورفضوا المبادرة التي رحبت بها الأمم المتحدة ودول عربية وخليجية.