جائزة العودة من جديد..

أثرياء وسياسيون يقدمون درسا في الإيثار بإنقاذ أقدم صحيفة يهودية بريطانية

مبادرة إنقاذ صحيفة تاريخية تعد الأقدم في بريطانيا تثير تساؤلات بشأن ما تعانيه الصحف العربية من أزمة غير مسبوقة.

لندن

قاد تحركُ أثرياءٍ وسياسيين، من بينهم رئيس الاتصالات السابق في الحكومة البريطانية روبي جيب، إلى إنقاذ صحيفة جويش كرونيكل، التي تأسست عام 1841، وتعد أقدم صحيفة يهودية تمكنت من البقاء في سوق العمل البريطاني.

وكانت إدارة جويش كرونيكل قد أعلمت منذ أيام الصحافيين العاملين فيها بعدم وجود سيولة مالية لدى مالكيها ما يجعلها عاجزة عن مواصلة أعمالها، وذلك في ظل الأوضاع الصعبة التي باتت تعيشها الصحف خاصة بعد اضطرار أغلبها إلى التوقف عن الطباعة بسبب انتشار وباء كورونا.

وتضررت مؤسسات الأخبار التي تعتمد بشدة على عائدات الطباعة بشكل سيء للغاية، حيث لم يذهب الناس إلى منافذ البيع لشراء الصحف، مما أدى إلى تحذيرات من إغلاق العديد من الصحف.

وتثير مبادرة الأثرياء والسياسيين اليهود بإنقاذ صحيفة تاريخية تعد الأقدم في بريطانيا، والتي تخصصت في الدفاع عن قضايا اليهود ببريطانيا، تساؤلات بشأن ما تعانيه الصحف العربية من أزمة غير مسبوقة وسط صمت من قبل الحكومات والأثرياء العرب.

ومن المقرر أن يستحوذ اتحاد خاص من السياسيين والمذيعين والمصرفيين على صحيفة جويش كرونيكل، لينهي محاولات السيطرة على أقدم صحيفة يهودية في العالم وفق تقرير لصحيفة فايننشيال تايمز.

وبرز الجدل حول من سيتولى إدارة الصحيفة وكذلك إدارة منافستها صحيفة جويش نيوز اليهودية بعد أن عرض مالكو الصحيفتين، ومقرهما لندن، على الدائنين أصولهم للتصفية الطوعية، وألقوا باللوم على الظروف المالية الصعبة الناجمة عن وباء كورونا.

ملايين دولار مقدمة من سياسيين وأثرياء وصحافيين لإنقاذ صحيفة جويش كرونيكل

وقدمت مؤسسة كيسلر، المالك الخيري لصحيفة جويش كرونيكل، عرضا إلى مؤسسة بيغبيز ترينور بعد ذلك بأيام، الأمر الذي كان سيعطي هذه المؤسسة الفرصة لإعادة إطلاق كلا الصحيفتين ككيان واحد مدمج.

ومع ذلك، قاد روبي جيب رئيس الاتصالات السابق في داونينغ ستريت، عرضا منافسا في اللحظة الأخيرة مع عشر شخصيات إعلامية ورجال أعمال بارزين، بمن في ذلك نائب حزب العمال السابق جون وودكوك والصحافي في هيئة الإذاعة البريطانية جون وير.

وشمل عرض الشخصيات السياسية والإعلامية دفع المديونيات والالتزام بخط الحياد والاحتفاظ بمحرر صحيفة جويش كرونيكل اليهودي، ستيفن بولارد، الذي كان قد أعلن تنحيه.

وكشفت صحيفة فايننشيال تايمز أن مالكي جويش كرونيكل قبلوا العرض الجديد، الذي يبلغ حوالي 3 ملايين دولار، وفقا لشخصين على دراية بالمسألة.

وكانت المجموعة، التي قدمت عرضها من خلال شركة أوسبورن كلارك للمحاماة، قد رفضت في السابق إعطاء تعليق مفصل على مصدر تمويلها.

وأثار عرضها غضب رئيس صحيفة جويش كرونيكل، آلان جيكوبز، الذي وصفه بأنه “محاولة مخزية لاختطاف أقدم صحيفة يهودية في العالم” وطالب بمعلومات حول مصدر تمويلها. لكن العضو المنتدب بالصحيفة ريمون هارود عاد، الخميس، ليمتدح العرض “السخي”.

وقال هارود إنه سيسدد أموال جميع المديونيات بالكامل، بما في ذلك المتعلقة بالموظفين، وقد قدموا تأكيدات بأنهم ينوون استثمار الملايين من الجنيهات لتأمين مستقبل الصحيفة.

وعند رؤية عرض المجموعة لدعم صحيفة جويش كرونيكل قام المستثمر في مجال العقارات ليو نوي، وهو أيضًا مالك صحيفة جويش نيوز، بسحب صحيفته من عمليات التصفية، لمنع “وقوعها في أيدٍ غير معروفة”.

وكانت عملية التوزيع المشتركة للصحيفتين معًا تصل إلى حوالي 40 ألف نسخة أسبوعيا. وكانت الصحيفتان معروفتين بتغطيتهما السياسية والثقافية وما يُعنى بالشأن اليهودي. ولكن في الآونة الأخيرة، اتجهتا إلى فضح عناصر معاداة السامية في حزب العمال البريطاني أثناء رئاسة جيريمي كوربن.