رئيس الوزراء البريطاني يواجه تهديدا بالتصويت على حجب الثقة

جونسون يرفض الدعوات إلى استقالته

لندن

يواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تهديدا متزايدا بالتصويت على حجب الثقة، إذ أشار نائبان آخران إلى أنهما فقدا الثقة في حكومته بسبب فضيحة حفلات ليلية أثناء الإغلاق بسبب جائحة كورونا.

وقال جون ستيفنسون عضو البرلمان عن حزب المحافظين إنه يشعر “بخيبة أمل عميقة وكبيرة” من حفلات دويننغ ستريت التي انتهكت قواعد الإغلاق في البلاد بسبب فيروس كوفيد – 19 وحث رئيس الوزراء على الدعوة لإجراء تصويت على حجب الثقة كوسيلة لوضع حد لهذه المسائل.

وأضاف ستيفنسون في بيان “للأسف رئيس الوزراء لا يريد على ما يبدو أن يشغل نفسه بهذا الأمر. ولذلك فإن الخيار الوحيد هو أن يقوم نواب حزب المحافظين بتسهيل التصويت على حجب الثقة. لقد اتخذت بالفعل الإجراء المناسب”.

وقدم تقرير رسمي نُشر الأسبوع الماضي تفاصيل سلسلة من الحفلات غير القانونية في مكتب جونسون في داونينغ ستريت خلال الإغلاق بسبب كوفيد – 19، مما أدى إلى موجة جديدة من الدعوات لرئيس الوزراء المحافظ للتنحي.

ودعا أكثر من 25 من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين جونسون إلى الاستقالة، بينما انتقد ستة آخرون على الأقل سلوكه لكنهم لم يصلوا إلى حد المناداة باستقالته.

وإذا خسر جونسون تصويت حجب الثقة، فسيُعزل من منصب رئيس الوزراء. ويتعين على ما لا يقل عن 54 من أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين أن يطلبوا رسميا إجراء تصويت على حجب الثقة من رئيس لجنة 1922 بالحزب حتى يتم تفعيله.

ورفض رئيس الوزراء البريطاني في وقت سابق الدعوات إلى استقالته بعدما خلص تحقيق إلى أنه أشرف على فعاليات ثقافية أقيمت على إثرها حفلات خرقت قواعد الإغلاق الرامية لمكافحة كوفيد وتخللها عراك بين موظفين ثملين.

وكان جونسون من بين عشرات الأشخاص في داونينغ ستريت الذين فرضت الشرطة غرامات عليهم لخرقهم قواعد كوفيد منذ العام 2020، ليصبح مقر رئيس الحكومة البريطانية العنوان الأكثر عرضة لهذا النوع من العقوبات على مستوى البلاد.

وقال جونسون في ردّه على التقرير الصادر عن الموظفة الحكومية الرفيعة سو غراي “أتحمّل المسؤولية كاملة عن كل ما حصل تحت أنظاري”، مشددا “أشعر بالخجل وقد تعلّمت”.

لكنه شدد على أنه كان غائبا عن معظم هذه الحفلات ونفى بأن يكون كذب على البرلمان أو حض غراي سرا على عدم نشر تقريرها الواقع في 37 صفحة.

وأعرب عن أمله في أنه مع انتهاء التحقيق الآن “سيكون بإمكاننا المضي إلى الأمام” في التعامل مع الأولويات بما في ذلك الحرب في أوكرانيا وأزمة غلاء المعيشة في بريطانيا.

ونشرت غراي صورا لرئيس الوزراء البريطاني وهو يتناول النبيذ والمشروبات مع الموظفين وتحدّثت عن حفلات كانت تستمر أحيانا حتى ساعات الصباح الأولى علا خلالها صوت الموسيقى من جهاز كاريوكي.

وكتبت غراي “ما كان ينبغي السماح بإقامة العديد من تلك الفعاليات”، فيما كشفت أن بعض موظفي الأمن وعمال النظافة في داونينغ ستريت كانوا محط سخرية لدى محاولتهم الاحتجاج على سلوك الموظفين.

وخلص التقرير إلى أن الموظفين الأقل درجة الذين غرّمتهم شرطة مدينة لندن (ومعظمهم من النساء) حضروا هذه المناسبات بأوامر من المسؤولين عنهم.

وقالت غراي “ينبغي أن يتحمل القادة سواء كانوا سياسيين أو رسميين، مسؤولية هذه الثقافة”، مشيرة إلى التضحيات الصعبة التي قدمها سكان المملكة المتحدة من أجل احترام قواعد الإغلاق التي فرضتها حكومة جونسون.

وأشار حزب العمال المعارض إلى أن “قائمة الجرائم المعلنة” التي كشف عنها التقرير تبرر دعواته لاستقالة رئيس الوزراء .

وقال زعيم حزب العمال كير ستارمر “لا يمكنك أن تكون مشرّعا وأن تخرق القانون. حان الوقت ليحزم أمتعته”، علما أن ستارمر نفسه تعهّد بأن يستقيل لو أن الشرطة غرّمته في شمال شرق إنجلترا لخرقه المفترض لقواعد كوفيد خلال تجمّع انتخابي.

وفي وقت تظهر نتائج الاستطلاعات رفضا عميقا من البريطانيين لما يسمى “بارتي غيت”، سيتعيّن على النواب المحافظين دراسة إن كان ما زال لجونسون ثقله في الانتخابات أم أنه بات عبئا، وذلك قبيل انتخابات تكميلية مهمة الشهر المقبل.