تأكيدًا لحضورها الإرهابي

حركة الشباب تستغل كورونا وتستهدف جيش الصومال وداعش

وكالات

تعمل ما تسمى حركة شباب المجاهدين الإرهابية، منذ نشأتها على يد محمد يوسف، على اشتعال الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، خاصًة دولتي الصومال وكينيا، حيث المعقل الرئيسي لتلك الحركة التابعة لتنظيم القاعدة الدولي، واستهداف القوات المحلية والدولية في تلك المنطقة بغرض إثبات الحضور، سواء أمام للجيش أو تنظيمات أخرى، مثل تنظيم داعش الإرهابي.

ووفقًا لما ذكره موقع الصومال الجديد، في 13يوليو 2020، حيث نجا الجنرال أودوا يوسف راغي قائد الجيش الصومالي، من محاولة اغتيال بعد استهداف موكبه بسيارة مفخخة يقودها اتنحاري في مديرية هدن بالعاصمة مقديشو.

وأوضح قائد الجيش في حديث لوسائل الإعلام بعد الحادث إلى أنه كان هو المستهدف لكنه ذكر أن حراسه تصدوا للانتحاري الذي حاول اختراق الموكب، مضيفًا أن الهجوم أسفر عن خسائر لم يحددها بالأرقام.

كما قال المتحدث باسم العمليات العسكرية لحركة «الشباب» عبدالعزيز أبومصعب، في بيان للحركة على أحد المنابر الإعلامية التابعة لها، عن تبني الحركة التابعة لتنظيم القاعدة العملية الإرهابية، مشيرًا إلي أن الهدف كان رتلًا عسكريًّا يرافق قادة كبارًا من قوات الجيش الصومالي.

 تأكيدًا لحضورها الإرهابي..

وجاء الحادث الإرهابي، الذي تبنته شباب المجاهدين مع تزايد المشاكل الأمنية في العاصمة الصومالية مقديشو في الأسابيع الأخيرة، وانشغال القوات المحلية في عملية تأمين الانتخابات الفيدرالية مطلع العام المقبل 2021، حيث تريد الحركة وضع الحكومة في مأزق أمني متوتر أمام الرأي العام الدولي، مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في البلاد، وهو ما يبرز خصوصًا في عملياته الإرهابية بالعاصمة مقديشو، حيث توجد أغلب المصالح الحكومية في ذلك المكان،

بيان إرهابي

 وكذلك استغلال عملية تأمين البلاد من قبل قوات الجيش والشرطة الصومالي، في مواجهة  انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، كما تعمل الحركة على إثبات حضورها بأنها الأقوي من الحكومة، ومن تنظيم داعش الإرهابي واللذان يتنافسان على صراع الحضور والبقاء في كينيا والصومال.

وتحاول حركة الشباب الإرهابية تكبيد الحكومات خسائر اقتصادية، كما تحاول أن تعبث بأمن واستقرار البلاد، وإظهار ضعف القوات الأمنية أمام الرأي العام العالمي والدولي والمحلي، وكذلك خسائر سياسية وخاصًة قبل انتخابات عام 2021.

نبذة قصيرة

يذكر أن «الشباب» حركة ذات توجه متشدد، ظهرت عام 2006 كإحدى الأذرع العسكرية لما عُرف بـ«اتحاد المحاكم الإسلامية» في الصومال، التي كانت تُسيطر حينها على مقديشو (العاصمة الصومالية) وتسعى لإقامة ما يسمى بـ«خلافة إسلامية» هُناك.

وفي بدايتها ساندت الحركة «اتحاد المحاكم»، حيث خاضت معارك ضد القوات الحكومية المدعومة بقوات إثيوبية، والتي اضطرت إلى الانسحاب في نهاية 2008، ويجمعها ارتباط وثيق بتنظيم «القاعدة» منذ عام 2009، وفي 2012 أعلنت ولاءها رسميًّا للتنظيم، وذلك في شريط مصور بثته الحركة، وتضم الحركة في صفوفها نحو 9000 عنصر.

وفي عام 2019، أوضحت «شبكة الشمال للأبحاث والرصد»، السويدية المتخصصة في تتبع الحركات المتطرفة، التابعة لموقع «نورديك مونيتور»، اكتشاف الحكومة الأمريكية معلومات تفيد بتحويل أموال من الاستخبارات التركية لحركة الشباب الصومالية، التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وفي يوليو 2013، أكدت منظمة جلوبال إيكونوميست أن الحركة حصلت خلال السنوات السابقة على تمويلات من قطر، وجمعت بفضل هذا الدعم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، كما كشف التقرير أن الحركة تحصل على تمويلات كبيرة من تركيا بصورة غير مباشرة، وأحيانًا ترسل لها الحكومة التركية الأسلحة والذخائر، لذلك الحركة لا تواجه أي عجز تسليحي.

تمتع شباب المجاهدين بانتشار واسع داخل الصومال؛ حيث تنتشر الحركة فيما يقرب من 18 منطقة، منها تسع مناطق في جنوب الصومال، مثل «ووادور» و«جوهار» و«غرباهاري» و«مقديشو» و«ماركا» و«كيسمايو»، وإن كان كثيرًا ما يتم إجلاؤها عن بعض هذه المناطق، لكنها سرعان ما تعود إليها من جديد.