قرار وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة: بين التنفيذ والخروقات

أرشيفية

لندن

أفاد مراسل جسور بوجود هدوء وترقب في جميع محاور الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا اللبنانية. يأتي هذا التوتر الهادئ في سياق تنفيذ قرار وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه خلال اجتماع ضم مدير الأمن العام بالإنابة، اللواء إلياس البيسري، وهيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، بحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، باسل الحسن. وقد تم تسجيل أكثر من خمس حالات خرق للهدنة ليلة أمس، حيث شهدنا إطلاق نار متقطع ورمي قنابل من قبل العناصر الإرهابية المتشددة. هذه الخروقات تمثل انتهاكًا واضحًا للهدنة التي فُرضت من قبل السلطات اللبنانية، والتي يجب متابعة تنفيذها من قبل هيئة العمل الفلسطيني المشترك. يُشار إلى أن السفارة الفلسطينية في بيروت وقادة قوات الأمن الوطني الفلسطيني وحركة فتح يولون أهمية كبيرة للامتناع عن خرق الهدنة.

 

أمس، استقبل العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني، سفير دولة فلسطين في لبنان، أشرف دبور، في مكتبه في اليرزة. تمت مناقشة التطورات الحالية في مخيم عين الحلوة خلال هذا الاجتماع.

هذا وقد أفادت مصادر مطلعة "جسور" بتطورات ملحوظة في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا اللبنانية أمس. قامت قوات الأمن الوطني الفلسطيني وحركة فتح بتقدم واضح على عدة جبهات داخل المخيم ونفذوا عملية نوعية أتاحت لهم الوصول إلى معاقل ومراكز الإرهابيين المتشددين في حي حطين. تم نشر صور على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر أعلام تنظيم داعش الإرهابي داخل أحد مراكزهم في حي حطين بالمخيم.

 

وفيما يتعلق بالعملية، اكتشفت القوات المقتحمة من قوات الأمن الوطني الفلسطيني وحركة فتح عبوات ناسفة متقدمة من نوع مخدات ومساند، بالإضافة إلى ذخائر وأسلحة. كما رصدت حركة فتح ليلة أمس سيارة إسعاف تقوم بنقل وجبات ساخنة وأسلحة للمقاتلين المتشددين.

 

يُذكر أن المعارك في مخيم عين الحلوة تجمع بين القوات اللبنانية والمطلوبين للدولة اللبنانية، هيثم الشعبي وبلال بدر، اللذين يُشتبه بتنفيذهما عمليات إرهابية على الأراضي اللبنانية باسم "تنظيم الشباب المسلم وتنظيم جند الشام". يعتبر هؤلاء من أخطر الإرهابيين المطلوبين للدولة اللبنانية، ويُقاتلون بصحبتهم مطلوبين من جنسيات متعددة، ينفذون أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وتهديد حق العودة إلى فلسطين المحتلة.

 

في السياق المتعلق بالأحداث، تعرضت معظم أحياء مدينة صيدا والمناطق المحيطة لتساقط القذائف وإطلاق الرصاص. ووفقًا لمصادر مطلعة "جسور"، فإن استهداف الأحياء بالقذائف والرصاص ليس مجرد حوادث عابرة، بل هو فعل مقصود. حيث تسعى العصابات الإرهابية إلى فرض معادلة جديدة من خلال استهداف أمان مدينة صيدا والطريق الدولية التي تربطها ببيروت في الجنوب كرهينة. وهذا بهدف إجبار قوات الأمن الوطني الفلسطيني وحركة فتح على وقف هجماتهم.

 

وفيما يتعلق بالإصابات والخسائر البشرية، أبلغ الدكتور رياض أبو العينين، مدير مستشفى الهمشري، "جسور" أنه منذ بداية الاشتباكات الأخيرة، قتل 8 أشخاص، بما في ذلك مدني لبناني، وأصيب أكثر من 80 آخرين، منهم مدنيون و5 جنود من الجيش اللبناني.