صحف..

السوداني إلى موسكو وماكرون إلى بغداد.. ماذا وراء هذه الزيارات؟

"أرشيفية"

دمشق

على ضوء الأحداث الأخيرة والعمليات الجديدة ضد حزب العمال الكردستاني شمال العراق، وبين زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بغداد، وزيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى موسكو، ماذا تحضّر الحكومة العراقية؟ ما هو هدفها من هذه الزيارات؟ وهل تمتد أحداث الشمال إلى كل العراق وتندلع حرباً؟

يقول المحلل السياسي العراقي داود الحلفي، في حديث لـ"جسور" إنه "لا شك بأن العلاقات الدولية مطلوبة من كافة الدول وبالأخص العراق لأنه مرّ في مرحلة حرجة ولا بد له من إعادة ترميم بنيته الإقتصادية والسياسية والديبلوماسية. هو بحاجة أن يكون بعين دول العالم دولة محورية مهمة وخيراتها كثيرة، سواء كانت إقتصادية أم جغرافية، كذلك الممر العالمي لكل دول العالم من أوروبا وآسيا والعكس صحيح".


ورأى أن "الزيارات المتبادلة هي طبيعية جدّاً، فالروس قدموا إلى العراق وبحثوا العلاقات بين الدولتين، وكان أساسها ان العراق بلد محوري تحتاجه روسيا في أمور عديدة، منها  الطاقة والنفط والغاز. لكن رغم ذلك، العراق أثبت أنه مستقل وسيدعم كل المواقف الدولية المعتدلة، ولا يقبل بالظلم، وليس في قاموسه أن يكون مع المعتدي ضد المعتدى عليه. كذلك وفي موقف حيادي، أكد الجانب الروسي أنه على استعداد أن يفتح الأراضي العراقية للروس للإستثمار، وأن يعمل على بناء طاقات علمية أو إقتصادية أو بنى تحتية للشركات الروسية، إضافة إلى رغبته في استثمار الغاز والنفط لكون الجانب القطري دخل على الخط، وحصّل 30% من استغلال الغاز من شركة "توتال" التي كان المفترض أن تحصل على الحصة الأكبر، ما سبّب إحراجاً للجانب الروسي، فإذا حصّلت هذه النسبة الكبيرة، سوف يتمكن الجانب الاوروبي من تجاوز الأزمة، وبالتالي ذلك سيضر في المعركة القائمة بين روسيا وأوكرانيا وخلفها الجانب الأوروبي".

 
وتابع الحلفي، "وأيضا الجانب العراقي يعول على الجانب الروسي في دعمه ضد الإرهاب وفي تجهيز القوات المسلحة عتاداً وعديداً، وذلك يعتبر برنامجا مهما وقابلا للتطور ولا يمكن الاستغناء عنه. وروسيا أكدت أنها لا يمكن أن تستغني عن العراق لموقعه المهم وتاريخه العريق وعلاقات الاتحاد السوفياتي سابقا".

واعتبر أن "فرنسا عازمة بشركة توتال على استغلال الغاز والنفط واستثماره، وتريد ان تتحكم بأسواق الطاقة وأيضا هي داعمة للجانبين  المسيحي والكردي في العراق، لكنها لا تريد أن تظهر بشكل يغيظ تركيا، فهي تعمل بالخفاء على حث الحكومة العراقية التعامل مع الشمال العراقي بأريحية ودستورية وضمن إمكانيات القرار السياسي العراقي".

 
وأشار الحلفي إلى أن "الزيارات المتبادلة تعطي اندفاعا بأن يتقارب الجانبين وأن تتخذ خطوات إيجابية لخدمة المنطقة والعالم بشكل إنساني".

كما استبعد "امتداد الازمة مع تركيا في شمال العراق إلى محافظات أخرى أو اندلاع حرب، لأن أغلبية المواطنين العراقيين جربوا الحروب مرّة ولن يخوضونها مجددا كونها لا تخدم إلّا المصالح الشخصية".

إلى موسكو

وسيتوجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يومي 10 و11 أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي التفاصيل، سيغادر السوداني العراق في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول، وسيجتمع مع بوتين في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول وسيعقدان اجتماعات عمل يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول.

وقالت وسائل الإعلام العراقية الرسمية إن السوداني سيتوجه إلى موسكو لبحث التعاون بين البلدين في المجالين الإقتصادي والسياسي.

 
من جهة أخرى، يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زيارة العاصمة العراقية بغداد، لبحث الملفات المشتركة ما بين البلدين.

وذكر بيان للمكتب الإعلامي للرئيس السوداني، الأربعاء، أن "السوداني استقبل مستشار شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في رئاسة الجمهورية الفرنسية باتريك دوريل، وبحث معه الزيارة المقبلة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العراق"، دون الكشف عن توقيت الزيارة.

كما بحث اللقاء، بحسب البيان، "تطوير العلاقات الثنائية بين العراق وفرنسا، وفقاً للاتفاقية الاستراتيجية الشاملة الموقعة بين البلدين في جميع المجالات، خصوصاً في مجال الاستثمار والاقتصاد والطاقة والبيئة".