أكثر من 100 قتيل في هجوم بمسيّرات على الكلية الحربية شديدة التحصين بحمص

أحدث الهجوم الذي تعرضت له الكلية الحربية بحمص مجزرة في صفوف الحاضرين لحفل تخرج دفعة من الضباط السوريين، وسط تساؤلات حول الجهة التي تقف خلفه، لاسيما وأن الجيش السوري تجنب اتهام جهة محددة، واقتصر على بيان فضفاض اتهم فيه “مجموعات إرهابية”.

حفل تخرج يتحول إلى مأتم

دمشق

استهدف هجوم بمسيّرات الخميس الكلية الحربية في حمص (وسط) مباشرة بعد اختتام حفل تخريج ضباط، ما أدى إلى مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة العشرات.

وهذا أعنف هجوم يتعرض له الجيش السوري منذ سنوات، والذي اتهم “تنظيمات إرهابية مسلحة مدعومة من أطراف دولية معروفة”، دون أن يسميها، بالوقوف خلفه.

وتزامن الهجوم الذي وقع في منطقة من المفروض أنها شديدة التحصين مع هجمات أخرى شنتها تركيا بطائرات دون طيار على مواقع عسكرية وبنى تحتية في مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الخميس إن حصيلة الهجوم على الكلية الحربية بلغت أكثر من 100 شخص هم: 90 من الخريجين الجدد، و10 مدنيين من ضمنهم 4 سيدات وطفلة، إضافة إلى إصابة 125 شخصا بجراح.

ومن المرجح أن يرتفع العدد لاسيما مع وجود إصابات حرجة، ولم تعلن أي جهة حتى الآن عن مسؤوليتها عن الهجوم، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء ما حدث، محذرا من ردود انتقامية للحكومة السورية.

وكان الجيش السوري عمد إلى قصف مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب البلاد، عقب الهجوم على الكلية الحربية.

واستهدف الجيش براجمات الصواريخ والمدفعية أكثر من تسع عشرة مدينة وبلدة في مناطق سيطرة المعارضة، أبرزها مدينة إدلب وجسر الشغور وأريحا وسرمين وبنش بإدلب.

وتحدثت مصادر طبية عن مقتل خمسة مدنيين جراء القصف بينهم امرأة وطفل، وجرح العشرات. كما تحدثت أنباء عن تعرض نقطة للجيش التركي في بلدة الرويحا جنوبي إدلب للقصف الصاروخي وسط معلومات عن سقوط جرحى في صفوفه.

ولم يسبق أن شهدت محافظة حمص الواقعة وسط سوريا والبعيدة عن خطوط الجبهات مثل هذا الهجوم على مدى السنوات الماضية. ومع ذلك دائما ما كانت مواقع عسكرية فيها تتعرض لقصف جوي ينسب إلى إسرائيل.

وتقع الكلية الحربية التي جرى استهدافها بحمص في منطقة محاذية لحي الوعر. وتقع بالقرب منها ثكنات عسكرية أخرى تابعة للجيش، بينها كلية المدرعات وكلية الشؤون الفنية والأشغال العسكرية والمستشفى العسكري، ضمن إطار ما يعرف محليا داخل المدينة بـ”تجمع الكليات الحربية”.

وقال الباحث في مركز “عمران للدراسات الإستراتيجية” نوار شعبان “في أيام ذروة ضعف النظام السوري لم تفكر أي جهة في الاقتراب من مجمع الكليات العسكرية الواقعة في محيط مدينة حمص”.

وأوضح شعبان في تصريحات لشبكة “الحرة” الأميركية أن “هذه المنطقة وهيكليتها وتفاصيلها التقنية عند النظام السوري حصرا”، لافتا إلى أن من “سيُقدم على هذا الهجوم سيكون على اطلاع ومعرفة كاملة بتفاصيل مجمع الكليات الحربية في المدينة”.

وكتب الباحث في مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية فراس فحام أن “حادثة استهداف الكلية الحربية في حمص التابعة للنظام السوري مريبة للغاية ويمكن تسجيل الملاحظات التالية حولها”.

أولى الملاحظات كما أوردها فحام عبر حسابه على منصة إكس هي أن “التنظيمات (باستثناء المرتبطة بإيران) تمتلك طائرات مسيرة بسيطة لا تستطيع التحليق لمسافات كبيرة أو حمل متفجرات ذات وزن”.

وأضاف أن “الهجوم حصل بعد مغادرة وزير الدفاع وكبار الضباط، واستهدف طلاب الكلية الحربية مع عائلاتهم”، متسائلا “لماذا لم تقم الجهة المنفذة باستهداف الحفل أثناء وجود الضباط الكبار لتعظيم الخسائر؟”.

وأشار إلى أن “إعلام النظام السوري هو من بادر بنشر الأخبار بشكل واسع النطاق، وهذا يتناقض مع سياساته الإعلامية الحذرة وشديدة الحرص الأمني!”.

وتأسست الكلية الحربية في حمص عام 1932، وهي مركز أكاديمي عسكري لإعداد وتدريب المنتسبين وتخريجهم ضباطا في الجيش السوري.

وتضم الكلية سبعة أقسام رئيسية أبرزها المشاة والمدرعات والإشارة ومضادات الدروع، كما توفر مجمعات تدريبية حديثة.