الدبيبة يغازل الشرق بالدعوة إلى التحقيق في عزل درنة وبنغازي

جانب من اجتماع حكومة الدبيبة بطرابلس

طرابلس

وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا عبدالحميد الدبيبة الدعوة مجددا إلى النائب العام الصديق الصور لفتح تحقيق شامل في وقائع استخدام القوة لعزل مدن كاملة وقطع الاتصالات عنها، مشيرا إلى أحداث جرت في مدينتي درنة وبنغازي.

وشهد الوضع في مدينة بنغازي الليبية منذ أيام، تطورات أمنية وسياسية واجتماعية مثيرة مع استمرار قطع شبكات الاتصالات.

وكان مصدر عسكري أعلن عن انطلاق عملية أمنية للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في بنغازي ضد خلايا مسلحة تسللت إلى المدينة، مشيرا إلى أن المتسللين شاركوا في مجزرة براك الشاطئ سنة 2017 بقيادة المهدي البرغثي وفي الهجمات على الموانئ النفطية ومناطق سلطان والجليداية عام 2016 بقيادة إبراهيم جضران.

وقال الدبيبة في كلمته في اجتماع مجلس الوزراء الثامن للعام الجاري، الخميس، بطرابلس “نرفض قيام أي جهة عسكرية أو أمنية أو تحت أي اسم أو شعار بعزل مدن كاملة عن العالم وقطع الاتصالات عن أهلها ونقلهم بحجة فرض الأمن إلى العصور الوسطى”.

وأضاف “حدث هذا في درنة، فبعد جهود إرجاع الاتصالات إلى المدينة، قطعت مجددا بشكل متعمد في الوقت الذي كانت فيه المدينة بأشد الحاجة إلى الاتصالات، كما عاشت بنغازي في الأسبوع قبل الماضي أسبوعا كاملا، أكثر من 180 ساعة متواصلة دون اتصالات أو إنترنت وعزلت تماما عن العالم، وتزامن ذلك مع اشتباكات في حي سكني مأهول بالسكان خلف قتلى وجرحى ودمارا”.

وتابع “أجدد دعوتي للنائب العام لفتح تحقيق شامل في هذه الوقائع التي تمثل تطورا جديدا وخطيرا في استخدام القوة ضد شعبنا من عزل مدن كاملة وقطع الاتصالات عنها تحت ذرائع تحتاج إلى تحقيقات وإحالة المذنبين فيها إلى العدالة.. لا تزال الحقيقة غائبة بعد أن رأى الجميع تسييس التحقيقات الأمنية وإخراجها إعلاميا بشكل سمج لا يقبله عاقل”.

وسبق أن طالب الدبيبة النائب العام المستشار الصديق الصور بفتح تحقيق في مواجهات بنغازي (شرق) التي جدت إثر عودة وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني السابقة المهدي البرغثي إلى المدينة، وسط قلق أممي متصاعد ودعوات إلى إعادة تشغيل جميع شبكات الاتصالات بشكل عاجل في المدينة بعد قطعها منذ أيام.

ولفتت تقارير محلية إلى أن وزير الدفاع الأسبق المهدي البرغثي، دخل المدينة رفقة 15 سيارة عسكرية من مدخلها الجنوبي عبر مدينة سلوق التي تربطه ببعض مكوناتها صلات اجتماعية، والتي وصلها عبر الطرق الصحراوية في بلدة ساونّو جنوب إجدابيا، ودخل بنغازي دون أن تعترضه أي جهة.

وتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي نشر فيديوهات وصور تبرز استقبال البرغثي لأعداد من مناصريه، وخاصة من قبيلة البراغثة التي ينتمي إليها وهي جزء من قبيلة العواقير، في منزله وفي خيام نصبت للغرض، مع وجود سيارات عسكرية وعدد من المسلحين.

ورجح متابعون للشأن الليبي أن يكون قطع شبكات الاتصالات قد تم بسبب المخاوف من استعمال مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي في التنسيق بين الخلايا النائمة والحض على الانتفاض في وجه القوات العسكرية والأمنية والترويج للمواقف المناهضة للمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش.

وذكرت البعثة الأممية في بيان أنها “قلقة جراء الاشتباكات المسلحة في بنغازي واستمرار انقطاع الاتصالات”، مشيرة إلى مواصلتها “التحري عن التقارير الواردة بشأن وقوع ضحايا مدنيين”.

كما ذكّرت البعثة المنخرطين في الاشتباكات “بضرورة احترام التزاماتها بحماية المدنيين”.

وحدثت المواجهات بعد شهر على فيضانات هائلة خلفت أكثر من 4 آلاف قتيل في شرق ليبيا، جراء إعصار “دانيال” وخصوصا في مدينة درنة، الأمر الذي أثار استياء شعبيا من السلطات.

وكانت مصادر محلية من درنة تحدثت عن انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات في كامل المدينة.

ورجحت الشركة المشغلة لشبكة الاتصالات وقوع أعمال تخريبية وراء قطع الكوابل.

وقال الدبيبة “لن ننسى الكارثة التي حلت بأهلنا في مدن الجبل الأخضر عامة ودرنة خاصة، وهي جرح غائر يدمي القلوب”.