بلبلبة حول أرقام ضحايا الحزب في حرب تموز

"أرشيفية"

فرنسا

ما إن أعلن رئيس المؤسسة الدولية للمعلومات جواد عدره، في منشور على منصة "أكس"، تويتر سابقاً، عن نسبة ضحايا حزب الله في المواجهات الأخيرة الدائرة بينه وبين إسرائيل مقارنة بعدد من سقطوا خلال حرب يونيو/تموز 2006 حتى أثار سخط مناصري الحزب على المنصة، الذين أكدوا أن الدراسة غير صحيحة معتبرين أن عدد ضحايا الحزب تجاوز الـ 300 عام 2006.

وأشار عدره إلى أن "نسبة الشهداء الذين أعلن حزب الله عنهم حتى الآن وصلت إلى نحو 40% من شهداء 2006" وذلك وفقاً لدراسة أعدتها المؤسسة الدولية للمعلومات.

لقد وصلت نسبة الشهداء الذين أعلن حزب الله عنهم حتى الآن إلى نحو 40% من شهداء 2006. @Info_intl #الدولية_للمعلومات

— Jawad Adra (@JawadAdra) October 22, 2023

وتوالت ردود الفعل اعتراضاً على ما جاء في الدراسة والتي دحضها عدرا بدوره مطالباً المعارضين في تزويده بالأرقام الرسمية من دون أن يلقى استجابة.

استاذ عدرا، لا بد من التصحيح والتصويب. فخلال حرب تموز، اعلن الحزب عن استشهاد ٢٥٠ مقاتل بينما اعلن العدو عن قتل بين ٦٠٠ و٧٠٠ مقاتل من الحزب. اذا اردت ان تأخذ ارقام الحزب بعين الإعتبار، تكون النسبة الآن هي ١٠٪، حيث العدد لغاية الآن هو ٢٥، وهو ١٠٪ من ٢٥٠.
بإنتظار رأيكم. مع الشكر.

— Ali ZBEEB (@zbeebali) October 22, 2023


الحزب حينها لم يعلن العدد بشكل رسمي، لكن وفق اعلان نعي الشهداء بشكل متتالي عددهم أكثر من ٣٥٠ شهيد

— Abo Mohamad (@AboMoha02163634) October 22, 2023

وفي اتصال مع "جسور" أشار الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، إلى أن الدراسة بنيت على معلومات رسمية كان حزب الله "ينشرها عند سقوط كل شهيد له خلال حرب تموز".

وأضاف "حينها،  كان حزب الله  يعطي كافة المعلومات عن الشهيد، اسمه وعمره ومن أي قرية كذلك وضعه الاجتماعي، بالتالي قمنا بمقارنة الرقم الرسمي الآن بالرقم الرسمي الصادر عام 2006، أي 65 شهيداً وقلنا إن الرقم 26 أو 27 الذي أعلن عنه الحزب أخيراً يشكل هذه النسبة".

المؤسسة الدولية للمعلومات كانت أصدرت في آب 2006  مقالاً تحت عنوان "رجال المقاومة معظمهم من الجنوب، أكثر من نصفهم متزوج وهم في عمر الشباب" فنّدت فيه أرقام ضحايا الحزب مشيرة إلى سقوط 29 عنصراً من قضاء صور و17 من قضاء بنت جبيل" فيما قضى 14 عنصراً تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاماً، 32 واحد متزوج و14 غير متزوج و12 أعزب.

شمس الدين أوضح أيضاً أن حزب الله كشف في حرب تموز "عن تاريخ التحاق شهدائه في صفوفها" مشيراً إلى أن "ثمانية شهداء التحقوا من 20 سنة وما فوق وتسعة بين 15 و19 سنة".

في المقابل، لفت إلى أن حزب الله يكتفي في الحرب الحالية بإعطاء "اسم الشهيد ولقبه العسكري مثل ذو الفقار ومن أي قرية يأتي فقط".

ويعيد الباحث التأكيد "لقد أحصينا بالتالي 65 شهيداً وقلنا إن الرقم قد يكون غير صحيح وقد يتراوح "الرقم الحقيقي بين 250 و300 شهيد".


سياسة التكتم


من جهته، لم يفاجأ المحلل السياسي، الصحافي أسعد بشارة بالأرقام المعلنة من قبل حزب الله مؤكداً وجود ما يسمى بـ"سياسة التكتم"، وأشار لـ"جسور" أنها قاعدة متبعة من قبل كافة الأطراف خلال هكذا نوع  من المواجهات وتقضي بـ"إخفاء الخسائر البشرية والمادية والإعلان عنها بشكل موارب للحقيقة".

واعتبر بشارة أن الأرقام الحقيقية للضحايا لا تعلن "في التوقيت الظرفي أو الفوري وإنما يترك الأمر للسياسة الإعلامية والبروباغندا التي يقررها كل فريق"، مع تأكيده أن  حزب الله لا يشذ عن هذه القاعدة.

وأعاد التذكير بمشاركة حزب الله في الحرب السورية عام 2011، موضحاً أنه "كان ينعي شهداء له تحت عنوان "الواجب الجهادي"" وأنه اعتمد هذا الأسلوب طيلة فترة الحرب في سوريا ثم اعتمدها لاحقاً في حرب تموز 2006.

ولفت بشارة إلى أن اسرائيل اليوم لا تعلن أيضاً بشكل مباشر وفوري عن الجنود الذين يسقطون لها قتلى أو جرحى في حين أن حزب الله يعتمد سياسة التكتم بشكل دائم "لأنه يشعر بالارتياح في بيئته ولا أحد يملي عليه قواعد التصرف ولا ضغوط عليه لاعلان الأمور كما هي" على حدّ قوله.