الهند تخفف قيود تصدير أرز البسمتي إلى الشرق الأوسط

حصاد وفير

نيودلهي

خففت الهند القيود على صادرات الأرز البسمتي، الذي يعد أحد أجود الأصناف طلبا في العديد من مناطق العالم، ما قد يساعد على توفر الإمدادات بشكل مستقر ويخفض الأسعار العالمية بعض الشيء.

وقال متعاملون الأربعاء إن “الهند وقعت عقودا لتصدير نحو 500 ألف طن من محصول الموسم الجديد من الأرز البسمتي، للاستفادة من الطلب القوي من كبار المشترين في أوروبا والشرق الأوسط”.

وتصدر نيودلهي سنويا أكثر من 4 ملايين طن من البسمتي، وهو صنف فاخر من الأرز طويل الحبة يشتهر بنكهته المميزة، إلى العراق واليمن والسعودية والإمارات وإيران والولايات المتحدة ودول أخرى. وتشكل أوروبا سوقا كبيرة أخرى للأرز.

ويعتمد قرابة 3.5 مليار إنسان على الأرز كمكون أساسي في غذائهم وخاصة في دول منطقة آسيا الوسطى والمحيط الهادئ ومعظم دول الشرق الأوسط ودول كثيرة في أفريقيا.

وتسبب فرض الهند حظرا مفاجئا على صادرات الأرز الأبيض غير البسمتي وغير المسلوق الصيف الماضي بأزمة حادة في الأسواق باعتبار البلد أكبر مُصدّر لهذا المنتج حيث يوفر 40 في المئة من الطلب العالمي.

وعقب اتخاذ الخطوة في يونيو الماضي لتحقيق الاستقرار في الأسعار المحلية، حددت الحكومة الهندية حدا أدنى لسعر التصدير يبلغ نحو 1200 دولار للطن للمبيعات الخارجية من الأرز البسمتي في أغسطس.

ولكن نظرا لأن السعر الأدنى أعاق صادرات الصنف المتميز وأثقل كاهل المزارعين بمخزونات كبيرة من محصول الموسم الجديد، خفضت الحكومة الشهر الماضي السعر الأدنى لصادرات الأرز البسمتي إلى 950 دولارا للطن.

بلغت أسعار الأرز في العالم أعلى مستوياتها منذ 13 عاما في سبتمبر الماضي على خلفية المخاوف من تأثير ظاهرة النينيو المناخية على المحاصيل في تايلاند والهند، حسبما أفادت منظمة الأغذية والزراعة (فاو).

وقالت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) الشهر الماضي إن “الأرز، الذي ارتفع بنسبة 10 في المئة تقريبا في أغسطس الماضي، انخفض بنسبة 0.5 في المئة خلال سبتمر وسط انخفاض الطلب على الواردات”.

والأسبوع الماضي قالت مصادر حكومية في ثاني أكبر دولة منتجة في العالم لرويترز إن “مخزونات الأرز في الهند بلغت نحو مثلي المستوى المستهدف في بداية نوفمبر” الحالي.

وإلى جانب محصول الموسم الجديد الذي بدأ يتدفق إلى السوق، يشير الفائض إلى إمدادات مريحة للسوق المحلية.

وأكدت المصادر أن مخزونات الأرز الهندي، بما في ذلك أصناف القشور غير المطحونة في مستودعات الدولة، بلغت 19.7 مليون طن.

ويجب أن تحتوي المستودعات التي تديرها الدولة على 8.2 مليون طن متري من الأرز للربع الذي يبدأ في الأول من أكتوبر، وفقا لقواعد الحكومة المحلية.

كما يجب أن تحتوي مستودعات الدولة على مليوني طن متري إضافي من الأرز كاحتياطي إستراتيجي.

ويبدأ المزارعون الهنود زراعة الأرز المزروع في الصيف في الأشهر الممطرة في يونيو ويوليو من كل عام، ثم يبدأون في حصاد المحصول في أكتوبر.

ومن شأن مشتريات الموسم الجديد من جانب شركة الأغذية الهندية التي تديرها الدولة، وهي المشتري الرئيسي للحبوب الذي تديره الدولة، أن تزيد مخزونات الأرز في مخازن الحبوب الحكومية.

لكن من المتوقع أن ينخفض محصول الأرز في الموسم الجديد في الهند هذا العام بسبب الرياح الموسمية غير المنتظمة.

ومن الممكن أن ينخفض الإنتاج بما يصل إلى 8 في المئة عن الرقم القياسي المسجل في العام الماضي على الرغم من زيادة المساحة المزروعة بالأرز.

ويشهد العالم إمدادات هائلة من الأرز، وسط اقتراب المخزونات العالمية من مستويات قياسية، لكن تهدد عودة ظاهرة النينيو هذه الاحتياطيات وتضعها على المحك.

ويُتوقع تراجع مخزونات العالم من الأرز بنسبة خمسة في المئة لتصل إلى نحو 173.5 مليون طن هذا الموسم، وفقا لوزارة الزراعة الأميركية.