نحن نكتب تاريخ حقوق الإنسان بدمائنا
“نحن نكتب تاريخ حقوق الإنسان بدمائنا”. هذا هو القول الخالد لرجل عظيم أثبت صحة وجدية ادعائه قبل 34 عامًا (في 24 أبريل 1990) بالتضحية بنفسه. إنه الدكتور كاظم رجوي، الذي وهب كل علمه وقوته ووجوده لدماء شهداء المقاومة الإيرانية.
“نحن نكتب تاريخ حقوق الإنسان بدمائنا”. هذا هو القول الخالد لرجل عظيم أثبت صحة وجدية ادعائه قبل 34 عامًا (في 24 أبريل 1990) بالتضحية بنفسه. إنه الدكتور كاظم رجوي، الذي وهب كل علمه وقوته ووجوده لدماء شهداء المقاومة الإيرانية.
الشعب الإيراني والتاريخ الإيراني مدينان بالخير للدكتور كاظم رجوي إلى الأبد. أولًا وقبل كل شيء، إنقاذ حياة مسعود رجوي من الإعدام على يد نظام الشاه، ورفع راية الدفاع عن حقوق الإنسان، وتعزيز صوت السجناء والمعذبين، وتلطيخ جبين نظام الملالي بعار الديكتاتورية اللاإنسانية الأكثر كرها.
لعب الدكتور كاظم رجوي، الذي كان أستاذًا للقانون في جنيف، دورًا حاسمًا في إصدار العديد من القرارات الدولية التي تدين النظام في لجنة حقوق الإنسان.
ثم سافر إلى نيويورك محملاً بالشهادات والأدلة، ونجحت جهوده في اعتماد أول قرار يدين النظام في الجمعية العامة للأمم المتحدة (أعلى هيئة دولية) في ديسمبر 1985.
وقد أرست هذه الجهود الأساس لإصدار 70 قرارًا يدين النظام من قبل هيئات الأمم المتحدة. رفع الدكتور كاظم رجوي راية المحاسبة ودعوات العدالة ضد جلادي إيران، منذ مجازر عام 1981 وحتى مجزرة عام 1988 وحتى يومنا هذا، بدمه الطاهر وإخلاصه الدائم، فقد كتب كلمة “حقوق الإنسان” بحروف من دمه.
وأمام رموز مثل كاظم رجوي، هناك من ينطقون بالحرية وحقوق الإنسان دون فهم معنى هذه الكلمات الثمينة أو دفع الثمن. إنهم يستغلون الحرية وحقوق الإنسان في الخطاب… ويسعون لمصالحهم الشخصية. تصرفاتهم تتسم بالخسة والفجاجة.
ولكن الأمر الأكثر بشاعة وإجرامًا هو سلوك أعداء هذه القيم، أعداء الحرية وحقوق الإنسان، الذين يجعلون من هذه الكلمات أداة لقتلها واستغلالها في خدمة أهدافهم الشريرة وقتل محبي الحرية والمدافعين الحقيقيين عن حقوق الإنسان.
وقال الدكتور كاظم في إحدى خطاباته: “إن كلمات الحرية والاستقلال وعدم الانحياز، بالنسبة للمجلس الوطني للمقاومة، ليست مجرد كلمات فارغة من المعنى أو خاوية من الصورة، بل هي قيم حية ومعبرة، على عكس نظام خميني الذي يتناول هذه الكلمات أحيانًا بشكل زائف ولا يعترف بها على الإطلاق”.
إن نظام الملالي، الذي يعارض حقوق الإنسان، هو مثال حي على هذا الإجرام المزدوج. فهو يقمع الحرية ويقمع المدافعين عن الحرية، بينما يتظاهر بدعم هذه القيم السامية ويقتل جلادوه دون رادع ووازع التحرريين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
تحدث علي خامنئي عن “حرب الروايات”، محذرًا أتباعه من “تحويل مكان الشهيد إلى مكان الجلاد”. وفي رؤيته، فإن الجلادين يمثلون نفس الشباب الثوري والمجاهدين والمراهقين والأبرياء الذين تم تعذيبهم وتمثيلهم في غرف التعذيب في الثمانينيات وحتى مجزرة عام 1988 وما بعدها، أو الذين تم اغتيالهم مثل الدكتور كاظم.
ويعتبر الشهيد، بحسب رؤيته، هو الجزار الوحشي لاجوردي في سجن إيفين وصياد شيرازي، الذين قاموا بقتل المجاهدين والمواطنين في كردستان.
ويظهر النظام ابنة الأول وابن الثاني كضحية في مسرحية قضائية مزيفة للادعاء بمحاكمة المجاهدين. وتنعكس هذه الرواية العكسية في محاولات تسويقية ممثلوها محترفو سافاك الشاه وحرس خامنئي خارج البلاد، أحيانًا ضد رموز الثورة المضادة للشاه وثورة عام 1979.
لكن بالرغم من هذه المحاولات، فإن دماء الشهداء مثل الدكتور كاظم رجوي تثبت أنها مبطلة السحر لكل تلك المؤامرات.
إن تاريخ المقاومة من أجل الحرية وحقوق الإنسان مكتوب بالدم، وتتركز حدوده وتقوى بدماء الشهداء.
وقد أشاد الدكتور كاظم رجوي بالجيل الذي نشأ من هذه الدماء الطاهرة، قائلاً: “لأول مرة في تاريخ وطننا المضرج بالدماء، كان هناك جيل يقول إنني أريد أن أعيش حرًا ومستقلًا، ودفع ويدفع الثمن. والتاريخ سيثبت لنا حقنا وحق هذه المقاومة ويعطيها الشرف الذي تستحقه”.