الدعم العالمي للقضية الفلسطينية واستغلال خامنئي الموجة
في ظل استمرار الأحداث المأساوية في غزة من قتل ودمار، تتواصل المظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية حول العالم، وخاصةً من قبل الطلاب في القارتين الأوروبية والأمريكية. هذه الموجة الداعمة لفلسطين أثارت الولي الفقيه للنظام، حيث يبدو أن خامنئي يحاول استغلال هذا التضامن لتحقيق أجندته الخاصة، وقام من جديد بعمل غادر بطعن الحكومة برفضه حل الدولتين.
في ظل استمرار الأحداث المأساوية في غزة من قتل ودمار، تتواصل المظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية حول العالم، وخاصةً من قبل الطلاب في القارتين الأوروبية والأمريكية. هذه الموجة الداعمة لفلسطين أثارت الولي الفقيه للنظام، حيث يبدو أن خامنئي يحاول استغلال هذا التضامن لتحقيق أجندته الخاصة، وقام من جديد بعمل غادر بطعن الحكومة برفضه حل الدولتين.
في خطاب ألقاه خامنئي أمام مجموعة من الباسيج، يوم الأربعاء الأول من أيار/ مايو تحت عنوان اللقاء مع المعلمين أكد على أن “قضية غزة هي القضية الأولى في العالم”، معبرًا عن قلقه من أن تفقد هذه القضية مكانتها المركزية. يبدو أن هناك تناقضًا في تصريحاته، حيث يشير إلى أن غزة تحتل الصدارة بينما يعبر عن خشيته من تراجع اهتمام العالم بها. يُظهر هذا التناقض الواضح حالة من القلق لدى خامنئي، وربما يكشف عن خوفه من فقدان النفوذ الذي تحقق من خلال الصراع في غزة.
يُعتبر خامنئي من الشخصيات البارزة التي تحاول تسليط الضوء على القضية الفلسطينية لأغراض سياسية، محاولًا إيجاد مخرج من الأزمات الداخلية والإقليمية التي يواجهها نظامه وتثبيت هيمنته في المنطقة. وأراد من خلال هندسة الانتخابات البرلمانية ومجلس الخبراء ردم الفجوة على قمة هرم سلطته ولكن مع مرور الوقت وتلقي الهزيمة في الانتخابات جراء المقاطعة الشعبية لها فقد جزءا كبير من الأرباح التي تمتع بها من خلال إثارة الحرب.
على الرغم من الطلبات المتعددة لـ “المشاركة”، انهارت مسرحية الانتخابات فوق رأسه. البرلمان ومجلس الخبراء الجدد، بعد أكثر العروض الانتخابية ركودًا وتحطيم الأرقام القياسية للأصوات الباطلة داخل النظام، فاقدان للمصداقية أيضًا. لم يكن البرلمان الجديد للرجعية قد تشكل بعد، والصراع على السلطة والثروة والرئاسة قد اشتد…
هذه هي “الحقيقة” المخفية في كلام خامنئي المتناقض الذي يظهر أن قضية غزة، بقدر ما تتعلق بإيران ووظيفتها بالنسبة لخامنئي، فقدت خاصيتها كغطاء للأزمات وحل لمشاكل النظام.
في نفس الخطاب، مع الإشارة بشكل ضمني إلى الإنجازات الناتجة عن الحرب تحت عنوان “الانتصارات التي تحققت نتيجة الشعارات الصحيحة”، يقول: “لدينا توقعات منكم، المعلمين… عرّفوا الطلاب بما تملكه البلاد من إنجازات والانتصارات التي تحققت نتيجة سلوك الطرق الصحيحة وإطلاق الشعارات الصحيحة، عرّفوهم بالمخاطر أيضًا، بالأعداء والعداوات”!
ويضيف الولي الفقيه المحبط بوقاحة خاصة: “قد يكون لديكم، أنتم المعلمين، نقاط ضعف في النظام في أذهانكم، ليس من الضروري أن تنقلوها إلى الطلاب”!
لكن خامنئي، فشل سواء في محاولاته للسيطرة على الأزمات أو في محاولاته لاستغلال القضية الفلسطينية وتغطية أزماته. بدأ هذا الوضع من لحظة فشل التلاعب بالانتخابات وما تناوله من كارثة غزة، يخرج تدريجيًا من حلقه.
قال زعيم المقاومة على الفور بعد المقاطعة الشاملة لمسرحية الانتخابات في 2 مارس : “بسبب فشله في «هندسة الانتخابات»خسر خامنئي معظم ما کسبه في المراهنة علی طاحونة الدماء في غزّة والمجازر المرتکبة هناك. وغرق في مستنقع «الانتخابات» التي عمل عليها ودعا إلیها باستمرار بعد قمع انتفاضة 2022، ومنذ حوالي عام ومن بدایة العام الإیراني 1402
وافتضح أمره داخل إيران وفي المنطقة وعلى الصعيد الدولي وأصبح موضوع السخرية والاستهزاء. لا بد أنه سمع الآن “صوت ثورة” الشعب الإيراني مثل ما سمعه الشاه.”.