أحمد كامل: المقاومة الإيرانية تقود الشعب في ثورته المتواصلة ضد النظام
في حلقة جديدة من البودكاست الخاص بنا. اليوم نناقش الفعاليات السنوية الضخمة للمقاومة الإيرانية، والتي تُعقد كل عام في شهر يوليو تحت عنوان “إيران الحرة”. تجذب هذه الفعاليات اهتمام آلاف الإيرانيين في الخارج بالإضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية من مختلف أنحاء العالم.
في حلقة جديدة من البودكاست الخاص بنا. اليوم نناقش الفعاليات السنوية الضخمة للمقاومة الإيرانية، والتي تُعقد كل عام في شهر يوليو تحت عنوان “إيران الحرة”. تجذب هذه الفعاليات اهتمام آلاف الإيرانيين في الخارج بالإضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية من مختلف أنحاء العالم. بدأت هذه الفعاليات منذ عام 2004، وتقام بين شهري يونيو ويوليو بهدف إحياء ذكرى الشهداء والمعتقلين السياسيين، وكذلك ذكرى هجوم الشرطة الفرنسية على مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 2003.
ما يميز هذا العام هو مشاركة ممثلين عن النشطاء من داخل إيران من وحدات المقاومة، والتي تمتلك اليوم آلاف الأعضاء داخل إيران. على سبيل المثال، في عام 2021 كان عدد المشاركين في المؤتمر خمسة آلاف، وارتفع إلى عشرة آلاف في عام 2023، مما يؤكد النمو المتزايد لهذه الوحدات في مختلف أنحاء إيران.
اليوم، ضيفنا العزيز هو الأستاذ الصحفي السوري المعارض أحمد كامل. الأستاذ أحمد كامل كان مدير المكتب الإقليمي ومراسلًا ومقدم برامج أسبوعية في قناة الجزيرة، ومدير مكتب دمشق في تلفزيون وراديو بي بي سي بريطانيا، ورئيس تحرير قناة فرانس 24 الفرنسية، ورئيس تحرير إذاعة ووكالة الأنباء السورية المستقلة “سمارت”، والآن هو مدير موقع “الأيام ميديا” العربية، ومقدم برنامج “أكاذيب صدقناها” الشهير على وسائل التواصل الاجتماعي.
بداية أريد أن أسألك عن طريق لتعرفكم بالمقاومة الإيرانية لنعرف كيف كانت تجربتكم الأولى وما هي نظرتكم لأهداف ورؤية هذه الحركة المعارضة الإيرانية؟
أحمد كامل: أنا تعرفت على هذه الحركة منذ حوالي عشرين سنة في مدينة بروكسل حيث كنت أعمل، وكان مكتبي قريبًا من مقر الاتحاد الأوروبي. كانت هذه النقطة الرئيسية للتظاهر للمعارضين الإيرانيين. فكنت أراهم من نافذة مكتبي، وبدأت أتلقى منهم دعوات للتغطية الإعلامية. لاحظت الظلم في وسائل الإعلام، حيث كان الإعلام يتجنب نقل صورتهم. هذا العناد والمثابرة والصبر، والعدد الكبير من المتظاهرين، كانوا مثيرين للإعجاب.
وجهت لي الدعوة لحضور المؤتمرات السنوية، وبدأت أقدم هذه الاجتماعات لأن هناك تفاهمًا كاملًا وتطابقًا في الرؤية. نحن في سوريا نعرف خطورة هذا النظام المتوحش نظام الملالي الإيراني ونحس بوجع الشعب الإيراني وبمطالبه. نشاط المعارضة الإيرانية يغير رأي العالم، وأنا غيرت رأيي في هذا النظام، وأعطاني صورة عن بدائل هذا النظام.
ضياء قدور: ننتقل الآن إلى سؤال مهم جدًا، وهو حدث رئيسي يتميز به تجمع “إيران الحرة” القادم في 29 يوليو. مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يقولون أن هذا التجمع سيشهد رسالة من أكثر من عشرين ألف من وحدات المقاومة داخل إيران. هذا الرقم كبير جدًا، خاصة في ظل القمع والكبت الأمني في إيران. كيف تقيمون الدور الذي تلعبه وحدات المقاومة داخل إيران وكيف تمكنت من دعم التجمعات السنوية للمقاومة الإيرانية؟
أحمد كامل: “طبعًا، هذا إنجاز كبير. ثورة حقيقية تحصل في إيران، حيث يفشل النظام في تربية المجتمع على الخوف والقمع. جدران الخوف تتهاوى، والمقاومة الإيرانية تقود الشعب في ثورته المتواصلة. الشعب الإيراني عنيد ومتمسك بالحرية ولن يتراجع إلا بعد إسقاط هذا النظام. هذا النظام لا يشبه الشعب الإيراني المحب للحياة والعمل والحرية.
بالنسبة للبديل الديمقراطي للنظام الحالي، تُؤكد خطة المقاومة لإيران الحرة غدًا، التي تتألف من عشر نقاط طُرحت من قِبَل السيدة مريم رجوي، على إقامة نظام ديمقراطي حر حقيقي في إيران. تلك النقاط تشمل: لا لنظام الملالي، نعم لحكم الشعب، حرية التعبير، حرية الأديان، المساواة بين المرأة والرجل، استقلال القضاء، الحكم الذاتي للأقليات القومية، حقوق العمال والفلاحين، حماية البيئة، وإيران خالية من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل.
هذه النقاط تعني تفكيك نظام بدائي متخلف وإقامة نظام حديث قائم على الحرية والعدالة، وهذا بديل حقيقي قابل للتطبيق للنظام الحاكم في طهران اليوم. بديل يهم العالم كله لأنه يعني نهاية خطر نظام الملالي على الشعب الإيراني وجيرانه وعلى العالم أجمع.
ضياء قدور: من وجهة نظرك، كيف يمكن للمجتمع الدولي ووسائل الإعلام دعم المقاومة الإيرانية بشكل أفضل، خاصة في ظل التظاهر الكبير القادم في برلين؟
أحمد كامل: الدعم الدولي والإعلامي للمقاومة الإيرانية يمثل جانباً حيوياً لتعزيز الضغط على نظام طهران. يجب على المجتمع الدولي فتح المجال لتغطية واسعة لأنشطة المقاومة وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام الإيراني. الوسائل الإعلامية يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في نشر الأخبار والتقارير التي تكشف عن القمع وتعزز الوعي الدولي بالقضايا الإيرانية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الوسائل الإعلامية تسليط الضوء على دور النساء في المقاومة، مثل مريم رجوي، التي تمثل رمزاً للقيادة والتحدي في وجه النظام الإيراني المتطرف.
ضياء قدور: ما هي الأدوار التي يمكن أن تلعبها الدول العربية، حكومات وشعوباً، في دعم المقاومة الإيرانية في هدفها لإسقاط النظام؟
أحمد كامل: الدول العربية يمكن أن تلعب دوراً فعالاً في دعم المقاومة الإيرانية من خلال تعزيز التحالفات الإقليمية ضد النظام الإيراني ودعم الجهود الدولية لفضح ممارساته. ينبغي للدول العربية تكثيف الجهود لتعزيز التضامن مع المعارضة الإيرانية وتقديم الدعم السياسي واللوجستي اللازم لتعزيز قدرتها على التصدي للنظام وتحقيق التغيير الديمقراطي المطلوب.
ضياء قدور: نشكر الدكتور أحمد كامل، الصحفي السوري المعارض، على تحليلاته العميقة ورؤاه حول المقاومة الإيرانية وتحدياتها وآفاقها المستقبلية. كانت مناقشة مثمرة وملهمة. نتطلع دائماً إلى رؤية مزيد من التعاون والحوارات المثمرة. شكراً لكم جميعاً على الاستماع والمشاركة.