تنصيب بزشكيان: استمرار سياسات القمع للنظام الإيراني
في يوم الأحد 28 يوليو 2024، أقيم حفل تنصيب وتحليف مسعود بزشكيان كرئيس جديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية. رغم المحاولات لإضفاء أجواء احتفالية على المناسبة، إلا أن الحفل اتسم بالبرود والصمت بسبب الأزمات التي تعصف بالبلاد والاستياء الشعبي العام.
في يوم الأحد 28 يوليو 2024، أقيم حفل تنصيب وتحليف مسعود بزشكيان كرئيس جديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية. رغم المحاولات لإضفاء أجواء احتفالية على المناسبة، إلا أن الحفل اتسم بالبرود والصمت بسبب الأزمات التي تعصف بالبلاد والاستياء الشعبي العام.
أكد علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، في مرسوم التنصيب على ضرورة التزام بزشكيان بـ "الصراط المستقيم للإسلام والثورة". وقال: "إن تنفيذ إرادة الشعب وتنفيذي سيستمر طالما كان نهج سيادتكم هو الصراط المستقيم للإسلام والثورة!"
تعكس هذه الكلمات بوضوح السيطرة الشديدة لخامنئي على جميع أركان الحكم والتأكيد على عدم تغيير السياسات العامة للنظام.
في كلمته، أشار بزشكيان إلى ولائه للنظام وشخصياته التاريخية، مستذكراً الخميني وقاسم سليماني ورجائي وباهنر ورئيسي. وقال: "إن واجبي وواجب الحكومة المقبلة هو الالتزام برؤية القائد الأعلى والسياسات العامة التي أعلنها." يظهر هذا الولاء بوضوح استمرار نهج النظام القمعي والقهري تجاه المحتجين والمعارضين.شدد خامنئي في خطابه على ضرورة "العمل الجهادي" وقدمه كاستراتيجية لمواجهة المشاكل الداخلية والخارجية. وقال: "كان رئيسي جهادياً ولم يكن يعرف ليلاً أو نهاراً." هذا النوع من "العمل الجهادي" يعني في الواقع استمرار سياسات القمع وسحق المعارضين، والتي بلغت ذروتها خلال فترة رئاسة إبراهيم رئيسي. في عهد رئيسي، وصل عدد الإعدامات إلى رقم قياسي بلغ 834 شخصاً في عام واحد.كما نصح خامنئي بزشكيان بالتعاون مع البرلمان والمؤسسات الحكومية الأخرى. وقال: "يجب على الحكومة أن تراعي حساسيات البرلمان." يظهر هذا بوضوح محاولة النظام لتجنب أخطاء الماضي وتعزيز أسس الحكم. وأكد خامنئي على ضرورة متابعة اجتماعات رؤساء السلطات الثلاث بجدية وزيادة التفاعل بينهم.في مجال السياسة الخارجية، أكد خامنئي على استمرار أنشطة وزير الخارجية أمير عبد اللهيان، وقال: "يجب أن تستمر أنشطة وجهود أمير عبد اللهيان." وهذا يدل على عدم وجود تغيير في نهج النظام تجاه القضايا الإقليمية والعالمية.كما أشار خامنئي إلى دور السلطة القضائية والقوات المسلحة في مواجهة الاحتجاجات، وقال: "يجب أن يكون للقضاء وجود فعال أينما دعت الحاجة" و "يجب أن تكون القوات المسلحة موجودة أينما احتاجتها الحكومة والشعب."في الختام، أشار خامنئي إلى قضية غزة وقدمها كقضية عالمية. وقال: "اليوم، قضية فلسطين وقضية غزة هي قضية عامة في العالم." تعكس هذه الإشارة محاولة النظام لصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية واستخدام القضايا الخارجية لخلق تماسك داخلي.بهذه التوجيهات، أوضح خامنئي أن سياسات قمع الشعب داخلياً، وإثارة الحروب والإرهاب في المنطقة، والبرنامج النووي ستستمر في عهد حكومة بزشكيان كما في الحكومات السابقة، وأنه لا يوجد تغيير في هذه السياسات في الأفق.يبدو أنه مع تنصيب بزشكيان، ستستمر السياسات القمعية والقهرية لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا يمكن توقع تغييرات جوهرية في النهج الداخلي والخارجي للنظام. أظهر خامنئي، من خلال تأكيده على مواصلة المسار السابق، أنه لا يوجد أي رغبة في تغيير السياسات العامة للنظام، وأن بزشكيان، بصفته الرئيس الجديد، سيكون ملزماً باتباع هذا النهج.