إيران ..– شبان الانتفاضة يضرمون النار في مبنى للسلطة القضائية في طهران

مهدي عقبائي

طهران – شهدت إيران موجة جديدة من الاستهدافات التي طالت مؤسسات قضائية وأمنية رئيسية في البلاد، وذلك ردًا على الزيادة الكبيرة في عمليات الإعدام التي ينفذها النظام الإيراني.

الخليج بست

طهران – شهدت إيران موجة جديدة من الاستهدافات التي طالت مؤسسات قضائية وأمنية رئيسية في البلاد، وذلك ردًا على الزيادة الكبيرة في عمليات الإعدام التي ينفذها النظام الإيراني. ففي يوم الاربعاء، 21 أغسطس 2024، تم استهداف مجمع غدير الذي يضم محاكم الاستئناف في العاصمة طهران، حيث يتم التصديق على جميع أحكام الإعدام الصادرة من قبل القضاة الموالين للولي الفقیة علي خامنئي.

هذا المجمع، الذي يُعد من أبرز المراكز القضائية التي تشرف على تنفيذ أحكام الإعدام، قد أصبح هدفًا رئيسيًا للمناضلين الذين يعتبرونه رمزًا للقمع. وقد أُصيب المجمع بأضرار جسيمة، ما يعكس الغضب العارم لدى المناضلين إزاء سياسات النظام.

وتأتي هذه الاستهدافات في وقت تشهد فيه البلاد حالة من التوتر المتصاعد، حيث نفذ النظام الإيراني 126 عملية إعدام خلال شهر واحد فقط. هذه الإعدامات تأتي في سياق محاولة النظام فرض السيطرة والحد من أي احتجاجات شعبية محتملة، خاصة في ظل الأزمات الداخلية والصراعات بين الفصائل السياسية على السلطة بعد الانتخابات الأخيرة التي وصفتها المناضلين بـ “المسرحية”.

وقد أصدرت جماعات النضال، وعلى رأسها “شباب الانتفاضة“، بيانات تؤكد أن هذه العمليات هي رد مباشر على إعدام الآلاف من الشباب الإيرانيين بقرارات قضائية وصفوها بالظالمة. واعتبروا أن النظام يحاول من خلال هذه الإعدامات خلق حالة من الخوف، إلا أن شباب الانتفاضة يقابلون ذلك بمزيد من التحدي والمقاومة.

وتشير المصادر إلى أن النظام الإيراني، الذي يحاول تصوير نفسه أمام الغرب كمروج للإصلاح من خلال تقديم شخصيات معتدلة في الحكومة وتزيين صورته أمام العالم من خلال ارتداء قناع الإصلاحات، فإن الواقع على الأرض يعكس وحشية متزايدة تبرز من خلال الإعدامات الجماعية والاعتقالات التعسفية. هذه الممارسات القمعية تكشف بوضوح أن ما يسميه النظام “إصلاحات” ليس إلا سرابًا يخدع به الرأي العام الدولي، دون أن يكون له أي تأثير حقيقي في تغيير السياسات القمعية المتأصلة في النظام.

ومن خلال هذا السلوك الوحشي، يظهر النظام على حقيقته ككيان لا يعرف إلا لغة القمع والإرهاب لفرض سيطرته. وقد جاءت ردود الفعل من قبل شباب الانتفاضة لتؤكد أن الطريق الوحيد للتعامل مع هذا النظام هو المقاومة المستمرة والتصدي بجرأة، بما في ذلك استخدام النار والانتفاضة كوسائل فعالة ضد مراكز القمع. إن أي محاولة للتفاوض أو الإصلاح ضمن إطار هذا النظام لن تكون إلا لصالح النظام نفسه وعصابات التسليب التي تقتات على دماء الشعب.

شبان الانتفاضة، من خلال عملياتهم الأخيرة، أرسلوا رسالة واضحة مفادها أن هذا النظام لا يمكن إصلاحه من الداخل، وأن المقاومة المستمرة هي السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من براثن الاستبداد والقمع. هذه الرسالة تعكس إصرارًا على مواجهة الظلم بكل الوسائل المتاحة، وتحديًا صارخًا لمحاولات النظام في استغلال مفاهيم الإصلاح كستار يخفي وراءه جرائمه ضد الإنسانية.

يُذكر أن شباب الانتفاضة قد أرسلوا من خلال هذه التفجيرات رسالة واضحة إلى النظام مفادها أن تصعيد الإعدامات لن يمر دون رد، وأن المقاومة مستمرة حتى إسقاط هذا النظام. ويرى العديد من المحللين أن هذه الحوادث قد تؤدي إلى مزيد من الاحتجاجات الشعبية، خاصة مع استمرار قمع الحريات وزيادة أعداد المحكومين بالإعدام.