التهديد الإيراني المتوسع: خطر متزايد على أوروبا

استنادًا إلى المقال المنشور في مجلة “فوكس” بتاريخ 20 أيلول (سبتمبر) بعنوان “إيران لا تستفز الشرق الأوسط فحسب – بل تشكل خطرًا على أوروبا أيضًا”، فإنَّ النظام الإيراني يشكل تهديدًا متزايدًا للدول الأوروبية، بما يتجاوز أفعاله العدوانية في الشرق الأوسط.

الخليج بست

استنادًا إلى المقال المنشور في مجلة “فوكس” بتاريخ 20 أيلول (سبتمبر) بعنوان “إيران لا تستفز الشرق الأوسط فحسب – بل تشكل خطرًا على أوروبا أيضًا”، فإنَّ النظام الإيراني يشكل تهديدًا متزايدًا للدول الأوروبية، بما يتجاوز أفعاله العدوانية في الشرق الأوسط.

لقد اتسمت سياسات الاتحاد الأوروبي السابقة تجاه طهران بسذاجة مقلقة تهدد الآن الأمن الأوروبي. تاريخيًا، قللت دول مثل ألمانيا ودول أوروبية أخرى من المخاطر التي تشكلها إيران. يتجلى ذلك في حوادث مثل رسالة التهنئة التي وجهها الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، والتي ترمز إلى نهج أوروبي أوسع نطاقًا في عهد المستشارة أنجيلا ميركل، والذي ركز على الدبلوماسية مع التقليل من شأن مخاطر أنظمة مثل إيران وروسيا.

وتسلط التطورات الجيوسياسية الأخيرة الضوء على طموحات طهران الأوسع. إن تورط إيران في القوقاز، وخاصة في أرمينيا، يدق ناقوس الخطر في أوروبا. في حين تسعى أرمينيا إلى إقامة علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي، فإنَّ علاقتها بكل من روسيا وإيران تعقد الأمور. فقد استخدمت طهران أرمينيا كطريق عبور للإمدادات العسكرية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار لحرب روسيا في أوكرانيا.

والواقع أن نفوذ إيران لا يقتصر على الشرق الأوسط؛ فتدخلها في أرمينيا، بما في ذلك صفقات الأسلحة السرية، يشير إلى أن الجمهورية الإسلامية توسع نطاق نفوذها نحو أوروبا. وعلاوة على ذلك، كان لتصدير إيران للإرهاب الذي ترعاه الدولة آثار مباشرة على أوروبا. فقد ارتبط الحرس الثوري الإيراني بما لا يقل عن 11 محاولة هجوم في أوروبا بين عامي 2018 و2024.

وقد تجاهل صناع السياسات الأوروبيون هذه الإجراءات إلى حد كبير، مما سمح لإيران بالنظر إلى أوروبا باعتبارها ساحة معركة لمواجهاتها الإيديولوجية والجيوسياسية. ولم تفعل العقوبات الأوروبية على إيران، بما في ذلك التدابير الأخيرة التي استهدفت الخطوط الجوية الإيرانية بسبب دورها في توريد طائرات بدون طيار إلى روسيا، الكثير لكبح طموحات طهران.

وتظهر الجهود الرمزية، مثل قرار الاتحاد الأوروبي بإرسال مندوب لحضور تنصيب الرئيس الإيراني في عام 2021، كيف تواصل أوروبا التقليل من شأن التهديد الحقيقي الذي يشكله النظام. إن الجمع الخطير بين طهران وتسليح المنظمات الإرهابية، وتزويد روسيا بالأسلحة، والانخراط في أنشطة عسكرية سرية في أرمينيا، قد يكون له عواقب وخيمة على أوروبا.

إن نفوذ إيران في أرمينيا مثير للقلق بشكل خاص، حيث أن بصمتها المتنامية تهدد بتقويض جهود الأمن في الاتحاد الأوروبي في المنطقة. ويجب على أوروبا أن تركز على إعادة تقييم استراتيجيتها تجاه إيران، والاعتراف بالنظام ليس فقط باعتباره مشكلة في الشرق الأوسط ولكن أيضًا باعتباره تهديدًا أمنيًا عالميًا.

إن العقوبات المشددة والمواقف الدبلوماسية الواضحة والتعاون بين دول الاتحاد الأوروبي ضرورية للتخفيف من المخاطر التي تشكلها طهران. وفي الختام، فإن تسامح أوروبا مع استفزازات إيران لم يعد مستدامًا ويمثل خطرًا أمنيًا خطيرًا على القارة. ويحذر مقال مجلة “فوكس” من أن أي سذاجة أخرى في التعامل مع إيران قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على الاستقرار الأوروبي.