نيران إشعال نظام الملالي للحروب في الشرق الأوسط تلتهم هذا النظام الفاشي نفسه!
يعاني جسد المجتمع الإنساني منذ 45 عاماً من ورم خبيث أسمه “ولاية الفقيه“. وبغض النظر عن أسباب ظهور هذه الظاهرة، ورغم كل الدعوات والآثار المدمرة لهذه الظاهرة في إيران ومنطقة الشرق الأوسط والعالم، إلا أن هذه الظاهرة أوصلت المجتمع الإنساني إلى حافة “الموت” مرات عديدة! ولولا وجود خصم لها، لكان الوضع مختلفاً!
يعاني جسد المجتمع الإنساني منذ 45 عاماً من ورم خبيث أسمه “ولاية الفقيه“. وبغض النظر عن أسباب ظهور هذه الظاهرة، ورغم كل الدعوات والآثار المدمرة لهذه الظاهرة في إيران ومنطقة الشرق الأوسط والعالم، إلا أن هذه الظاهرة أوصلت المجتمع الإنساني إلى حافة “الموت” مرات عديدة! ولولا وجود خصم لها، لكان الوضع مختلفاً!
والسؤال المطروح في هذا الصدد هو: لماذا استمرت حياة هذه الظاهرة حتى اليوم؟ وما السبب في تكرار مثل هذه الحوادث المميتة يوميًا؟ وما هي الأسباب وراء هذه المشكلة؟ وما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها؟
يعلم أولئك الذين لديهم القليل من المعرفة بالعلوم الطبية أن لكل داء دواء. ويجب البحث عن علاج آخر للمرض الذي لا يشفى بالدواء. وللأسف، هناك تأخير كبير على مستوى المجتمع الدولي في هذا المجال!
وضع نظام ولاية الفقيه!
بسقوط الدكتاتورية الشاهنشاهية في إيران، حلّت محلها دكتاتورية أخرى أكثر خطورة بكثير. كان الشعب الإيراني سعيدًا بسقوط دكتاتورية الشاه. لم يكن الإيرانيون في البداية على علم بالمصير المؤلم الذي يهدد إيران والمنطقة والعالم. ومع قيام دكتاتورية ولاية الفقيه عام 1979، سرعان ما انكشفت الجوانب الخطيرة لهذه الدكتاتورية، حيث تم سلب الحريات، وأصبح إشعال الحروب “غطاءً” لقمع “الحريات”، وأصبح السعي لنيل الحرية “جريمة”، وتم سجن الأحرار وتعذيبهم ومعاقبتهم، وفُرضت “الدكتاتورية” مرة أخرى على إيران والإيرانيين. وقتل هذا النظام الفاشي أكثر من 120,000 شخص حتى الآن أو سلمهم لكتائب التعذيب والإعدام والاغتيال.
منافس دكتاتورية ولاية الفقيه!
إن السمة البارزة لديكتاتورية ولاية الفقيه هي استغلال عنصر “الدين”. لقد تلوَّثت كل القيم الإنسانية بـ “الدجل الديني”. ومن وجهة نظر أصحاب هذا الفكر ومؤيدوه، يتم تقسيم المجتمتع إلى مؤمنين وكفار، ويُعد كل فرد أو جماعة لا يتفق مع هذه الدكتاتورية من الكفار، ويتعرضون لعقوبات يُزعم أنها إسلامية بموجب اعتبارهم من المنافقين والمحاربين لله والمفسدين في الأرض. والجدير بالذكر أن هذا النظام الفاشي يعيش على دماء الشعب الإيراني وشعوب المنطقة. ولهذا السبب انتفض الشعب الإيراني عدة مرات لإسقاط الدكتاتورية في بلاده. لقد أطاح الإيرانيون بديكتاتورية الشاه، وهم الآن في الميدان لإسقاط الدكتاتورية الدينية! إن الإيرانيين لن يرضوا بأقل من إسقاط الديكتاتورية في بلادهم. والحقيقة هي أن الولي الفقيه وكل مسؤولي هذا النظام الدكتاتوري يخشون مجاهدي خلق أكثر من خشيتهم جميع المعارضين، لأن مجاهدي خلق يحملون فكراً جوهرياً مناهضاً للديكتاتورية في إيران. إن مجاهدي خلق أنفسهم مسلمين، وهم أول من رفعوا راية النضال ضد الديكتاتورية، وهم أكثر رسوخًا وقوة مقارنة بالجميع!
قاعدتا دكتاتورية ولاية الفقيه!
للديكتاتورية قاعدتان ثابتتان للبقاء: القمع وإشعال الحروب. إن هذا النظام الدكتاتوري قائم على خداع الشعب، والديكتاتورية، وولاية الفقيه، ومازال يسير على هذا النهج. لقد كان القمع وإشعال الحرب منذ البداية جزءاً لا يتجزأ من طبيعة هذا النظام. لقد أشعل خميني فتيل الحرب مع العراق، مصحوبًا بقمع الحريات في إيران. فقد كان يتم قمع كل صوت ينادي بالحرية في إيران تحت ستار الحرب.
برَّر خامنئي في خطابه يوم الأربعاء 25 سبتمبر 2024؛ الحرب مع العراق (التي يسميها نظام الملالي الدفاع المقدس)، وكرر المزاعم العدائية. وقال أثناء حديثه لمجموعة من قوات حرس نظام الملالي وقوات النظام: “إن هذه الحرب لم تكن للدفاع عن الوطن فقط… إلخ. قضية هذه الحرب كانت أكبر من ذلك، حيث أنها كانت دفاعاً عن (نظام الملالي)”. وانتقل على الفور إلى الحديث عن الحرب في غزة ولبنان، وقال: “اليوم يحدث حدث مماثل في لبنان وفلسطين، هذه الأحداث في لبنان وفلسطين تشبه أحداث الحرب المفروضة ودفاعنا المقدس”.
الاعتراف بضرورة عمل عملية جراحية للإنقاذ!
أقر مسعود بزشكيان، المُعيَّن من قبل الولي الفقيه في منصب رئاسة الجمهورية، مؤخراً خلال مؤتمر صحفي بالأزمات القاتلة المستعصية الحل التي يواجهها نظام الملالي، وقال: “نحن نتجه في هذا الوضع نحو الانهيار”. ثم أضاف: “إذا لم نر الموارد وزدنا الاستهلاك سنهلك حتماً يوماً ما”. وتحدَّث صراحةً في 3 سبتمبر 2024، في مشهد، عن ضرورة إجراء عملية جراحية للإنقاذ وإلا سيضيع كل شيء، وقال: ” يجب إجراء عمليات جراحية في العديد من المجالات، حتى نتمكن من انتشال البلاد من هذه الأزمة.”
وفي نفس اليوم قال السيد مسعود رجوي: ” بزشكيان يقول الحقيقة، فالدولة بحاجة إلى عملية جراحية لتخرج من هذا الوضع المتردي، وإلا فلن يتم انتشال البلاد من هذه الأزمة الطاحنة.” بيد أن العملية الجراحية المطلوبة هي استئصال نظام ولاية الفقيه برمته من جذوره. ولهذا السبب، من المستحيل طمس الأزمات أو الحفاظ على الوضع الثوري بوجود پزشکیان. وكما رحل الشاه، يجب على الشيخ أيضًا أن يختفي من الوجود!”
إشعال الحروب ضرورة وجودية لولاية الفقيه!
أسس نظام ولاية الفقيه المكوَّن من رجال الدين وجوده بالحرب على العراق، وهو البلد الذي لم يبرم معه اتفاقية سلام قط، ويحتله حتى الآن! لأن نظام ولاية الفقيه يهدف إلى تحقيق غاية أخرى. لذلك، حيثما تحدث الحرب، يكون لهذا النظام بصمة فيها، ويضع نفسه في جانب الطرف “السيئ” من الحرب. فما السبب في ذلك؟ لأن النظام الإيراني لم ولن يستقر قط بفضل المقاومة الشرسة التي يواجهها في داخل إيران، ويجد صعوبة في التماسك ويضطر إلى قمع المعارضة لبقاء نظامه.”
إن الحرب في غزة، التي تحل ذكراها السنوية الأولى في 7 أكتوبر 2024، هي نتاج فكر ولاية الفقيه. ولا يمكن اعتبار هذه الحرب غير مرتبطة بالحرب في أوكرانيا التي اندلعت في 24 فبراير 2022. إن بصمة هذا النظام الفاشي في الحرب في أوكرانيا والحرب في غزة واضحة للجميع، كما هو واضحة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق. ولهذا السبب تجذَّر القتل والدمار والفساد وانتشر أينما وطأت قدم هذا النظام القروسطي.
إن “العملية الجراحية الاقتصادية” التي أشار إليها مسعود بزشكيان، والتي أصبحت تتردد على لسانه هنا وهناك، ليست سوى نهب وسلب إلى أقصى حد. إنه يسعى إلى نهب جيوب الفئات المحرومة من الشعب الإيراني، وسرقة آخر أصوله بقدر ما يستطيع، لتعويض العجز في الميزانية وتمويل حكومته. إن ارتفاع عدد عمليات الإعدام والأسعار في الأشهر القليلة الماضية ليس من فراغ!
اليوم العالمي للسلام
تزامن هذا العام يوم البداية الرسمية للحرب بين إيران والعراق مع 21 سبتمبر “اليوم العالمي للسلام”. من المستحيل تحقيق السلام والأمن العالميين بدون القضاء على مصدر إشعال الحروب. تدور الآن حرب في إيران ومنطقة الشرق الأوسط، سببها الرئيسي هو نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران. يقول خامنئي عن هذه الحرب التي استمرت ثماني سنوات بين إيران والعراق: “إن هذه الحرب، تجسيدٌ لجميع الروحيات الجيدة والبناءة التي من شأنها أن ترفع شأن أمة وبلد إلى أسمى آفاق التقدم”. كما قال: “إن هذه الحرب كنز لا ينضب حقاً”. وكان خميني من قبله قد وصفها بـ “النعمة” و”البركة”.
أكبر خطأ في التقدير!
كان نظام الملالي يتوقع أنه سيتم خفض وتيرة التحولات العسكرية وحتى السياسية جراء انشغال أمريكا في الانتخابات! بيد أن ما حدث من اغتيالات، من قبيل اغتيال كل من إسماعيل هنية، وحسن نصر الله؛ ضجت مضجع الولي الفقيه، وتم الآن نقل علي خامنئي إلى “مكان آمن”، حسبما أفادت بعض وسائل الإعلام!
إن القضية المطروحة على الطاولة الآن هي على من سيكون الدور القادم، ومتى سيحدث، وأين وكيف سيتم. ويعلم الشعب الإيراني وحدات المقاومة مهمتهم جيداً، ويعرفون ما يجب عليهم فعله!
الكلمة الأخيرة
في الوقت الذي كان خميني يعتبر فيه “السلام” بمثابة “دفن للإسلام؛ استخدم مجاهدو خلق كل رؤوس أموالهم لإنهاء الحرب. فقد ذهبوا إلى العراق، ووقفوا ضد نظام الملالي من خلال توقيع خطة سلام مع الحكومة العراقية، وبعد فترة وجيزة أجبروا خميني على تجرع سم الهدنة، ووضعوا نظام الملالي على حافة الإطاحة في صيف عام 1988! إذ أنهم بكشف النقاب للعالم عن المشاريع النووية لنظام الملالي؛ جعلوا العالم يدرك مدى خطورة ظاهرة الأصولية الإسلامية وولاية الفقيه. وفي مواجهة إشعال نظام الملالي للحروب في الشرق الأوسط، سلطوا الضوء على أن “رأس أفعى ولاية الفقيه موجود في طهران”، وأبلغوا العالم بهذا العنوان.
وظلت المقاومة الإيرانية تؤكد على مدى 40 عاماً على أن النظام الإيراني هو رأس الأفعى المسؤولة عن إشعال الحروب وتصدير الإرهاب، وهو مركز الأصولية الإسلامية. وأثبتت تطورات الأيام الماضية هذه الحقيقة للجميع. وأعلن السيد مسعود رجوي في رسالته الأخيرة: “أن مصير حسن نصر الله أثبت أن خامنئي هو الخاسر الأكبر استراتيجيًا من وراء الإرهاب وإشعال الحروب. لقد قلنا منذ اليوم الأول إن هذه حرب ستطال نظام الملالي أيضاً. ولا بد من استهداف رأس الأفعى ومحاسبة خامنئي”.