3918 حركة احتجاجية في إيران خلال عام 2024

مهدي عقبائي

شهد عام 2024 موجة واسعة من الاحتجاجات في مختلف أنحاء إيران، عاكسةً صمود الشعب الإيراني وتصميمه على مواجهة الظلم، رغم القمع الشديد الذي مارسته السلطات. اتسم العام بتظاهرات مستمرة وإضرابات واسعة النطاق، إلى جانب مقاطعة شعبية واضحة لقيادة الولي‌ الفقیة علي خامنئي، سواء في الشوارع أو من خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

الخليج بست

شهد عام 2024 موجة واسعة من الاحتجاجات في مختلف أنحاء إيران، عاكسةً صمود الشعب الإيراني وتصميمه على مواجهة الظلم، رغم القمع الشديد الذي مارسته السلطات. اتسم العام بتظاهرات مستمرة وإضرابات واسعة النطاق، إلى جانب مقاطعة شعبية واضحة لقيادة الولي‌ الفقیة علي خامنئي، سواء في الشوارع أو من خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

 وانطلقت هذه الاحتجاجات من مختلف شرائح المجتمع، بدءًا من العمال والمتقاعدين وصولًا إلى الطلاب والمزارعين، الذين طالبوا بحقوقهم الأساسية في مواجهة قمع الدولة المتزايد، لا سيما بعد الهزائم الاستراتيجية التي تعرض لها النظام في المنطقة.

نظرة إحصائية على الاحتجاجات

سجلت إيران خلال عام 2024 ما لا يقل عن 3918 حركة احتجاجية، بزيادة ملحوظة مقارنةً بعام 2023. توزعت هذه الاحتجاجات على مختلف القطاعات كما يلي:

المتقاعدون: 1180 احتجاجًا

العمال: 1081 احتجاجًا

الممرضون والممرضات: 584 احتجاجًا

التجار: 142 احتجاجًا

المزارعون: 82 احتجاجًا

المعلمون: 49 احتجاجًا

سائقو الشاحنات: 48 احتجاجًا

الطلاب: 40 احتجاجًا

الخبازون: 13 احتجاجًا

الأطباء: 12 احتجاجًا

سائقو سيارات الأجرة: 10 احتجاجات

سائقو البيك أب: 6 احتجاجات

مربو الماشية: 4 احتجاجات

مربو الدواجن: احتجاج واحد

طلاب المدارس الثانوية: احتجاج واحد

فئات أخرى: 665 احتجاجًا

أهم ملامح ودوافع الاحتجاجات

المتقاعدون

 نظم المتقاعدون تجمعات أسبوعية امتدت أحيانًا لعدة أيام، احتجاجًا على تدني مستوى المعيشة، وعدم صرف المعاشات والمستحقات، والمطالبة بمواءمة الرواتب مع الأوضاع الاقتصادية.

العمال

 أضرب العمال في قطاعات النفط والغاز، البتروكيماويات، الفولاذ، التعدين، البلديات، وغيرها. طالبوا بسداد الأجور المتأخرة، وضمان الأمن الوظيفي، ورفض الخصخصة والإقالات غير العادلة. وبرز إضراب “حملة 14-14” في قطاع النفط كأحد التحركات اللافتة التي استمرت شهرًا.

الممرضون

 احتج الممرضون على تدني الأجور، فرض العمل الإضافي القسري، نقص الكوادر الطبية، الضرائب المرتفعة، وتأخر صرف التعويضات، بالإضافة إلى سوء بيئة العمل.

التجار

 صادفت احتجاجات التجار ذكرى الانتفاضة الشعبية، حيث أضربوا عن العمل رفضًا لأحكام الإعدام الصادرة بحق بعض السجناء السياسيين، إلى جانب معاناتهم من التدهور الاقتصادي وارتفاع الإيجارات.

المزارعون

 نظم المزارعون احتجاجات ضد نقص المياه، انخفاض أسعار المحاصيل، والتأخر في صرف مستحقاتهم. كما طالبوا بحلول لأزمة تغيير مسارات الأنهار، ورفضوا سياسات تقليص الدعم الحكومي.

المعلمون

 احتج المعلمون على غياب الأمان الوظيفي رغم سنوات طويلة من الخدمة، وعلى عدم صرف مستحقاتهم وتأخر ترقيتهم في السلم الوظيفي.

سائقو الشاحنات

 أضرب سائقو الشاحنات بسبب انخفاض أجور النقل، نقص الوقود، والتأخير الطويل في الموانئ، إلى جانب غلاء تكاليف التشغيل.

الطلاب

 نظم الطلاب احتجاجات ضد زيادة الرسوم الدراسية، وتردي أوضاع السكن الجامعي، وإغلاق الجامعات بسبب الأزمات المتكررة. وشهدت هذه الاحتجاجات قضية بارزة، وهي وفاة الطالب “أمير مهدي تشكيني” بسبب تأخر الإسعافات.

الخبازون

 احتج الخبازون على تطبيق خطة “نانيتو” التي خفضت دعمهم، إضافة إلى انقطاع الكهرباء الذي تسبب بخسائر لهم.

الأطباء

 اشتكى الأطباء من تأخر صرف مستحقاتهم، وزيادة الهجمات الإعلامية والعنف الموجه ضد العاملين في القطاع الطبي.

سائقو سيارات الأجرة

 احتج سائقو الأجرة على تأخر تسليم الدعم الحكومي والمعدات الموعودة، ورفضوا سياسات أثرت سلبًا على أوضاعهم المهنية.

سائقو البيك أب

 أضرب سائقو البيك أب بسبب تدني أجور النقل.

مربو الماشية والدواجن

 اشتكى مربو الماشية من انخفاض أسعار اللحوم والألبان، في حين طالب مربو الدواجن بحصتهم من الدعم الحكومي.

طلاب المدارس الثانوية

 انضم طلاب المدارس الثانوية إلى موجة الاحتجاجات، معترضين على ممارسات إدارية داخل مدارسهم.

استمرار المقاومة رغم القمع

على الرغم من استخدام النظام الإيراني أساليب قمعية شديدة مثل الاعتقالات والترهيب وتجاهل مطالب المحتجين، إلا أن الشعب لم يتراجع. استمرت الاحتجاجات طوال العام مدفوعةً بشعور مشترك بأن «الحقوق تُنتزع من الشارع ولا تُمنح.»

أكد عام 2024 إصرار الشعب الإيراني على مواجهة الظلم، رغم كل التحديات. وبينما حاول النظام كسر عزيمة الشعب، فإن الاحتجاجات المستمرة أبرزت وحدة الإيرانيين في نضالهم المشترك من أجل العدالة والمساواة.