ماذا لو عاد الثلج؟!

ماذا لو عاد الثلج؟!

بعد أن تزايد مستوى وحجم الضغوط الأميركية المفروضة على النظام الإيراني وتزامن ذلك مع تلويح أوربي صريح بالعودة الى آلية الزناد، فإن مٶشرات خوف وتوجس طهران من ذلك باتت واضحة ولاسيما وإن الطرق کلها باتت مسدودة بوجه النظام وإن رفضه الانصياع للشروط والمطالب الأميركية ليس بذلك الامر الذي من الممکن له تحمله.

ماذا لو عاد الثلج؟!

الخلیج بوست


عبدالمجيد محمد

بعد أن تزايد مستوى وحجم الضغوط الأميركية المفروضة على النظام الإيراني وتزامن ذلك مع تلويح أوربي صريح بالعودة الى آلية الزناد، فإن مٶشرات خوف وتوجس طهران من ذلك باتت واضحة ولاسيما وإن الطرق کلها باتت مسدودة بوجه النظام وإن رفضه الانصياع للشروط والمطالب الأميركية ليس بذلك الامر الذي من الممکن له تحمله.
المعروف والشائع عن هذا النظام الذي يحکم إيران منذ 46 عامًا، إنه يعتبر بقائه في الحکم مطلبه الاساسي والذي يستعد من أجله لتقديم کل غال ورخيص، والمعروف عنه أيضا إنه وکلما يجد نفسه في موقف ووضع ضعيف أو حرج يمکن أن يهدد بقائه ووجوده، فإنه يتصرف وفقا لذلك ويتخلى عن روره وعنجهيته وحتى يتصرف کالحمامة الوديعة التي لا تريد إلا الخير والسلام.
بعد تصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي التي لمح فيها عن إستعداد نظامه للتفاوض عن درجة وکمية اليورانيوم المخصب والذي کان هذا النظام قبل ذلك يصر على تمسکه بموقفه وعدم التنازل عن التخصيب وإعتباره موضوع خارج إطار المفاوضات، فإنه وبنفس السياق ولکن بدرجة أوضح صرح علي شمخاني، مستشار الولي الفقيه في مقابلة مع شبكة "إن.بي.سي نيوز"، نشرت الأربعاء، إن "إيران ستلتزم بعدم تصنيع أسلحة نووية مطلقا، والتخلص من مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، والموافقة على تخصيب اليورانيوم فقط إلى المستويات الأدنى اللازمة للاستخدام المدني، والسماح بإشراف مفتشين دوليين على العملية."، وهذا تطور ملفت للنظر يعکس مقدار درجة الخوف والقلق في طهران والشعور بأن مصير النظام سيصبح على کف عفريت في حال لو إستمروا على النهج المتشدد الذي أعلنوه منذ البداية.
لکن، من الواضح إن هذا النظام وطوال معظم الفترات التي قام فيها بالمحادثات مع المجتمع الدولي، لم يکن صادقا وأمينا وکان دائمًا يمارس الکذب والخداع والتحايل ويسعى دائما من أجل التملص والهروب من تنفيذ بنود الاتفاق أو التحايل عليها، ومن الصعب التکهن بأنه سيکون هذه المرة أمينا وصادقا وشفافا ويستسلم للأمر الواقع، فهو يعلم جيدا بأن إتفاقه بتلك الصورة التي يتم فيها تفکيك برنامجه النووي مثلما تم قبل ذلك قلع أنيابه الاقليمية، فإن ذلك سيفتح الباب لسقوط حتمي لا يمکن أبدا أن يتمکن من الحيلولة دونه ولاسيما وإن کل أسبابه وعوامله وظروفه مهيئة على أفضل ما يکون.
ذهب الثلج وبان المرج! هذا هو حال النظام الإيراني بعد نزع أنيابه الاقليمية وتزلزل وضعه داخليًا بعد أن وصل الغضب الشعبي الى ذروته ووصل دور المقاومة الإيرانية الى حد صدور القرار رقم 166 الذي يحظى بتأييد 220 نائبا من كلا الحزبين ويدعو لمحاسبة النظام الإيراني ودعم خطة مريم رجوي ذات العشرة بنود، ولذلك فإنه لا يجد أمامه من سبيل سوى تقديم التنازلات والرضوخ للضغوط الامريکية، ولکن السٶال هو هل سيتخلى هذا النظام حقا عن کونه عامل مخل بالسلام والامن في المنطقة والعالم ويصبح بين ليلة وضحاها نظاما نموذجيا؟ إذ ماذا لو حدثت ثمة تطورات أو جاءت ظروف تتيح له اللعب بذيله مجددا؟ من هنا لا حل قطعي وجذري للمشکلة الإيرانية إلا بالتغيير الجذري وذهاب هذا النظام الى حيث ذهب سلفه!