زخم يمني في لندن خيّم على السفارة السعودية
لم يمض أسبوعان على قول الأمير خالد بن بندر السفير السعودي لدى المملكة المتحدة في تصريحات نشرتها صحيفة «تلغراف» البريطانية: «ثقافتنا لا تدفعنا للحديث عن أنفسنا. نحن بحاجة إلى القيام بعمل أفضل لإظهار العالم الذي نحن عليه بالفعل»، حتى تلقت مختلف وسائل الإعلام في العاصمة البريطانية دعوة لحضور معرض يتعلق بشقي الإغاثة والإعمار في اليمن.
ويبدو أن السفير كان يجهز من قبل تلك المقابلة التي يجريها لأول مرة منذ بدأ مهامه في لندن، ليبدأ تنفيذ العمل الأفضل الذي يرغب في تنفيذه، بأسبوع سعودي بنكهة يمنية، تمثلت في زيارة لمسؤولين سعوديين في الملف اليمني لعقد جملة اجتماعات رسمية وإعلامية وبحثية، رافقها معرض اتخذ مكانه في قاعة واسعة داخل مقر السفارة السعودية.
منذ الاثنين الماضي وحتى الأربعاء، كان من الصعب على الصحافيين الحصول على دقائق للحديث مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، أو العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن. السبب يعود إلى جدول «كامل الدسم» تخللته اجتماعات متعددة عقدوها مع الحكومة البريطانية ونواب من البرلمان البريطاني رفقة الأمير خالد، بيد أن لقاءً نظمته السفارة في إطار الزيارة لمختلف وسائل الإعلام الدولية والعربية كان بمثابة الحل الوسط لشغف الصحافة بما يجري في اليمن.
جرى تجهيز قاعة اجتماعات واسعة في السفارة، وامتلأ الاجتماع الذي استمر لنحو ساعة ونصف الساعة بالمعلومات الحديثة وأخرى أساسية تشرح تداعيات الأزمة اليمنية وخلفياتها، وتربط ما يجري في اليمن بالصورة الكبرى لتحديات المنطقة، مع مقارنات وتفصيلات يشعر المهتم بالملف بأنها كانت ضرورية، وضروري أيضا التذكير بها.
شرع السفير آل جابر خلال اللقاء في تسليط الضوء على مجريات الأحداث في اليمن، بما في ذلك أعمال برنامج الإعمار السعودي التي أنجزت أكثر من 65 مشروعا في اليمن من أصل ما يربو على 100 مشروع تنموي بدأت منذ عام 2019 بمختلف المحافظات.
وعرّف بالقطاعات التي يدعمها البرنامج، وهي 7 قطاعات متمثلة بالصحة، والتعليم، والكهرباء والطاقة، والزراعة والثروة السمكية، والمياه، والطرق والموانئ والمطارات، والمباني الحكومية، مشيرا إلى أن البرنامج يعمل في أغلب المحافظات مثل عدن وحضرموت والجوف ومأرب وحجة وسقطرى والمهرة، وأن تأثيره يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي لليمن.
وأضاف المشرف العام أن البرنامج يحرص على الوصول إلى مختلف المديريات في المحافظات اليمنية، من خلال عدة مكاتب يهدف من خلالها إلى المتابعة المستمرة للمشاريع الجاري تنفيذها ورفع التقارير عن نسبة الإنجاز ومعالجة أي مشاكل فنية قد تطرأ خلال عملية التنفيذ، إلى جانب دراسة المشاريع الجديدة وفقاً لاحتياج المحافظات والأهالي، وعقد لقاءات مستمرة مع المحافظين والأهالي وبتنسيق مع الحكومة اليمنية، متابعا بأن «التعاون بين البرنامج والمنظمات الدولية المختلفة وثيق، وغالبا ما تُعقد لقاءات وورشات عمل بين البرنامج والعديد من هذه المنظمات للاستفادة من التجارب وتبادل الخبرات في مجال مشاريع التنمية المستدامة مثل المشاريع الزراعية الخاصة بالبيوت المحمية وعدد من المشاريع المعتمدة على الطاقة الشمسية».
وبعيد انتهاء الاجتماع جرى الإعلان عن شروع التحالف في إحالة «ملفات نتائج تحقيقات حوادث بوجود خطأ ومخالفة لقواعد الاشتباك للدول المعنية، مبيّناً أن الملفات تتضمن الوثائق والأدلة لاستكمال الإجراءات النظامية حول المحاسبة».
وجدد العقيد المالكي، التزام التحالف بأحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني ومحاسبة مخالفي قواعد الاشتباك ومخالفي القانون الدولي الإنساني - إن وجد - وفقاً للقوانين والأنظمة لكل دولة من دول التحالف. وأشار المتحدث إلى أن الجهات القضائية شرعت بإجراءات المحاكمة وستُعلن الأحكام حال اكتسابها الصفة القطعية.
وفي بيان لبرنامج الإعمار، التقى الأمير خالد بن بندر والسفير محمد آل جابر والعقيد تركي المالكي مع وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووزير شؤون التنمية الدولية بالمملكة المتحدة الدكتور أندرو موريسون، وعدد من نواب البرلمان البريطاني.
وأرجع البيان الاجتماع إلى أنه يأتي في إطار «المهمة التعريفية للبرنامج بالجهود والمشاريع السعودية التنموية في اليمن»، مع استمرار استقبال المعرض الذي يقيمه البرنامج في مقر سفارة المملكة في لندن للزوار من سياسيين وخبراء التنمية والإعلاميين.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين، كما شهد تعريفا للنواب البريطانيين بالجهود السعودية الإنسانية والتنموية في اليمن، فضلا عن نقاش دار حول المجالات التنموية والإنسانية.
وكان الأمير خالد بن بندر دشن معرض مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المقام في مقر السفارة السعودية في لندن. وذكر بيان للمركز أن المعرض احتوى على صور وعروض مرئية تحكي البرامج والنشاطات الإغاثية والإنسانية المقدمة من المملكة من خلال المركز للدول المستفيدة وما حققته من نتائج أسهمت في رسم استراتيجيات العمل الإنساني والتطوعي التي تنسجم مع «رؤية المملكة 2030».
وشرح المتحدث باسم المركز الدكتور سامي الجطيلي للسفير، وعدد من منسوبي المنظمات غير الحكومية وشخصيات أخرى رسمية وغير رسمية مهتمة بالمجال الإنساني، أبرز الأدوار التي تلعبها السعودية في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية.