تقرير: أردوغان "المستبدّ" يواجه شتاء قاسياً مع بايدن

وكالات

كتب الصحافية أتيلا يزيلادا في موقع "بي. أي. تركيا" الإخباري أن تركيا بدأت العام الجديد بتفشٍ مزعج لفيروس كورونا المستجد وباقتصاد لا يثق به إلا قلة من الناس.
وصف بايدن أردوغان ب"المستبد"، وانتقد أفعاله ضد الأكراد، وقال إنه على الزعيم التركي أن "يدفع الثمن" وعشية رأس السنة، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، تسجيل 14380 إصابة جديدة بمرض كوفيد-19 و239 وفاة في غضون 24 ساعة.
وأظهر استطلاع أجراه معهد اسطنبول للبحوث الاقتصادية، في الفترة ما بين 17 ديسمبر(كانون الأول) و19 منه، أن نسبة 72 في المئة من الأشخاص، وصفوا الأوضاع الاقتصادية بأنها "سيئة" أو "سيئة جداً"، بينما توقعت نسبة 51 في المئة أن تزداد الأوضاع سوءاً.
الشرطي السيء والشرطي الجيد
ويبدو أن الرئيس رجب طيب أردوغان والفريق الاقتصادي الجديد الذي يضم وزير الاقتصاد لطفي إلفان وحاكم البنك المركزي ناجي إقبال، يلعبان دوري الشرطي السيء والشرطي الجيد. ويوجه أردوغان تهديدات للجميع في الداخل والخارج، بينما يهدئ إلفان وإقبال الأسواق والاقتصاد.
شتاء قاس
وثمة تساؤلات عما إذا كانت هذه الاستراتيجية التي تتبناها حكومة أردوغان، تتيح لتركيا عبور شتاء قاسٍ مع تلقي الصدمات الخارجية، ولا سيما أن الرئيس الأمريكي العتيد جو بايدن، الأكثر صرامة، يمكن أن يعكر الهدوء الهش.
في ظل رئاسة دونالد ترامب المنتهية ولايته، أمكن تجاوز الكثير من نقاط الاشتعال المحتملة بين أعضاء حلف شمال الأطلسي، بفضل علاقة الصداقة بين ترامب وأردوغان. أما اليوم، فإن ثمة احتمالاً باشتعال بعض هذه التوترات، كما أن ثمة فرصة أيضاً للتوافق، كما كتبت ناتشا توراك في موقع شبكة "سي. أن. بي. سي" الأمريكية للتلفزيون.
العلاقة مع أردوغان
ولكن أياً يكن، لن تكون السنوات الأربع المقبلة بالنسبة إلى تركيا وعلاقتها مع واشنطن، شبيهة بالسنوات الأربع الماضية. وبحسب مايكل روبن المسؤول السابق في البنتاغون والباحث في "أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت" "فإن الأمر الوحيد الذي أبقى على تماسك العلاقة في السنوات الماضية، كانت العلاقة الشخصية مع أردوغان...ومع ذهاب ترامب، يتعين على بايدن أن يقلق كثيراً، كثيراً".
نقاط النزاع
وتوضح الكاتبة أن نقاط النزاع بين أنقرة وواشنطن كثيرة، وهي نقاط تكشف عن مواقف متناقضة حيال الجغرافيا السياسية والتحالفات والحكم الرشيد. وبين هذه، هناك حقوق الإنسان في تركيا، والتي تحدث الديموقراطيون صراحة عنها، ثم هناك مسألة شراء تركيا منظومة "إس-400" الروسية للدفاع الجوي، التي أغضبت أعضاء حلف شمال الأطلسي وتسببت بعقوبات أمريكية، فضلاً عن العمليات العسكرية ضد الأكراد المتحالفين مع واشنطن في شمال سوريا، ودعم مجموعات إسلامية متطرفة، تجادل أنقرة بأنها ليست إرهابية، وبأنها تشكل ضرورة لحماية مصالحها في المنطقة.
التحركات العدائية
كما أن هناك التحركات التركية العدائية حيال اليونان وقبرص بسبب الثروات الغازية في شرق المتوسط، بالإضافة إلى دور تركيا في مساعدة إيران على الإلتفاف على العقوبات الأمريكية، والقاعدة الجوية المشتركة في إنجيرليك، حيث تستضيف تركيا عدداً كبيراً من الجنود الأمريكيين والطائرات ونحو 50 رأساً نووية، والتي هدد أردوغان بإعادة النظر في التعاون في شأنها إذا ما تعرضت أنقرة لعقوبات أمريكية.
"المستبد"
وبحسب مقابلة أجريت في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، وصف بايدن أردوغان ب"المستبد"، وانتقد أفعاله ضد الأكراد، وقال إنه على الزعيم التركي أن "يدفع الثمن". كما أنه اقترح أن تدعم الولايات المتحدة قادة المعارضة التركية "كي يتمكنوا من إلحاق الهزيمة بأردوغان. ليس من طريق انقلاب، وإنما من طريق العملية الانتخابية".
كما تعهد بايدن الاعتراف بالإبادة الأرمينية، وهي مشكلة مثيرة لنزاع شديد مع أنقرة، وتحاشى أي رئيس أمريكي الاعتراف بها منذ قرن. وسبق لمشرعين ديموقراطيين وجمهوريين أن أيدوا فرض عقوبات على تركيا بسبب هجومها على أكراد سوريا، ولشرائها منظومة إس-400. وستشكل العقوبات ضربة مدمرة للاقتصاد التركي الذي يعاني أصلاً.